*فادي السمردلي يكتب: الادعشري*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
تُعتبر شخصية “الإدعشري” في المسلسل السوري باب الحارة رمزًا للنفاق والخداع، حيث يظهر الرجل بمظهر المواطن الشريف بينما يخفي خلفه سلوكيات ملتوية وأعمالًا غير سوية وهذا النموذج يعكس واقعًا سياسيًا مشابهًا في بعض الأحزاب السياسية، حيث يُظهر بعض قادة الأحزاب السياسية وجوهًا براقة، مُخدّرين الشعب بشعارات الإصلاح والعدالة، بينما تظل ممارساتهم وقراراتهم بعيدة عن طموحات المواطنين ومتطلباتهم الحقيقية.
على مر السنوات، واجه الأردن تحديات اقتصادية واجتماعية متعددة، منها ارتفاع معدلات البطالة، والفساد المتفشي، وتزايد الفجوة الاجتماعية بين الطبقات وفي ظل هذه الظروف، تزايدت المطالب الشعبية بالإصلاح الحقيقي، حيث سعى الكثيرون إلى تحسين ظروفهم المعيشية ومع ذلك، نجد أن العديد من القادة السياسيين في بعض الأحزاب يرفعون شعارات جذابة تدعو إلى الشفافية، والمساءلة، والعدالة الاجتماعية، بينما تُظهر أفعالهم عدم الالتزام بتلك القيم ويتبدى ذلك من خلال عدم تنفيذ الوعود المتعلقة بتحسين التعليم، والصحة، والخدمات العامة.
مثلما كان الإدعشري يمارس الاحتيال والخداع في حياته اليومية، يقوم بعض القادة بإضفاء الشرعية على أفعالهم من خلال الخطابات البراقة، لكنهم في الحقيقة يسعون لتحقيق مكاسب شخصية وتتضح هذه الظاهرة من خلال التركيز على الشخصيات بدلاً من القضايا الجوهرية فغالبًا ما نرى معارك سياسية تركز على الأفراد والأسماء بدلًا من تقديم حلول عملية للقضايا التي تهم المواطنين وهذا النوع من السياسيين يكرس حالة من الخداع، حيث يُفترض أن القادة يمثلون صوت الشعب، لكنهم في الحقيقة يستغلون هذه المناصب لتحقيق مصالحهم الخاصة.
الأكثر من ذلك، تعكس حالة عدم الثقة بين المواطنين والنخب السياسية مشهدًا مأساويًا في العملية الديمقراطية وتزايدت مشاعر الإحباط واللامبالاة في صفوف الشباب الأردني، الذي يُعتبر الفئة الأكثر حيوية في المجتمع ووفقًا لدراسات حديثة، فإن نسبة كبيرة من الشباب لا يرون جدوى من المشاركة في الانتخابات، نتيجة لوعود قادة الأحزاب التي تبدو دائماً فارغة مثلما كانت حيلة الإدعشري تُخفي حقيقته، يتعامل بعض قادة الأحزاب مع المواطن على أنه مجرد أداة تستخدم لتحقيق أهداف سياسية، مما يعزز من مشاعر الفشل في تحقيق التغيير المنشود.
هذا التناقض بين الشعارات والواقع يدعو إلى تفكير عميق في دور المجتمع المدني وهيئاته والإعلام في الأردن فيجب على المجتمع أن يكون يقظًا وواعياً لممارسات هؤلاء القادة ، وأن يسعى نحو ممارسة حقيقية للرقابة والمحاسبة فالإعلام، على وجه الخصوص، يجب أن يتحلى بالشجاعة لنشر الحقائق وكشف زيف الخطابات السياسية ويجب أن يُعتبر وسيلة لتوعية المواطنين وتعزيز المساءلة، بدلاً من كونه مجرد أداة لترويج الأجندات السياسية.
لتحقيق التغيير المنشود، ينبغي علينا الاستمرار في الضغط على قادة الأحزاب للالتزام بالوعود التي قطعوها ويجب أن تكون هناك دعوات واضحة للمساءلة، وأن يتم دعم المبادرات التي تعزز من الشفافية والمشاركة السياسية الفعالة.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر دعم البرامج التي تُعزز من مشاركة الشباب وتمكنهم من الانخراط في العملية السياسية، مما يسهم في خلق بيئة تُشجع على التفكير النقدي والرقابة الفعالة.
في الختام، تقدم شخصية “الإدعشري” في باب الحارة درسًا قيمًا للشعب الأردني ليتعلم من تجربة الإدعشري وأن يكونوا واعين لأساليب الخداع التي قد تُستخدم من قبل بعض السياسيين فكما اكتشف أهل الحارة حقيقته، يجب على الشعب الأردني أن يسعى لكشف زيف الوعود والتأكيد على أهمية تحقيق الإصلاح الحقيقي الذي يضمن العدالة والمساواة.
إن الوحدة والوعي السياسي يمكن أن يساهمان في تشكيل مستقبل أفضل يسوده الشفافية والمساءلة، بعيدًا عن الأوهام والشعارات الفارغة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.