بدءاً من جنين.. سموتريتش: على هذا اتفقت مع نتنياهو.. ولو بإطلاق النار على أسراهم

عاموس هرئيل  ….

 

الثلاثاء الماضي، قبل لحظة من استقالة رئيس الأركان، انطلقت عملية عسكرية جديدة في الضفة الغربية، اسمها “السور الحديدي”، وهي تركز على مخيم جنين للاجئين. ربط الاسم بين اسم عمليتين سابقتين، “السور الواقي” في 2002 و”السيوف الحديدية”، الحرب الحالية في القطاع. لم يكن الاختيار قراراً عشوائياً من حاسوب، بل هو اختيار إنسان. يطالب المستوطنون منذ بضع سنوات بتنفيذ عملية على صيغة “السور الواقي” التي بدأت بوقف الإرهاب الفلسطيني في الانتفاضة الثانية، وبالتدريج، بعد ثلاث سنوات، أدت إلى خفوته شبه التام. لذا، كان مطلوباً في حينه خمس قيادات فرق من الجيش الإسرائيلي واحتلال معظم مدن الضفة. الأهداف متواضعة أكثر بكثير هذه المرة، رغم تسويقها للجمهور وكأن الأمر يتعلق بحدث كبير. قرار الانطلاق إلى العملية ربط احتياجات ملحة على الأرض وضغوط سياسية. بقاء سموتريتش في الحكومة كلف نتنياهو الاستجابة العلنية لعدد من طلباته. إلى جانب المصادقة على صفقة التبادل، أضافت الحكومة إلى أهداف الحرب هدف هزيمة الإرهاب في الضفة الغربية. وقررت تعزيز القوات الدائمة في الدفاع هناك، والتعهد بعملية هجومية في جنين. هكذا، يضمن سموتريتش لمؤيديه الذين يتناقصون بأنه ما زال يعمل على تحقيق أهدافه القديمة.
الأمل الخفي أن مواجهة كبيرة في جنين ستشعل التصادم مع السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف، بصورة تؤدي إلى انهيار حكمها في الضفة، كما يطالب اليمين المتطرف منذ عقد تقريباً. وثمة أمل آخر مخفي أكثر بقليل، وهو أن الاشتعال في الضفة سيعيق تطبيق صفقة التبادل في القطاع، وسيعفي إسرائيل من المرحلة الثانية المقترنة بانسحاب كامل وإطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين الآخرين، بينهم سجناء كبار.
قد تستمر العملية في جنين بضعة أسابيع، ولها هدف طموح وهو تدمير التنظيمات المحلية، مثلما نجحت إسرائيل مع عرين الأسود قبل سنتين. الضفة، كما يقول ضابط رفيع للصحيفة، هي الآن “برميل مواد متفجرة يهدد بالانفجار”، أكثر بكثير مما يحدث في جنين. عمليات إطلاق النار على الشوارع تزداد، ومثلها تنفيذ عمليات في مركز البلاد. يسهل وصف سيناريو يقوم فيه مخرب يهودي بإطلاق النار أثناء تحرير السجناء الفلسطينيين في الضفة، بهدف وقف تطبيق الخطوات القادمة في صفقة التبادل.
عاموس هرئيل
هآرتس 24/1/2025

قد يعجبك ايضا