عملية استشهادية بنكهة “إخوانية” تبدل المعطيات في “أغوار الأردن”.. ما الرسالة ولمن؟
شبكة الشرق الأوسط نيوز : “أبو عبيدة الشافعي” و”أبو عز الدين” يمثلان “حالة أردنية مستجدة” تماما ومهمة للغاية برزت وفي اللحظات الحرجة التي تمر بها المنطقة وملف العلاقات الأردنية- الإسرائيلية المفتوحة على كل الاحتمالات، خلافا للوضع المتوتر والمتأزم أصلا، على أكتاف منطقة الأغوار حيث الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة.
صاحب اللقب الأول هو المدرس والمعلم الأردني عامر قواس، من مواليد عام 1999، متزوج ولديه عائلة. وصاحب اللقب الثاني هو مهندس شاب وخريج جامعي يعمل في القطاع الخاص. كلاهما قرر تنفيذ عملية “استشهادية” في منطقة الأغوار نصرة لغزة والمقاومة، وبعد أقل من 24 ساعة على إعلان استشهاد القائد يحيى السنوار، ولعلها المرة الأولى تماما منذ عام 1994، التي تشهد فيها الأغوار عملية مسلحة منظمة وبنوايا استشهادية مسجلة عبر “وصية شرعية” على طريقة الاستشهاديين الفلسطينيين.
حتى بعد نحو 10 ساعات من تنفيذ العملية قرب البحر الميت، لم تصدر الحكومة الأردنية أي بيان باستثناء تأكيد من المؤسسة العسكرية ينفي مزاعم إعلام إسرائيل عن الخلفية الوظيفية للشابين.
المهندس والمعلم كما يرد في منصات التواصل صديقان وتربطهما علاقة خاصة انتهت فيما يبدو باتخاذ قرار فردي بتنفيذ عملية إطلاق نار ومواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مستوطنة ملحقة بالبحر الميت.
النتيجة تحدثت عنها وكالات الأنباء حيث أصيب عنصران من الجيش الإسرائيلي واستشهد المنفذان قبل أن ينتشر كالنار في الهشيم شريط فيديو لكل منهما يتضمن الوصية الشرعية وأسباب الرحيل ونوايا التنفيذ التي قال الاستشهاديان بوضوح إنها تتبع تداعيات أحداث 7 أكتوبر.
حتى اللحظة، لم تعلن سلطات الاحتلال ولا عمّان تفاصيل العملية، إذ تم التداول بنظرية إسرائيلية تتحدث عن منفذين اجتازا الحدود مع الأردن واشتبكا مع القوات العسكرية وهي حيثية لم تصادق عليها بعد أي رواية أردنية رسمية حيث اكتفى الجانب الأردني بالقول إنه يجمع التفاصيل والحيثيات ويحقق فيها.
تسجيل الوصية النهائية مستجد يحصل لأول تماما في تاريخ محاولات التسلل عبر الأغوار لفلسطين المحتلة.
الشهيدان في المستجد الأكثر أهمية من الشباب الجامعي الناجح المتدين ولديهما خلفية وظيفية متقدمة والأهم استعمال “ألقاب شرعية دينية” فيما العنصر الأبرز في عملية البحر الميت يمثله الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، معاذ خوالدة، الذي نقلت عنه وكالات الأنباء القول الصريح إن كلا من الشهيد عامر قواس وحسام أبو غزاله مسجلان تنظيميا في الإخوان.
جماعة الإخوان المسلمين وعلى لسان زعيمها المهندس مراد عضايلة كانت قد صرحت عشرات المرات بأن “طوفان الأقصى ” أردني أيضا وتوعدت إسرائيل وجيشها وحكومتها في حال التفكير بالاعتداء على الأردن.
عملية “الشافعي وعز الدين” قرب البحر الميت ستطرح عشرات الأسئلة السياسية وستعقبها تداعيات من مختلف الأصناف على الأرجح، لأن جهة ما تخاطب وتحذر عمليا كل الجهات برسائل تتجاوز ما حصل مع الشهيد ماهر الجازي.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.