*فادي السمردلي يكتب : الراقص والطبال والكومبارس*

*بقلم فادي زواد السمردلي* .. . 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

السياسة كثيراً ما تشبه عرضاً مسرحياً هائلاً، تلعب فيه الشخصيات الرئيسية والخلفية أدواراً متشابكة ومعقدة ففي هذا المشهد، يظهر الراقص والطبال كرمزين أساسيين يمثلان السياسيين المؤثرين والجهات التي تدير وتحرك المشهد من وراء الستار ولكن هذا العرض السياسي لا يكتمل إلا بوجود شخصيات أخرى تلعب دوراً حيوياً في المشهد، وهم الكومبارس فهؤلاء الكومبارس ليسوا مجرد متفرجين، بل هم جزء أساسي من الآلة السياسية التي تعزز قوة الراقص وتدعم نفوذ الطبال.

الراقص، كما أسلفنا، هو السياسي الذي يظهر في الواجهة، يتحدث أمام الجمهور، وهو الذي يرقص على المسرح السياسي، ويعبر عن السياسات ذات المصلحة الخاصة بغلاف براق زائف ليبدو وكأنه صاحب القرار الأوحد وخلفه، يقف الطبال الذي يضبط الإيقاع ويحدد السرعة، هو من يوجه الراقص من خلف الكواليس، ويضبط خطواته بما يتناسب مع مصالحه أو مصالح المجموعة التي يمثلها فالطبال قد يكون مستشاراً نافذاً، أو رجل أعمال له مصالح في بقاء الراقص لينوب عنه أحيانا او لينظم الاستراتيجيات من خلال وضع السياسة المالية او الاقتصادية التي تهدف إلى ابقاء الراقص على المسرح لاطول فترة ممكنة

لكن الكومبارس هم جزء لا يتجزأ من هذا المشهد فالكومبارس يمثلون الأطراف الثانوية، الأتباع ، أو حتى شخصيات عامة يتم استدعاؤها لدعم الخطاب السياسي وتجميله فهؤلاء الكومبارس قد لا يكون لهم دور قيادي، لكنهم يساهمون بشكل فعال في تعزيز صورة الراقص وفي الترويج للسياسات التي يمليها الطبال وقد يكونوا من السياسيين الذين يتبعون القائد دون تفكير، يقدمون له الدعم السياسي و…….و…….الخ، ويؤدون دورهم بإتقان لتقديم صورة موحدة ومتسقة للسلطة.

الكومبارس ليسوا مجرد عناصر هامشية؛ هم الجوقة التي تعزز أداء الراقص وتجعل عرضه مقنعاً للجمهور وبفضلهم، يتم تضخيم كل حركة أو قرار يتخذه الراقص، ويتم توجيه الجماهير لتقبل الإيقاع الذي يفرضه الطبال وفي كثير من الأحيان، يلعبون دوراً مزدوجاً، فهم من ناحية جزء من هذا النظام يدافعون عنه ويبررون قراراته، ومن ناحية أخرى، يمثلون أدوات لاستقطاب الجماهير وإقناعهم بأن كل ما يحدث يخدم الصالح العام، حتى وإن كانت الحقيقة مغايرة لذلك.

الكومبارس يمكن أن يكونوا أيضاً موظفي في الباطن، فهؤلاء الذين ينفذون القرارات دون مساءلة أو اعتراض، ويمررون السياسات التي تُصاغ في الغرف المغلقة ويساهمون في الحفاظ على ضمان أن يبقى الراقص والطبال مسيطرين على المشهد.

في النهاية، الراقص والطبال والكومبارس يشكلون معاً الصورة الكاملة للسياسة الفاشلة فالراقص هو الواجهة التي يتفاعل معها الجمهور، الطبال هو القوة الخفية التي تتحكم بالإيقاع، والكومبارس هم الجنود المجهولون الذين يعززون هذه اللعبة ويضمنون استمراريتها فهذا النموذج يعكس واقعاً سياسياً معقداً يتداخل فيه العلن والخفي، حيث تكون السياسات غالباً نتاج تفاهمات وتحالفات خلف الستار، بينما الجمهور يظل منشغلاً بالمشهد الذي يعرض أمامه دون إدراك للطبقات الأعمق التي تتحكم فيه.
اذن يجب تعرية الراقص والطبال والكومبرس..فالوطن اكبر منهم..وعليهم أن يفهموا..الإصلاح الحقيقي أو الانسحاب

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.