صورة الاردن اهم
بلال حسن التل ….
دون انتباه لاثر كلامهم السلبي، على صورة وطننا الاردن، وتشويه هذه الصورة، يتبنى بعض المرشحين للانتخابات النيابة القادمة التي ستجري يوم الثلاثاء القادم، اتهامات مرسلة بلا ادلة قاطعة،ترددها شريحة من الاردنيين، وتغذيها وسائل تواصل اجتماعي، حول حجم الفساد في الاردن، وهؤلاء المرشحون يرددون هذه الإتهامات،
في محاولة منهم لدغدغة عواطف هذه الشريحة من الناس، الذين يرددون عبارات تشخص لحالة بلدنا، ومنها انتشار الفساد، بصوره المختلفة، كالرشوة والمحسوبية والواسطة والترهل الإداري، وكأزمات المرور، والاسراف، واخيرا بيع وشراء الاصوات في الانتخابات.
لكن هؤلاء الذين يتبنون هذا التشخيص، لا يشيرون الى أسباب هذه العلل التي يتداولونهاِ. فلو دققنا في هذه الأسباب لوجدناها تعود الى انماط التربية التنشئة الاجتماعية السائدة في محتمعنا، وهي تنشىة تتناسى ان من يبيع صوته يبيع ضميره، وهو اسؤ من من يشتري هذا الصوت.
كذلك ازمة المرور فان نسبة عاليه من أسبابها تعودلعدم تقيدنا كافراد بقواعد السواقة، وباداب المرور، وهما نجمان عن سؤ في تريتنا وتنشئتنا الاجتماعية. وكذلك الحال في الإسراف فهو سلوك يعبر عن ميلنا الى البذخ، وهو ايضا نتيجة من نتائج التربية والتنشئة الاجتماعية الخاطئة.
اما الفساد فننسى
ان من يمارس الفساد أردني؟ وان من يشجعه على فساده أردني! ذلك اننا نتهم فلانا من المسؤولين بالفساد، دون ان نقدم الدليل على مانقول، فنقع ضحايا الانطباع، وننقاد لعقلية القطيع، دون اعمال العقل ودون التدبر، فنقع في سؤ الظن، وننسى ان بعض الظن اثمِا.
أكثر من ذلك فاننا في تعاملنا مع الفساد والمفسدين، نقع في تناقض بينما نقول و ما نفعل، لأن الكثيربن منا يتسابقون لاقامة الولائم لتكريم من يتهمونه بالفساد للتقرب اليه.معتبرين ان الفساد (شطارة) و(فهلوة).
الاخطر من ذلك ان سلوكياتنا على الصعيدين الشخصي والعام تشجع على الفساد، ذلك ان احدنا يفكر بالبحث عن واسطة او توفير رشوة لتمرير معاملته قبل ان يفكر بقانونية معاملته، حتى اذا ما حاول احدهم تعطيلها او طلب رشوة رغم قانونيتها، لم يرفع صاحب المعاملة صوته معترضا مطالبا بحقه، فلو فعل ذلك لارتدع الفاسد والمرتشي؟
خلاصة القول في هذه القضية انه علينا قبل تشويه صورة وطننا، ان نبحث عن اسباب مانشكو منه في أعماق نفوسنا، وفي اساليب تريتنا لاولادنا وتنشئتهم الاجتماعية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.