**فادي السمردلي يكتب:الهوية الوطنية الأردنية في خطاب العرش أساس الاستقرار ومفتاح المستقبل**
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
“نحن دولة راسخة الهوية، لا تغامر في مستقبلها وتحافظ على إرثها وانتمائها العربي والإنساني، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعاً لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه.” بهذه الكلمات، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أن الهوية الوطنية الأردنية هي محور استقرار الدولة وضمان مستقبلها فالهوية الوطنية الأردنية تمتد بجذورها عبر آلاف السنين، فهي ثمرة تاريخ غني شهد قيام حضارات عريقة على هذه الأرض، من المؤابيين والعمونيين إلى الأنباط وغيرهم، الذين تركوا إرثاً ثقافياً واجتماعياً عميقاً، وشكلوا الهوية المتميزة التي ما زالت حاضرة في وجدان الأردنيين.
الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية ليس مجرد مهمة تاريخية، بل هو ضرورة وجودية في ظل عالم يتغير بسرعة فالهوية الوطنية الاردنية تعكس روح الأردنيين وتماسكهم، وهي الضامن لبقاء الدولة قوية ومتماسكة في وجه التحديات الداخلية والخارجية فهذه الهوية التي صقلها الزمن عبر القرون، تحمل في طياتها قيم الشجاعة، الكرامة، والعمل الجماعي، واغاثة الملهوف وحماية الضيف مما يجعلها الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع الأردني اليوم.
منذ آلاف السنين، كانت أرض الأردن شاهدة على إبداعات إنسانية وثقافية شكلت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ المنطقة فكانت البتراء، عاصمة الأنباط، رمزاً للعبقرية والابتكار، وما زالت شاهدة على قدرة الإنسان الأردني على مواجهة التحديات فهذا التاريخ العريق، الذي يتنقل عبر الأجيال، يغذي روح الانتماء لدى الأردنيين، ويعزز ارتباطهم بأرضهم وهويتهم.
في السياق الحديث، أصبحت الهوية الوطنية الأردنية أداة فعالة في مواجهة التحديات المعاصرة فمن خلال تمسك الشعب الأردني بهويته، استطاع أن يتجاوز أزمات عديدة، بدءاً من موجات اللجوء وانتهاءً بالتحديات الاقتصادية والسياسية فالهوية الوطنية ليست مجرد ماضٍ نحتفي به، بل هي الحاضر والمستقبل، وهي التي تمنح الأردن موقعه المتميز إقليمياً ودولياً، كدولة مستقلة ذات سيادة ترفض المساومة على مصالحها الوطنية.
إن أهمية الهوية الوطنية الأردنية تكمن أيضاً في قدرتها على التكيف مع العصر الحديث دون التفريط بجوهرها إنها هوية تنفتح على العالم وتستفيد من التطورات التكنولوجية والثقافية، لكنها في الوقت ذاته تظل متجذرة في قيمها الأصلية التي تعبر عن كرامة الإنسان واحترام التنوع فهذا التوازن بين الأصالة والحداثة يجعل الهوية الأردنية نموذجاً يحتذى به، ويؤكد على أهمية تعزيزها في الأجيال القادمة، لتبقى مرجعاً وأساساً في بناء الوطن.
كلمات الملك عبدالله الثاني تمثل دعوة لجميع الأردنيين لتعزيز هويتهم وحمايتها من أي محاولات للتأثير أو التشويه إنها دعوة للتمسك بقيم الانتماء والوفاء للأرض، والعمل من أجل مستقبل يحترم هذا الإرث العظيم فالهوية الوطنية الأردنية هي العمود الفقري للدولة، وضمانة لبقائها قوية ومتماسكة، وهي الدليل الذي يقودها نحو مستقبل مزدهر ومليء بالفرص.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.