سوريا بعد الأسد خلافات وفراغ سياسي بعيد الأفق وخوف شعبي سوري وإقليمي عربي من المستقبل المجھول…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…..
الفراغ السياسي في علم السياسة والدول هو حالة تمر بھا الشعوب إذا أصبح كرسي الرئاسة فارغا ولا يوجد من يدير البلد، والذي يصبح ساحة للآلاعيب والأطماع الإقليمية والدولية بعد سقوط او تنحي نظامھا السياسي والعسكري والإقتصادي وحتى الإجتماعي والثقافي والديني، يتخللها تدخلات دول إقليمية وعالمية في شؤونھا الداخلية حتى تصل الأمور إلى طرق مغلقة قد تؤدي إلى تنفيذ مخططات ومشاريع لمصالحھا في تلك الدولة المنھارة أو على وشك الإنھيار لا سمح اللھ ولا قدر…
فالأوطان وعبر تاريخھا لا تقاس لا بقيادة أو حزب ولا بفصائل موالاة أو معارضة ولا من ھو معروف بوطنيتة أو عمالتھ أو من ھم أدوات بأيدي الخارج سواء أكانت تلك القيادة…وغيرھا عادلة وحرھ او ظالمة وديكتاتورية أو مقاومة وعميلة، وفي ھذھ المؤامرات الإقليمية والدولية والتدخلات السياسية والعسكرية والدبلجة والإعلام المشبوھ والمسيس والمصالح الآنية والمستقبلية لتك الدول الإقليمية والدولية لا تستطيع بعض الشعوب التي ذاقت الأمرين من تصفية الحساب بين ھذا وذاك والمغلوب على أمرھا من واقع فرض عليھا وأصبحت تعيشھ بلحظاتھ الآنية من تحديد أو تصنيف قيادتھ ومھما عاشت معھ تلك القيادة الحاكمة أو الحزب الحاكم أو المعارضة او العشيرة الحاكمة…
ويصبح لدى تلك الشعوب حالة من اليأس والخوف من ماض وحاضر عاشتھ وتعيشھ ومن المجھول القادم الذي لا يعرفون من خلالھ إلى أين سيذھب وطنھم إلى الظلام الدامس أم إلى بريق أمل قد يعيد لھم الأمن والآمان والطمأنينة التي غابت عنھم خلال الفتن الطائفية المفتعلة والحروب والمرحلة الإنتقالية ما بين تنحي أو سقوط القيادة وإنھيار لكل المؤسسات الحكومية والعسكرية وما بين القادم المجھول الذي لا يعرفون إلى أين سيأخذھم في ھذھ الأيام وفي المستقبل، ويصبح لديھم حالة من الھروب من ھذا الواقع الأليم فيھاجر الذين يقال عنھم كانوا موالاة ويعود المھجرون الذين قيل عنھم معارضة مع العلم أن الغالبية من تلك الشعوب ضعفاء لا موالين ولا معارضين من بقي منھم ثبت للحفاظ والبقاء في وطنھ ووظيفتھ وعلى أرضھ ورفض فكرة الھجرة حتى لا يذل وترتكب بحقھ أبشع جرائم الھجرة التي شاھدھا العالم أجمع، ومن ھاجر ترك أرضھ ووطنھ وبيتھ ليس لأنھ معارضة ولكن خوفا على عرضھ وعائلتھ وأھلھ من ويلات الفتن والحروب المفتعلة والقتل ومن تصفيات الحساب المدمرة للشجر والبشر والحجر، وقلة قليلة من الشعوب تكون موالية أو معارضة وھذا ينطبق على كل الشعوب العربية والعالمية التي جرت فيھا ثورات ملونة مدعومة من التدخلات الصھيوغربية لتنفيذ مشاريعھم وأجنداتھم في تلك الدول للسيطرة عليھا وسرقة خيراتھا وثرواتھا التي حباھا اللھ لھا وليس للمحتلين والمستعمرين القدامى والجدد…
واليوم كل ذلك ينطبق على شعبنا العربي السوري الذي ما شعر بأن الحياة عادت إليھ وإلى وطنھ بعد سنوات عشرية النار وما سمي في ٢٠١١ بالثورات العربية وھي الفوضى الخلاقة التي نادى بھا وخطط لھا أعدائنا الصھيوأمريكيين غربيين وكان قائدھا اليھودي الفرنسي برنارد ھنري ليفي، إلى أن عادت إليھ تلك المؤامرة ولكن بتدخلات وصفقات إقليمية ودولية أكبر وأكثر سرعة في التنفيذ على الأرض السورية، فلعل تلك الشعوب تتذكر والتي أصبحت ذاكرتھا قصيرة من شدة الفقر والجوع والظلم الذي وقع عليھا من فتن وحروب وعقوبات بشتى أنواعھا وآخرھا قانون قيصر الذي فرض على الشعب السوري لإذلالھ وليس كما كان يدعى بأنھ فرض على القيادة والحكومة السورية…
وقد تآثرت كل الشعوب المحيطة بسورية بھذا القانون الآحادي الظالم وعانت شعوبھا وما زالت الفقر والجوع وقلة الحيلة، كما عانت الدولة السورية والدول المحيطة كثيرا لتوقف مشاريعھا الإقتصادية والتنموية التي أعدتھا لشعوبھا وكانت تعمل على إنجازها خلال فترة محددة، وھذا ما خططت لھ السيدة الأولى أمريكا الشيطانة الكبرى على وجھ ھذھ الأرض المباركة لدعم كيانھا الصھيوني اللقيط الزائل قريبا بعون اللھ، والتي أذلت القادة والشعوب والحكومات وجعلتھم في حرب مستعرة ومشتعلة دوما فيما بينھم لتنخر أوطانهم من الداخل نخرا، وتصل إلى ما عجزت عن تنفيذھ من مؤامراتھا وثوراتھا المفتعلة بالدھاليز السياسية في أروقة البيت الأسود الملطخة جدرانھ وأرضيتھ وأسوارھ وكل ما فيھ بدماء شعوب منطقتنا وشعوب العالم أجمع، فھل من صحوة لقادة ودول وشعوب الأمة العربية والإسلامية لحماية أنفسھم لما يخطط لسورية وللمنطقة برمتھا لترسيخ شرق أوسطھم الجديد أو الكبير والمتجدد..
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.