إدارة مستشفى البشير أين أنتم ؟

الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي …

 

كما تعودنا على القراء المحترمين أن ما يجذبهم في قراءة المقالات ومتابعتها هي الأساليب التهكمية والهجومية التي تظهر في عناوينها ولهذا فضلت أن إبدأ مقالتي هذه بهذا العنوان التهكمي .
مستشفى البشير كما يعرفه وتعود الناس على لفظه هو ليس بمستشفى واحد وإنما هو مجموعة من المستشفيات في جميع التخصصات بحيث أن كل مستشفى له إدارة ومدير وكوادر تمريضية وخدماتية ، إن المساحة الكلية لهذه المستشفيات تقدر بحوالي (156) ألف متر وأما أعداد الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وفنيين فهم (4500) موظف وأما الخدمات المساندة من نظافة ومراسلات وصيانة فإن أعدادهم تقدر ب (3000) وإن حجم المراجعات المرضية لعام 2023 فهي مليون وستمائة الف مراجع وقاموا بعمل عمليات جراحية تقدر 40 ألف عملية جراحية و20 الف عملية ولادة و4 مليون فحص مخبري ويوجد به 1200 سرير .
إن الادارة العليا لهذه المستشفيات بقيادة الدكتور المحترم علي العبدلات استطاعت أن تقدم كل الخدمات التمريضية والتشخيصية لجميع المراجعين ، إضافة إلى أنها تعتبر مستشفيات تحويلية وعلمية بحيث أن جميع المرضى من مراجعي المستشفيات الحكومية بالمملكة يتم تحويلهم لها في الحالات المرضية الكبرى أو العمليات الجراحية ، إضافة إلى ذلك فإن طلاب كليات الطب في كل الجامعات الأردنية يبعثوا طلابهم للدراسة والتطبيق والممارسة في هذه المستشفيات.
عندما نتطلع إلى عمر هذا المستشفى الذي شيد في عام 1956 وموقعه الجغرافي الذي يقع في منطقة عمان الشرقية (الأشرفية) وإلى التزايد الكبير في نسبة عدد السكان بنفس المنطقة بحيث أنها تضغط على عيادات هذه المستشفيات ومع وجود النقص العام بالكوادر الطبية مقارنة بحجم المراجعين ، فكل هذه الأمور تحتاج إلى إعادة تخطيط وهيكلة للقوى البشرية ولنوعية الخدمات التي تقدم من هذه المستشفيات حتى لا تحدث أخطاء أو مشاكل مرضية . ولا ننسى أن وزارة الصحة أيضا تعقد الكثير من المحاضرات والندوات والنشاطات الطبية بها ،كما أن هناك أعداد مواطنين هائلة من المراجعين يراجعونها لأمور بسيطة لا تحتاج منهم مراجعة مثل هذا المستشفى ، بل يجب عليهم أن يذهبوا إلى المراكز الصحية ولكنهم يفضلون مراجعة البشير نتيجة قرب المسافة . ولهذا فإن إدارة مثل هذه المستشفيات ليس بالشيء السهل أو البسيط ، كما أن الأصعب في ذلك الأمر هو إدامة هذه الخدمات والمحافظة على نوعية الخدمات المرضية التي تقدم من قبلهم والتي لا أبالغ إن قلت أنها ترتقي إلى مستويات ممتازة في ظل المعطيات التي شرحتها عن جغرافية المكان وعمر البناء وطبيعة عمل المستشفى
وأعداد المراجعين من جميع أنحاء المملكة .
قد نسمع احيانا عن بعض الإشاعات أو الحقائق عن بعض الممارسات الخاطئة مع المرضى والمراجعين على وسائل الإعلام وهذا شيء متوقع إن كانت حالات فردية يتم تصحيحها بشكل سريع ، ولكن أيضا لا أحد مننا يسمع أو يتكلم عن حجم الإنجازات الطبية والخدمات التمريضية والعمليات الجراحية النوعية التي صار إجراءها به على الرغم من العبء الكبير الذي يتحملونه والذي تقوم به هذه الكوادر لكننا لم نسمع على وسائل الإعلام أي تقدير لهم ، ولا ننسى أن هناك تحديثات وإنشاء أساليب تطوير و شراء أجهزة حديثة قد تم توفيرها به ، وللعلم لقد شيدت مستشفيات حديثة على أنقاض هذه المستشفيات القديمة ، كما أن معظم الخبرات الطبية العليا والأدمغة الفذة التي كانت تعمل بالخدمات الطبية العسكرية ووزارة الصحة صارت متوفرة و تعمل بهذا المستشفيات بعقود خاصة .
كما أنني أعلم ان هناك سخط على إدارة هذه المستشفيات من القطاع الخاص الذي لا يرغب بأن تقل أعداد مراجعينة من القطاع العام(التحويلات المرضية) ويتمنون أن لا يكون هناك إنقطاع للمراجعات من مستشفيات البشير التي صارت تستقطب أعداد هائلة من المرضى نظرا لوجود الكفاءات الطبية بها ، كما أن هناك الكثير من المستشفيات الخاصة التي قد تم إغلاق التحويلات منها و إليها وذلك لأن إدارة مستشفيات البشير اكتشفت أن هناك أمراض معدية ووبائية في بعض مرضاهم الذي فشلوا في معالجاتهم وصاروا يحولونهم إلى مستشفيات البشير ، ولا أدل على ذلك من إغلاق بعض مستشفيات القطاع الخاص من قبل وزارة الصحة والغذاء والدواء نتيجة لإنتشار عدوى جرثومة العمليات وغيرها من المشاكل الصحية التي تكون نتيجة ضعف التعقيم للمباني وأدوات هذه المستشفيات .
أخيرا أود أن أشكر إدارة هذه المستشفيات ممثلة بمديرها المحترم والإنساني الدكتور علي العبدللات والفريق الإداري معه الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة ولا يغادر المكان إلا للنوم أو للضرورة ، واتمنى على وزارة الصحة أن توجد مستشفيات أخرى في منطقة عمان الشرقية بحيث تجعل خدمات مستشفيات البشير فقط للحالات التعليمية والعمليات الجراحية الكبرى والحالات المرضية المستعصية .

حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم في ظل راعي المسيرة سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.