**فادي السمردلي يكتب:ضجيجكم مقزز ويستهدف الSHOW 😂😂 وبلا معنى**
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
في ساحات العمل العام، حيث يُفترض أن تصنع المسؤوليات قادة وتُظهر التحديات عقولاً واعية، أصبحت الساحة تعج بفئة جديدة تُعرف بـ”أنصاف مشاهير”. هؤلاء ليسوا بالضرورة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي أو نجوم الإعلام التقليدي، بل هم أفراد تسللوا إلى مواقع مؤثرة في السياسة، الإدارة، والثقافة العامة، لكنهم للأسف يفتقرون إلى العمق الفكري أو الرؤية الاستراتيجية التي تُميز الشخصيات القيادية الحقيقية.
أنصاف مشاهير العمل العام يعتمدون على تكتيكات سطحية لجذب الانتباه، وغالباً ما تجدهم يمارسون أفعالاً لا تليق بمكانتهم ولا تعكس مسؤوليتهم وبدل أن يركزوا على تقديم حلول حقيقية للمشكلات المجتمعية أو قيادة مشاريع تنموية ذات أثر ملموس، يتفننون في إثارة الجدل حول أنفسهم. قد تجدهم يختلقون مواقف تافهة أو يبالغون في إبراز مساهمات هامشية لا تُضيف شيئاً للقضايا الكبرى، وكل ذلك بهدف البقاء تحت الأضواء.
الغريب أن هذه السلوكيات لا تنبع من عفوية أو سوء تقدير فقط، بل تبدو وكأنها استراتيجية مقصودة في عالم باتت فيه الشهرة مقياساً زائفاً للقيمة، يلجأ أنصاف المشاهير إلى الإعلام بجميع أشكاله سواء الصحف الورقية أو الإلكترونية أو حتى القنوات الإخبارية – لتضخيم ذواتهم. تراهم يلاحقون الكاميرات، يلقون خطباً مليئة بالكلام المرسل والوعود الفضفاضة، أو يظهرون في مناسبات عامة يكتفون فيها بالتقاط الصور بدلاً من تحقيق تغيير ملموس.
وما يزيد الطين بلة، أن بعض المؤسسات الإعلامية تقع في فخ هذه الظاهرة فبدلاً من تسليط الضوء على أصحاب الكفاءات الحقيقية الذين يعملون بصمت لتقديم إنجازات فعلية، تُمنح هذه الفئة المنبر لتقديم أنفسهم وكأنهم نماذج يُحتذى بها وللأسف، في ظل هذا التسليط الإعلامي المكثف، قد ينخدع الناس بالمظاهر، ويتم إغفال القيمة الحقيقية للعمل العام الذي يجب أن يُقاس بمدى التأثير الإيجابي وليس بحجم الضجيج.
وفي المقابل، هناك من يعمل بجد واجتهاد دون البحث عن الأضواء. هؤلاء الذين لا نسمع عنهم كثيراً لأنهم اختاروا الطريق الصعب طريق الإنجاز الفعلي بدلاً من الاستعراض. يقدمون حلولاً عملية، يتعاملون مع القضايا بحكمة ونضج، ويتركون أثراً دائماً دون الحاجة إلى لفت الانتباه بتصرفات سطحية.
ظاهرة أنصاف مشاهير العمل العام ليست مسألة تافهة يمكن تجاهلها، بل هي مؤشر على أزمة قيم ومعايير في المجتمع فعندما يُصبح الشخص مقبولاً ومؤثراً بناءً على مدى قدرته على إثارة الجدل أو جذب الأضواء بدلاً من جودة عمله وإسهاماته، فإن ذلك يعكس خللاً عميقاً في كيفية تقييمنا للقيادة والنجاح.
السؤال الذي يجب أن نطرحه هو كيف نُعيد ضبط هذه المعايير؟ كيف نُبعد الضجيج الفارغ عن ساحات العمل العام، ونُعيد التركيز إلى الإنجاز الحقيقي؟ الإجابة تكمن في وعي مجتمعي أكبر، وفي مسؤولية وسائل الإعلام والمؤسسات لتسليط الضوء على من يستحق، وليس على من يُتقن استغلال الضوء. في نهاية المطاف، ستبقى الشهرة الزائفة زائلة، ولن يبقى سوى الأثر الحقيقي الذي يُحدثه العمل الجاد في حياة الناس.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.