عملية الجسر تهيمن على شبكات التواصل في الأردن وتعيد ذكرى «معركة الكرامة»

شبكة الشرق الأوسط نيوز : انشغل الأردنيون خلال الأيام الماضية بالحديث عن الهجوم المسلح الذي استهدف جنوداً إسرائيليين على الجسر الواصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية والذي نفذه سائق شاحنة أردني بسلاحه الشخصي وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، فيما تحول منفذ العملية سريعاً إلى بطل وتوافد الآلاف من مختلف أنحاء المملكة إلى منزله للتعزية باستشهاده.

وسرعان ما اشتعل الجدل على شبكات التواصل في الأردن حول العملية التي نفذها الشهيد ماهر الجازي والذي تبين بأنه ينتمي إلى واحدة من أكبر القبائل العربية، وهي «الحويطات» التي يسكن أبناؤها في مدينة معان جنوبي الأردن، كما تبين بأنه ينتمي إلى نفس القبيلة التي ينتمي لها قائد الجيش الأردني الذي انتصر في معركة الكرامة عام 1968 وهو الجنرال مشهور حديثة الجازي، ما دفع الكثيرين إلى الربط والمقارنة بين «معركة الكرامة» في العام 1967 و«عملية الكرامة» في 2024.
وأعلنت اسرائيل أن ثلاثة رجال يعملون كـ«حراس أمن» قتلوا صباح الأحد الماضي في هجوم نفذه مسلح قرب المعبر الحدودي مع الأردن، فيما قالت وزارة الداخلية الأردنية إن «مطلق النار هو مواطن أردني اسمه ماهر ذياب حسين الجازي من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان، وكان قد عبر الجسر سائقاً لمركبة شحن تحمل بضائع تجارية من الأردن إلى الضفة الغربية».
وسرعان ما أصبح اسم «ماهر الجازي» الأكثر تداولاً والأوسع انتشاراً على شبكات التواصل في الأردن، وتحول إلى وسم تصدر شبكات التواصل، كما تصدرت أيضاً «عملية الكرامة» قائمة الوسوم وهيمنت على أحاديث الأردنيين خاصة بعد توافد آلاف المعزين من كافة أنحاء المملكة على بيت العزاء في مدينة معان والذي أطلق عليه الناس اسم «بيت الأردنيين».

