تسألوني لماذا انتقد ؟ وما هي أثار انتقاداتي ؟
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.……
هناك بعض الشخصيات التي نعرفها ونعرف أسمائها الرباعية وأسماء أمهاتهم وكنياتهم وطوابينهم وبيادرهم ونتائج علاماتهم بالمدرسة والتوجيهي ومواقعهم الإجتماعية داخل مجتمعاتهم ، وحتى ماذا كانوا يلقبون بالمدارس ، ولكن فجأة ظهروا هؤلاء الأشخاص وخلعوا الماضي البسيط خاصتهم ثم ارتدوا لباس الكراسي ولباس الغنى وصاروا شخصيات فضائية نيويوركية فيجاسية بعد أن كانوا قرويون فلاحون مسخمطون .
ما أتعس النفوس التي وهبها الله نعمة الغنى ووفرة المال، ثم انحرفت عن سبيل الخير، وأعرضت عن أداء الأمانة التي استودعها الله في أيديها. ما أكرم الله على بعض عباده حين يفتح لهم أبواب الرزق من حيث لا يحتسبون، وما أقبح الإنسان حين يُغلّق قلبه عن الرحمة، ويتخذ من المال وسيلة للبطش بدل أن يكون أداة للبناء.
إيلون ماسك، ذلك الرجل الذي ما فتئ الناس يذكرون إنجازاته ومشاريعه، قد جعل من ثروته نورًا يضيء دروب العلم والتقدم، ووهب جهده وماله لإبداع ما ينفع الناس، فصار اسمه مقرونًا بالابتكار، وذكراه عالقة في كل من ينظر إلى النجوم ويحلم بالسفر إليها.
أما الملياردير العربي، فيا للأسف، جعل من المال سجنًا يُكبّل به عنق نفسه ، وصار كمن يقول: “هل من مزيد؟” حتى باتت الأرض تشكو بثقل أمواله التي تراكمت بغير حق، وكأنما نسوا أن الله قد جعل لهم في أموالهم حقًّا معلومًا للسائل والمحروم. فأين الزكاة التي أمر الله بها؟ وأين الصدقة التي تداوي النفوس قبل أن تطعم الأفواه؟
يسألني الناس: هل سيؤتي كشفك للفساد ثماره؟ وهل ستُحاسَب تلك النفوس التي سُلطت على رقاب الناس، فاستبدت وسرقت وأفسدت؟ وأجيبهم: لا تنتظروا كثيرًا من أمة أضحى سكوتها علامة الرضا، ومسؤولينها يلهثون خلف مصالحهم الخاصة دون أن يبالوا بصوت العقل والحق.
لكن عزائي الوحيد، أنني بكلماتي أزلزل كراسيهم الهشة، وأعرّي وجوههم أمام الناس، علّ من لا يعرف حقيقتهم يدركها، ومن وثق بهم يخجل من نفسه. وإن لم تجد كلماتي طريقها إلى عدالة الأرض، فأنا واثق بأن عدالة السماء لن تغفل عنهم، وأن الله الذي لا تخفى عليه خافية سيكون لهم خصيمًا في الآخرة، يوم لا ينفع مال ولا جاه.
وإن كان من شيء أتمنى أن يدركه كل من قرأ كلماتي، فهو أن الصمت عن الفساد هو شراكة في الجريمة، وأن الأمل في الإصلاح يبدأ بصوت يعلو ليقول: كفى!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.