هآرتس.. إسرائيل وأطماعها في قطاع غزة: من الأهداف المعلنة إلى رؤية “الثنائي المتطرف”
وزير المالية سموتريتش ووزير الأمن القومي بن غفير يتمسكان بمهمتهما لاستغلال فرصة تاريخية وقعت في طريق الشعب اليهودي في 7 أكتوبر. هدفهما احتلال غزة وتوطينها باليهود، وهو ما يملي مواقفهما ولو بالتضحية بالمخطوفين. وهذا ما يرميان إليه بنقل المسؤولية عن المساعدات الإنسانية للقطاع إلى أيدي الجيش الإسرائيلي.
المشكلة أنهما يجدان أذناً مصغية من رئيس الوزراء لمطامعهما. وبالفعل، أجرى نتنياهو الأحد بحثاً في الموضوع رغم تحفظ عموم المحافل في جهاز الأمن، وزير الدفاع غالنت، ورئيس الأركان هليفي ورئيس “الشاباك” رونين بار، الذين وشددوا على أن نقل مسؤولية المساعدات إلى الجيش الإسرائيلي سيعرض الجنود للخطر، ويكلف مليارات ويتطلب من الجيش الإسرائيلي تخصيص قوات كثيرة للمهمة. يرتبط هذا الموقف مباشرة بمعارضة غالنت لفرض حكم عسكري في غزة.
لكن سموتريتش لا يهمه ما يفكر به الجيش الإسرائيلي؛ فالحديث يدور عن جيش الدفاع لإسرائيل في الساعة التي يمثل فيها جيش الشعب. وهو لا يخفي أنه حدد لنفسه أهدافاً مختلفة عن تلك التي حددتها الحكومة. “هذه حرب ملزمون بإنهائها… بينما يحكم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بشكل كامل وعلى مدى الزمن. في هذا الوضع وفي ظل ظروف سياسية مريحة، سيكون ممكناً استئناف الاستيطان في قطاع غزة، والتأكد من وجود يهودي دائم ومستقر”، كتب أمس على الفيسبوك بمناسبة يوم السنة لـ 7 أكتوبر.
كما أن سموتريتش لا يهمه تحذيرات غالنت بأن المقاتلين سيكونون مكشوفين لهجمات ميدانية. رغم أن وزير المالية لا يأبه أيضاً بالكلفة الاقتصادية الجسيمة للمساعدات. كل هذه اعتبارات سخيفة في نظر مَن يرى في ذلك خطوة أولى لفرض حكم عسكري بالأمر الواقع على غزة.
على إسرائيل أن تعمل بالتعاون مع حلفائها للمضي ببديل سلطوي فلسطيني على شكل السلطة الفلسطينية داخل القطاع. هذا الشرطة سيسمح لقوة متعددة الجنسيات وللمساعدات الدولية الوصول إلى غزة. عليها الامتناع عن خطوات تؤدي لحكم عسكري في غزة، لا دائم ولا مؤقت. “المؤقت” في إسرائيل معناه دوماً أرضاً خصبة للمستوطنين لتنفيذ مآربهم ويورطوا إسرائيل بشكل دائم. سموتريتش وبن غفير يدفعان بأجندة خطيرة تتعارض وأهداف الحرب المعلنة، مثلما تتعارض ومصالح إسرائيل السيادية التي لا تزال ترى نفسها كجزء من أسرة الشعوب. محظور السماح لهما بتنفيذ خطتهما وتعريض إسرائيل للخطر.
أسرة التحرير
هآرتس 8/10/2024
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.