الشهيد البطل

وكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي معلقاً: «الأردنيون خرجوا إلى شوارع عمان، يحتفلون بإنجاز الشهيد البطل ماهر الجازي، الذي سجل «ثلاثية» محترمة بقتله ثلاثة جنود إسرائيليين.. هذه المشاهد هي التي ترعب نتنياهو وجيشه، مشاهد تؤكد أن العداء لإسرائيل أمر لا يمكن التحكم فيه ولا كبحه مهما أبرم من اتفاقيات التطبيع ومهما قتل من الأبرياء».
وكتب المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» مراد العضايلة على موقع إكس: «الشهيد البطل ماهر الجازي يجدد الكرامة ويعيد أمجاد بطولة قبيلة الحويطات، أمجاد البطل الفريق مشهور الجازي قائد معركة الكرامة، وبطولات الشيخ هارون الجازي قائد كتيبة الحويطات في معارك القدس. ويرد على تهديدات نتنياهو للأردن ويثأر للدم الفلسطيني المسكوب في غزة والضفة، ويؤكد وحدة المصير مع الشعب الفلسطيني».
أما الصحافي والكاتب الأردني باسل الرفايعة فعلق قائلاً: «الإعلام الإسرائيلي مصدومٌ جداً من ردود الفعل الشعبية الأردنية على عملية الكرامة. مذهول من مشاعر الفرح العام وطغيان البطولة على الانتخابات النيابية.. كأنه كان يتوقّع أقلّ من ذلك وقد وصلته للتو ثلاث رصاصات ليس أكثر، يشعرُ كلُّ أردنيّ أنها من يده إلى يد الشهيد ماهر الجازي الحويطات، غير أنّ يدَ الحويطي أعلى وأكرم.. ما لن تفهمه إسرائيل ومَن يريدها في هذه المنطقة أنّ الأردنيين غمرهم الشعور بـ«بياض الوجه» لبطولة الحويطي وكرمه، لأنهم يعتبرون ما دون ذلك أقلَّ الواجب».
وأضاف الرفايعة في تدوينة ثانية على شبكة «إكس» يقول: «الرد على نتنياهو لا يكون إلا هكذا، إذْ لا يفهم المجرم لغةً أخرى، وهو يواصلُ الإبادة والإجرام والتهجير في غزة والضفة الغربية، ولا يرى بلادنا إلا مستوعَباً سكانياً لخرافة العدو.. لا يفهمُ نتنياهو إلاّ ما فهّمه إياه مسدسُ ماهر الجازي الحويطات بين ضفتي النهر بوضوحٍ تام. المكان ليس عبثاً، والرصاص جسرٌ حين تُقطع الجسور، أو تعزُّ على أهلها.. لا يفهم، ولا يسمعُ نتنياهو الغضبَ الرسمي الأردني من مشروع التهجير القائم، ولا شكوانا من «الغبار المتراكم» على معاهدة وادي عربة، وهو عملياً وحكومته ووزراؤه أعلنَوا علينا الحرب منذ شهور.. ثلاث رصاصات من الأردني الحويطي كانت كافية، ليسمعَ نتنياهو صوتنا جيّداً، ويتحدث عن «أيدولوجيا قاتلة تحيط بإسرائيل».. هل نحنُ فعلاً ننتظر من نتنياهو (إعلانَ حرب)؟».

بطل من أبطال الكرامة

وعلق الكاتب الصحافي ياسر الزعاترة بالقول: «سُعار صهيوني بعد عملية الشهيد ماهر ذياب الجازي. السبب بعد وقع العملية يتمثّل في الاحتفاء الشعبي بها وببطلها.. يريدون أن يمارسوا الإبادة في قطاع غزة، ويتوعّدوا بالضمّ والتهجير في الضفة وصولا إلى «الوطن البديل» ثم ترشقهم شعوبنا وأمّتنا بالورود.. نتنياهو ذهب يلملم جراحهم عبر استدعاء الدلالات التوراتية عن (سيف داوود) والعيش (على حدّ السيف).. منطق كهذا لا يمكن أن يُردّ عليه سوى بالرصاص، فقد مضت عقود من الاستجداء والاستدراج، لم تزدهم غير صلف وغطرسة.. سلام الله على الشهيد، وعلى كل شهدائنا إلى يوم الدين، وليذهب نتنياهو وكيانه إلى جحيم».
وكتب الدكتور محمد الكويتي: «إذاعة الجيش الصهيوني تُعلن مقتل الإسرائيليين الثلاثة في العملية على معبر الكرامة مع الأردن. الإصابات في الرأس مباشرة من مسافة صفر.. وارتقاء السائق الأردني شهيداً.. ماهر الجازي أنت بطل من أبطال الكرامة.. ماهر الجازي من عشيرة مشهور حديثة الجازي قائد معركة الكرامة الذي رفض وقف اطلاق النار قبل الهزيمة المطلقه للكيان الصهيوني..خير خلف لخير سلف».
ونشر الناشط الأردني أنس الجمل صورة لنتنياهو وهو يستقبل حارسا إسرائيلياً كان قد قتل اثنين من المواطنين الأردنيين في العام 2017 وكتب معلقاً على الصورة: «كان هذا لقاء نتنياهو بقاتل المواطنين الأردنيين في السفارة الإسرائيلية في عمان قبل سبع سنوات، وبعد أربعة أيام من جريمته تم ترحيله من عمان معززاً مكرماً إلى دويلة الاحتلال ليتصور مع حبيبته بعدها بأيام وكأنه لم يفعل شيئاً.. ونحن إلى الآن لا نعرف مصير جثة الشهيد البطل ماهر الجازي الحويطات، ولا نعرف شيئاً عن المواطنين الأردنيين حسين النعيمات ومصلح الحويطات الذي يعتقلهم الاحتلال منذ عملية معبر الكرامة إلى الآن بدون وجود أي تهمة.. فقط كانوا متواجدين مع شهيدنا في نفس المكان».
ونشرت حياة اليماني تدوينة على شبكة «إكس» تقول فيها: «ماهر الجازي واحد معاه فرد وبطخ عليهم.. هكذا الأمر بسيطٌ لدرجة بالغة التعقيد. عندما تعرف عدوك فهو بسيط، عندما تدرك ثأرك فهو بسيط.. عندما تنظر في عيني امرأتك وأطفالك فهو بسيط، أما عندما تمتلك أطناناً من ترسانات الأسلحة صدئة معطوبة في مخازن الذل والمهانة تراكمها لتحمي بها نفسك من نفسك الفاسدة الخائنة فهو معقدٌ ومعقدٌ جدًا لأنك يا عزيزي تعلم أن فرداً واحداً سيجهز على كل ذلك وستمضي بعارك الأزلي».
وعلق مشاري السند: «بطل عملية معبر الكرامة سائق الشاحنة المسلم العربي البطل النشمي الأردني ماهر الجازي الذي رفض أن يكون عوناً للصهاينة، فسجل إسمه في سجل الخالدين بأحرف من نور، نسأل الله الكريم أن يتقبله مع الشهداء والصالحين، ولا عزاء للخونة والمثبطين شيوخ البلاط ولاعقي قاذورات أحذية الصهاينة».

