دولة الرئيس إن أحرقوا البُن فلا تحرقه أنت

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي. ……..

 

دولة الرئيس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعلى من اتّبع العدل وأقامه، فكان في الناس كالسراج المنير، يهدي الحائرين، وينصف المظلومين، ويرفع الظلم عن المغبونين.

دولة الرئيس،

أما آن لليل أن ينجلي؟ وأما حان لميزان العدل أن يُستقام؟ كيف استحال العدل في أيامنا وصار حلمًا بعيد المنال، وصار الظلم قاعدة والسوية استثناء؟ أليس من العجب العجاب أن أبناء الوزراء السابقين يتنقلون بين السفارات كأنما وُلدوا ومعهم مفاتيحها، بينما أبناء الوطن المخلصين لا يجدون إلا قسوة الواقع وصلاة الجنازة على أرواح الشهداء منهم او تقام عليهم  صلاة الغائب ؟

دولة الرئيس،

في ثنايا جيشٍ حمل على عاتقه أمن البلاد وصون كرامتها، تجد آلاف العقداء المتقاعدين الذين يئنون تحت وطأة غبن الرواتب، فيا ترى كيف يكون بين العقيد والعميد فجوة تبلغ ثمانمائة دينار؟ أهذا ما يسمّى عدلاً؟ أم هي قسمة ضيزى أقرّتها الظروف وغفلت عنها القلوب؟

دولة الرئيس،

أما آن للأجهزة العسكرية أن تلتقي على كلمة سواء، لا أن تكون الإعفاءات الجمركية موضعًا للتمييز، فيحصل العقيد في جهازٍ أمني على ما لا يحصل عليه زميله في جهاز آخر ، فالأول يحصل على اعفاءان وسيارة معفية من التراخيص واكراميات مجزية بعد نهاية الخدمة   والثاني لا يحصل إلا على إعفاء  واحد فقط ؟ ولماذا تُسخّر التسهيلات لجهاز وتُحجب عن غيره، كأنما القائمون على هذه الأجهزة ليسوا أبناء وطن واحد؟

دولة الرئيس،

أليس من الحق أن يُكرّم المتقاعدون العسكريون بتسهيلات تليق بخدمتهم الطويلة؟ أن تُمنحهم الحياة فسحة من التقدير ليكملوا بناء منزل أو يعلّموا أبناءهم دون أن يثقل كاهلهم الدين؟ أم أن العدالة صارت حلمًا لا يُدرك إلا في الخيال؟

دولة الرئيس،

لقد تعبنا من استثناءات التعيينات ورواتبكم الفلكية التي تحلق بعيدًا عن نبض الشعب. نرى فيكم من يعقد الآمال، لكننا نجد في قراراتكم من يبدّدها. وطننا لم يعد كما كان وطنًا لأبنائه، بل أصبح موئلًا ومحجآٓ للغرباء، بينما نحن أبناء البيت نعاني الغربة على عتباته.

دولة الرئيس،

إن لم تُقيموا ميزان العدل بيننا، وإن لم تنصفوا المستضعفين من المتقاعدين  في الوطن ، فاعلموا أن لله في عباده حكمة، وفي قدره عدالة، وإنّا والله لنرفع أيدينا إلى السماء، داعين أن يُزال الظلم، وأن يحل عليكم ما حل بمن سبقكم ممن تجاهلوا نداء الحق، وحادوا عن درب العدل.

دولة الرئيس إن البُن رغم مرارتها نتذوقها ونستمتع بها ولكن إن حرقتها فإننا سوف نلفظها ونتقيئها ، فلا تحرق البُن يا دولة الرئيس وأرّٓدِن وظائفنا وعزز هويتنا حتى لا نفقد انتمائنا ويخسر الوطن ولائنا .

والله المستعان هو دعاء لله صبح مساء من أجل أبناء الأردن الصابرين .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.