🇯🇴 *الخوف من موكبك يا سيدي.. أنقذ الطريق في أسبوع..*

محمود الدباس ….

 

حين تنظر إلى طريق السرو.. ترى وجهاً مرهقاً.. أشجاراً تتنفس الكآبة من تراكم الأتربة على أوراقها.. وأغصاناً ميتة كأنها شواهد على زمن طويل من الإهمال.. الأرصفة كئيبة بلونها الإسمنتي الرمادي الباهت.. وكأنها تنتظر من يرأف بحالها.. بينما الجزيرة الوسطية غارقة في أكواب القهوة المهجورة.. وأوراق متناثرة.. كأنها صرخات صامتة تطلب الإغاثة..

ولكن فجأة.. وفي ظرف يومين فقط.. تغيّر المشهد.. وكأنه وحي هبط من السماء.. هنا يدهنون الأرصفة بالأسود والأصفر.. وهناك يجمعون الأوساخ ويحرقونها بلا هوادة.. وعلى السلالم يتسلقون لتقليم الأغصان الميتة.. مانحين الأشجار فرصة جديدة للحياة.. حركة دؤوبة.. تجعل الطريق كأنه يستعد لاستقبال ملك متوّج..

وعندما سألت أحدهم عن هذا التغير المفاجئ.. كانت الإجابة كاشفة أكثر مما تخيلت.. “جلالة الملك سيزور السلط قريباً.. وسيمر من هذا الطريق”.. هنا أدركت أن إرادة وتحركات الملك تحرك الجبال.. ولكن ليس بالمعنى الذي قد نتمناه.. بل بمعنى أن بعض المسؤولين -للأسف- لا يعملون إلا تحت ضغط عينيه..

أيها الملك الذي اجتمع عليه حب وولاء الاردنيين.. نعلم أنك لا تحب النفاق.. ولا تُخدع بالمظاهر.. ما تراه -يا سيدي- ليس حقيقتنا اليومية.. إنه وجه مُزين بالألوان.. ليبدو جميلاً أمامك.. بينما الوجه الحقيقي للطريق وللمدينة.. ربما لم يُعرض عليك بعد.. ويخفوه عنك سيدي بهذه المظاهر المؤقتة.. لو لم تكن زيارتك على الأبواب.. لبقي هذا الطريق كما كان.. يئن من الإهمال.. ويجوع للخدمة.. وينوح من قسوة التجاهل..

إنها كارثة أن تتحول زيارتك يا جلالة الملك.. إلى شرارة تُشعل النشاط في جسد بعض المسؤولين الذين لا يعملون إلا إذا علموا أنك قادم.. وما المصيبة الكبرى إلا في تلك المناطق التي لم يشملها موكبك.. حيث ستبقى غارقة في النسيان.. تنتظر فرجاً قد لا يأتي أبداً..

فيا جلالة الملك.. ليتك تزور السلط كل شهر.. وتختار في كل مرة طريقاً جديداً تمر به.. فأنا على يقين أن مدينتنا ستتحول إلى لوحة فنية.. تليق بمقامك ورضاك.. ليس لأن المسؤولين سيستيقظون ضمائرهم.. بل لأنك أنت وحدك الذي تحركهم للعمل..

إنها ليست دعوة للتجميل المؤقت.. بل صرخة لتغيير النهج.. فالملك لا يحتاج لمن يرسم له صورة مزيفة.. بل لمن يعمل بإخلاص على رسم صورة حقيقية.. تستحق الإعجاب والإشادة.. فلنضع الأمور في نصابها.. وليكن العمل للبلاد والعباد.. لا لموكب الملك فقط..

محمود الدباس – ابو الليث..
😇🙏🌷

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.