وكتبت مريم محمد زريرا: «الأردنيون خرجوا إلى شوارع عمان، يحتفلون بإنجاز الشهيد البطل ماهر الجازي، الذي سجل «ثلاثية» محترمة بقتله ثلاثة جنود إسرائيليين.. هذه المشاهد هي التي ترعب نتنياهو وجيشه، مشاهد تؤكد أن العداء لإسرائيل أمر لا يمكن التحكم فيه ولا كبحه مهما أبرم من اتفاقيات التطبيع ومهما قتل من الأبرياء».
وكتبت جمانة عادل: «من معبر الكرامة ارتقى هذا الشهيد البطل صاحب العزة والكرامة رحمك الله وتقبلك مع الشهداء، بالفعل شعب واحد مو شعبين».
أما بلال نزار ريان فكتب: «الأردن أرض الكرامة، أردن مشهور حديثه الجازي، وكايد مفلح عبيدات، وموفق السلطي. أردن الشهيد البطل الشريف ماهر الجازي، منفذ العملية البطولية وابن قبيلة الحويطات. هذا هو الأردن الذي نعرفه، الذي يسطر أبناؤه دوماً أروع ملاحم الفخر والشرف في الدفاع عن فلسطين».
ودعا سمير مشهور إلى المشاركة في بيت العزاء قائلاً: «يجب على كل الأردنيين أن يشدوا رحالهم اليوم وغدا إلى معان لتهنئة أهل الشهيد الجازي وقبيلته الحويطات بالشهادة، بالأمس مرّغ الجيش الأردني بقيادة مشهور حديثة الجازي الأرض في جيش الصهاينة، واليوم يرتقي الشهيد البطل ماهر الجازي مقبلاً غير مدبر ليكون أول شهيد أردني في معركة طوفان الأقصى».
ويقول ناشطون إن ماهر سليل عائلة الجازي التي أنجبت الشيخ هارون الجازي الحويطي، قائد سرية متطوعي أبناء الحويطات في معركة القسطل بالقدس عام 1948 ومن أبناء هذه العائلة أيضاً اللواء مشهور الجازي؛ أحد القادة الرئيسيين في معركة الكرامة عام 1968 ويعدّ من أحفاد الشيخ هارون.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.