مجرم العصر النتن ياهو المتمرد على القوانين الدولية يجب إعتقاله فوراً

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات ….

 

أن الضغوط الدبلوماسية الإقليمية والدولية ومنها الدبلوماسية الأردنية المتقدمة جداً والتي يقودها عميد الدبلوماسية الأردنية السيد أيمن الصفدي لا تستطيع منع المجرم النتن ياهو من الذهاب في المعارك إلى النهاية، في وقت يبقى فيه المشهد اليوم يدعو إلى الحزن والألم والغضب، كنت في لبنان خلال الأيام الماضية راقبت عن قرب وتابعة 1.2 مليون نازح لبناني إلى جانب مليوني نازح سوري بعضهم في الخيم وبعضهم في المدارس ومراكز الإيواء والمنازل، وبعضهم يفترش الأرصفة في بيروت، وقدرة لبنان الشقيق على تقديم المساعدات محدودة جداً وما يأتي من الخارج محدودة جداً أيضاً، لبنان أصبح غزة ثانية من قبل أن يحذر قادة في المنطقة ومنهم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في خطابه الإنساني والتاريخي من على منبر الأمم المتحدة مؤخراً والعالم أيضاً يحذر من تحويله إلى غزة ثانية، فهو كان كذلك منذ بدأ حزب الله حرب الإسناد لحركة حماس غداة عملية السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023 ألتى قاد الرد عليها إلى حرب القطاع، وهو صار في أواخر العام الأول من حرب الإسناد وخفوت حرب القطاع مركز حرب أكبر من غزة وأوسع من قضية فلسطين، حرب كاملة الأوصاف بأبعاد إقليمية ودولية لا حدود فيها للأعتداء الإسرائيلي الوحشي والهمجي والبربري، غير مركزة على عناصر حزب الله في الميدان، فلا الضغوط الدبلوماسية الإقليمية والدولية تستطيع منع هذا المجرم النتن ياهو وأنا على يقين أن كلامي هذا سيكلفني حياتي على يد هذا المجرم وأجهزته من الذهاب في الحرب إلى النهاية، ولا الأغتيالات ألتي طاولت الأمين العام لـ حزب الله الشهيد حسن نصرالله وقادة الصفين الأول والثاني أفقدت الجماعة اللبنانية القيادة والسيطرة والقدرة على مواجهة التوغل البري الإسرائيلي، وتكثيف رشقات الصواريخ على حيفا والجليل وصفد وما بعد حيفا، وإذا كان التدمير في لبنان لم يصل بعد إلى حجم التدمير في القطاع فإن نوعه يتجاوز ما حدث في غزة، في البدء كان الفارق في قراءة الأحداث بعد هدوء على جبهة جنوب لبنان منذ عام 2006 في أعقاب حرب الـ 33 يوماً والقرار الدولي رقم 1701 وهجوم حركة حماس في تشرين أول/أكتوبر 2023 : حزب الله الذي كرر القول بلسان الشهيد حسن نصرالله إن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت والذي رأى نافذة فرصة إستراتيجية من خلال مستقبل لبنان المرتبط بمستقبل حركة حماس في غزة ضمن مستقبل المنطقة ألتي ستكون اليد العليا فيه لمحور المقاومة، كما قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي في خطبة الجمعة الماضية، وفي المقابل رأت القيادات في الطوائف اللبنانية الأخرى والنخب في المجتمع المدني والناس في الشارع الخطر المقبل، وحذرت من الربط بغزة ودعت إلى إخراج لبنان من مأزقه السياسي والوطني لتجاوز مأزقه المالي والإقتصادي والإجتماعي، وتساءلت لماذا الإصرار على إستمرار الخطأ في الحسابات عبر الربط بين وقف النار على الجبهة الجنوبية ووقف النار في غزة، وبالتالي الوقوع في أسر قرار العدو الذي يمسك به المجرم النتن ياهو ..؟ أما بقايا السلطة الرسمية فإنها وقفت وراء قرار ” حزب الله ” بالتواطؤ أو الخوف، واستمرت في الإستفادة من تعليق الدستور، وأكثر من ذلك فإن الربط شمل كل شيء في لبنان، من الشغور الرئاسي الفارغ من سنتين وأكثر إلى الترهل في المؤسسات والإهتراء الإداري وتفاقم الأزمات، لا بل إن الطرف الذي أتخذ قرار الحرب منفرداً واعتبر أن وجود رئيس للجمهورية يعرقل شغله بدا كأنه لم يضع في حساباته أمرين : أولهما الحاجة إلى عنوان رسمي يخاطبه العالم خلال الحرب ويأخذ مقعده لطاولة التفاوض في اليوم التالي للحرب.
وثانيهما إضطرار البيئة الحاضنة للمقاومة إلى النزوح بحيث أحتضنت الطوائف الدرزية والمسيحيه والسنيه الكريمات والمناطق الأخرى أكثر من مليون نازح، ولا أحد يذهب إلى حرب من دون التطلع إلى الوراء على الجبهة الداخلية، والمشهد اليوم في لبنان الشقيق يدعو إلى الحزن والغضب، وحتى الشخصيات ألتى أوحت أنها بادرت وتحدثت عن ضرورة إنتخاب رئيس وتطبيق القرار رقم 1701 فإنها ربطت ذلك بوقف النار في لبنان وغزة، وهذا في يد المجرم النتن ياهو والسيدخامنئي لا في يد الداخل اللبناني، وليس خارج المألوف أن يصف فريق الإسلاميين حراك الداخل والعواصم العربية والدولية إستعجالاً لأنتخاب رئيس للبنان بأنه مؤامرة أميركية ـــ أوروبية ـــ عربية في خدمة المخطط الصهيوني، فالأولوية لدى هذا الفريق ليست لإعادة تكوين السلطة في لبنان المأزوم، بل لمواجهة الإعتداء الإسرائيلي، وكأن المواجهة من الفراغ في ساحة أهم من المواجهة في دولة، مع أن وجود رئيس ودولة يسهم في حشد اللبنانيين جميعاً لمواجهة العدوان، وحسابات الربط بغزة تبدأ من الحفاظ على حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثيين في صنعاء والفصائل المدعومة من إيران في سوريا والحشد الشعبي في العراق، وتنتهي بحماية النظام في إيران والعمل لمشروعه الإقليمي، وكل ذلك تحت راية فلسطين وتحريرها من البحر إلى النهر، لكن المحور الإيراني يعرف ويعترف أحياناً بأن تحرير فلسطين ليس على جدول الأعمال خلال هذه المرحلة، فهو قصة أجيال تتابعت على مدى القرن الـ 20 والثلث الأول من القرن الـ 21، وقصة حروب لا قصة حرب واحدة، وقصة مواجهة مع أميركا وأوروبا وخلاف مع روسيا والصين لا مع إسرائيل وحدها، والسؤال هو لماذا تعريض لبنان الشقيق للدمار في هذا الجيل ما دامت المواجهة قصة أجيال وعقود ..؟ وإذا كان الوقت فات على التراجع في عز المعارك، على إفتراض أنه في الحسابات منذ ما سماه الإمام الراحل الخميني ” كأس السم ” الذي شربه بقبول وقف النار في الحرب مع العراق، فإن وقت المراجعة دقت ساعته والخيار دقيق ومحدد، فإما الإستمرار في ربط لبنان بالمشروع الإقليمي الإيراني، لا فقط حرب غزة، وإما فك الربط وإحياء المشروع الوطني اللبناني من أجل الشعب اللبناني الأغلى على قلبي وتلك هي المسألة الهامة.

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.