*فادي السمردلي يكتب:انهيار الأحزاب يبدأ من الداخل!!*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_أفعال_لا_اقوال*

الثقة الداخلية في الأحزاب السياسية لا تأتي من فراغ، بل هي نتيجة تراكمات من الممارسات والإجراءات التي تعزز الشفافية، المشاركة، والانتماء الحقيقي لأعضاء الحزب وعندما يشعر أعضاء الحزب بأنهم جزء من عملية صنع القرار، وأن آرائهم تُحترم وتؤخذ بجدية، فإن ذلك يخلق بيئة من الثقة المتبادلة والتعاون الفعّال فالبيئة الداخلية القوية هي التي تسمح للحزب بمواجهة التحديات الخارجية، سواء كانت انتخابية أو اجتماعية، بثقة وإصرار.

على الأحزاب أن تدرك أن أعضائها هم العمود الفقري للحزب، وأن الفجوة بين القيادة والقاعدة يمكن أن تكون كارثية إذا لم تتم معالجتها بحذر واهتمام فالشفافية في إدارة الحزب، سواء فيما يتعلق القرارات السياسية او غيرها، تلعب دورًا حيويًا في تعزيز وبناء الثقة فالأعضاء بحاجة إلى أن يروا أن القيادة ليست مجرد مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يتخذون القرارات بمعزل عنهم، بل يجب أن يشعروا بأنهم مشاركين فعليين في تحديد توجهات الحزب.

علاوة على ذلك، يتعين على الأحزاب أن تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير قدرات أعضائها، من خلال تدريبهم على المهارات السياسية والإدارية، وتمكينهم من تحمل المسؤوليات القيادية داخل الحزب وهذا النوع من الاستثمار في الأعضاء يعزز شعورهم بالمسؤولية والانتماء، ويجعلهم أكثر التزامًا بنجاح الحزب.

إن التواصل الفعّال بين القيادة وأعضاء الحزب هو عامل آخر لا يقل أهمية فيجب أن يكون هناك حوار دائم ومفتوح بين جميع مستويات الحزب، مع توفير منصات وآليات تتيح للأعضاء التعبير عن آرائهم ومخاوفهم بشكل مباشر فهذه الشفافية تعزز شعور الأعضاء بأنهم شركاء حقيقيون في مسيرة الحزب، وليست مجرد أصوات ديكوريه تستخدم فقط في الانتخابات.

عندما يكون الحزب قادرًا على بناء هذه الثقة الداخلية، سيكون أعضاؤه هم أول من يدافع عنه أمام الجمهور، وسيكونون أكثر قدرة على نقل رسائل الحزب بصدق وحماس لإن الثقة الشعبية ليست مجرد حملات دعائية وأعلامية أو وعود انتخابية، بل هي انعكاس لتماسك الحزب الداخلي وصلابة أعضائه فإذا شعر الجمهور بأن الحزب متماسك وقيادته صادقة ومتفانية، فإن الثقة الشعبية ستأتي وتنساب بشكل طبيعي.

بناءً على ذلك، الأحزاب التي تفشل في بناء الثقة داخل صفوفها قد تجد نفسها أمام جمهور غير مقتنع وغير واثق من قدرتها على تحقيق وعودها فالثقة الشعبية تبدأ من الداخل ومن القيم التي يتبناها الحزب، إلى الطريقة التي يدير بها شؤونه، وصولًا إلى كيفية تعامل القيادة مع أعضائها وفي نهاية المطاف، الحزب الذي يحظى بثقة أعضائه سيكون أكثر قدرة على الفوز بثقة الجمهور، لأن تماسكه الداخلي سيظهر في كل تحركاته وسياساته.
اذن يجب أن يكون للحزب مجموعة حقيقية من القادة الذين يبحثون عن الصالح العام وليس مجموعة وصوليين يبحثون عن مكاسب خاصة وليذهب الآخرين إلى الجحيم فثقة الداخل هي الأساس وستسقط كل قيادة لا تؤمن بالصالح العام إن لم تكن من مناصبها ستسقط أخلاقيا أمام منتسبي احزابها فالجميع أصبح يعي المسرحيات ويميز ما بين الغث والسمين فلم تعد تنفع الشعارات والبيانات والخطابات والتصريحات فثقة الأعضاء أولا وأخيرًا

قد يعجبك ايضا