*فادي السمردلي يكتب:الأبطال الزائفون عناوين فارغة وصناع الفشل*

*بقلم فادي زواد السمردلي* ….  

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

انظر قارئي العزيز وتخيل عينة ذلك الذي يحاول ان يظهر كالباشا، والذي كان يحاول ان يملئ الساحة بهيبته وألقابه الجوفاء، او يُعرف نفسه بلقب “العطوفة” أو ما شابه ، تلك الألقاب التي كان يظنون أنها تمنحهم مكانة استثنائية بين الناس وكان الجميع ينظر إليهم نظرة إجلال، ويعاملونهم وكأن كل كلمة ينطقون بها هي منبع للحكمة، وكل قرار يتخذونه له أثر لا يُمحى كانوا يعتقدون أن تلك الألقاب تحمل في طياتها شخوصا ذو عقل حكيم، شخصًوصا تبذل جهدًا حقيقيًا من أجل التحسين والتطوير ولكن الحقيقة كانت مختلفة وصادمة تمامًا فكانت الألقاب مجرد قشرة رقيقة تَخفي وراءها شخوصًا ضعيفة لا تعرف سوى التلاعب بالكلمات والتفنن بها فكانت هذه الألقاب وسيلة لتثبيت مكانتهم في السلطة، ولكن الأفعال التي قاموا بها كانت أبعد ما تكون عن الحكمة والصواب.

جلس هؤلاء الأشخاص على كراسيهم الوهمية، حيث كانت الأنظار موجهة إليهم باعتبارهم المنقذين، وقادة التغيير الذين سيقودون الجميع إلى بر الأمان فكانوا يتحدثون بلغة قادرة على زرع الأمل في القلوب، وكأنهم سيقلبون الموازين رأسًا على عقب وكانوا يروجون لأنفسهم كأبطال قادمين من بعيد، كأنهم على متن سفن فضائية قادمة لإنقاذ الأرض من دمار وشيك فكانوا يظنون أن الشعب سيبقى في حالة من الانتظار المستمر وللابد ، منتظرين منهم أن يحققوا لهم أحلامهم المفقودة ولكن الحقيقة أن هؤلاء “المنقذين” كانوا جزءًا من الأزمة إن لم يكونوا هم الازمة ، وليسوا جزءًا من الحل لقد أصبحوا، للأسف، أكثر من مجرد فاعلين غير مباشرِين في تدهور الحال، بل كانوا السبب الرئيسي في دفع الأمور إلى مزيد من التهور والتدهور والانكسار وتحطيم وتدمير المنظومة.

كانوا يروجون لأنفسهم كـ “سوبر مان”، فهم الأبطال القادرين على إنقاذ العالم بمجرد أن يرفعوا أصواتهم أو يوقعوا بعض الأوراق كانوا يظنون أن قوتهم تكمن في الشعارات التي يطلقونها في كل مناسبة، وفي الاجتماعات واللقاءات التي لا تنتهي وتعرض صورهم على وسائل الإعلام ومنصات التواصلالاجتماعي، حيث كانت الخطب الرنانة تسحر العقول، وتدفع الناس للاعتقاد بأن هؤلاء الأشخاص هم من يملكون مفاتيح الحلول السحرية ولكن، في الواقع، كان وجودهم مجرد ديكور يشكل تهديدًا للبناء والتطور والاستقرار فقد كانت كل وعودهم وكلماتهم لا يستطيعون تحقيقها ، وأي خطة أعلنوا عنها كانت سرعان ما تتلاشى في الهواء، لتكشف عن فشل جديد بعد الفشل.

وكانوا يظنون أن بطولاتهم توازي تلك التي نراها في أفلام “بات مان” أو “سبايدر مان”، حيث يظهر الأبطال في اللحظات الحرجة لإنقاذ الموقف في احلك المواقف، ولكن الحقيقة كانت أنهم كانوا بعيدين عن البطولة، بل إن أفعالهم الوهمية كانت بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة لأنهم يعيشون في عالم مليء بالفقاعات الصوتية، حيث كل شيء يبدو ظاهره عظيمًا، ولكن الواقع كان مليئًا بالفشل وبالتحديات والتي كان أول من يهرب من مواجهتها هؤلاء “الأبطال” وكانوا يظنون أن بطولاتهم تتمثل في توقيع اتفاقيات هنا أو هناك، أو في إلتقاط الصور في المؤتمرات،أو الجلوس خلف المكاتب ولكنهم في الواقع لم يكونوا قادرين حتى على الوفاء بتلك الوعود البسيطة التي قطعوها على أنفسهم فلقد كانوا في واقع الأمر أضعف من أن يحققوا أي تغيير إيجابي، وأقل من أن يكونوا نموذجًا يحتذى به.

تظاهروا بأنهم قادمون لإنقاذ الأرض، ولكنهم في الحقيقة كانوا سببًا في تدميرها وكانوا كالفيروس الذي ينتشر في كل زاوية، يهاجم كل محاولة للتقدم والتطور، ويغذي الفشل الذي يعشش في مؤسساتهم وكانوا ولا زالوا يقاومون أي إصلاح حقيقي، متمسكين بمصالحهم الشخصية حتى لو كانت على حساب المصلحة العامة فكانوا يظنون أن العالم يحتاج إلى حنكتهم السياسية التي لا يعترف بها الا هم ،لانهم يفتقرون إلى أبسط مقومات القيادة الحقيقية.

ان فترة قيادة هذه النوعية من الشخوص هي فترة ضياع ولم يكن لديهم من القوة أو الإرادة لتنفيذ أي تغيير او انجاز حقيقي وكل وعودهم كانت مجرد كلمات فارغة، وكل إجراءاتهم كانت تكرارًا لما تم فعله سابقًا دون أي فائدة وكانوا يعتقدون أن وجودهم في المناصب هو الحل السحري لكل المشاكل، ولكنهم كانوا في الواقع مصدرًا رئيسيًا للفشل فلقد أضاعوا الفرص تلو الأخرى لتحسين الأوضاع، الا انهم ظلوا ولا يزالوا قابعين في دوائر من الفشل.

ويظن هؤلاء الأبطال الزائفون أن قوتهم تكمن في الكلمات، وفي القدرة على إقناع الناس بأنهم قادرون على إنقاذهم ولكن في الحقيقة، إن بطولاتهم لا تتجاوز حدود الكلام، وهم في النهاية لا يملكون القدرة على التغيير الإيجابي بل يقفون ضده ويحاربون كل محاولة اصلاح ويظنون أنهم يمتلكون القوة لتغيير العالم، ولكنهم في الواقع لم يكونوا سوى تجسيد مكتمل للفشل الذي لا يزال يحاصرنا في كل زاوية فاصبحنا واثقين باننا نستطيع ان نضعهم في القاموس اللغوي بدل كلمة الفشل بإن نذكرهم لأنهم أصبحوا للفشل عنوان وقاموس.
فهل تخيلت معي قارئي العزيز؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.