*فادي السمردلي يكتب: دور أمناء وقادة الأحزاب مسؤولية لا تُغتفر أخطاؤها*

*بقلم: فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

يُعد أمناء الأحزاب وقادتها العمود الفقري للمشهد السياسي في أي دولة إذ يُفترض أنهم المسؤولون عن توجيه السياسات العامة وصياغة الرؤى الاستراتيجية التي ترسم مسار البلاد على مختلف المستويات ويتجاوز دورهم في المواقف الوطنية المفصلية التي تمس ثوابت الوطن والهوية الوطنية الأردنية، من أنهم مجرد قادة لإصدار البيانات ورفع الشعارات وتعليق اليافطات والتقاط الصور مع الشخصيات هنا وهناك فدورهم الحقيقي يتطلب أن يكونوا قادة حقيقيين ملهمين برؤى واضحة ومبادئ ثابتة، قادرين على تمثيل الشعب بمختلف أطيافه أمام العالم ومؤسسات الدولة، والدفاع عن حقوقه بشجاعة ومسؤولية فوظيفتهم الأساسية هي تحويل تطلعات الجماهير إلى برامج عمل حقيقية وواقعية تتسم بالمصداقية والفعالية، وترتكز إلى قيم العدالة والشفافية.

يجب ان يتحمل أمناء الأحزاب وقادتها عبىء الحفاظ على التوازن بين المطالب الشعبية والمصالح العليا للوطن وعليهم إدراك تعقيدات الواقع السياسي وإيجاد حلول مبتكرة للأزمات التي تواجه وطنهم ومجتمعاتهم، بدءًا من القضايا الاقتصادية وانتهاءً بالتحديات الاجتماعية والسياسية الكبرى فالقيادة الحزبية ليست امتيازًا (برستيج ) يتمتعون به ، بل مسؤولية تتطلب تضحية وجهدًا دون كلل أو ملل فالقائد الناجح هو من يتفانى في خدمة وطنه ويضع مصلحة شعبه فوق أي اعتبار، متجنبًا المصالح الشخصية والتحالفات الضارة بالصالح العام.

إن دور أمناء الأحزاب وقادتها المخلصين للاردن وهويته الوطنية لا يقتصر على العمل الحزبي الداخلي، بل يمتد إلى تعزيز روح الديمقراطية داخل المجتمع ككل وعليهم أن يكونوا قدوة في الممارسة الديمقراطية داخل أحزابهم، بحيث تسود الشفافية والمساءلة واحترام الراي والرأي الآخر فلا يمكن لحزب تقوده مجموعة ضيقة أن يسهم في بناء دولة ديمقراطية لهذا ينبغي على القادة استثمار طاقات الشباب وتمكين المرأة بفعالية وعلى أرض الواقع وليس بشعارات مستهلكة للاستهلاك الإعلامي وعليهم خلق بيئة سياسية تعزز المشاركة لجميع الفئات كما يجب عليهم الابتعاد عن الخطابات الشعبوية التي تستنزف وعي الناس دون تقديم حلول حقيقية.

من جهة أخرى، يجب أن يدرك قادة الأحزاب أن دورهم في تعزيز الانتماء للهوية الوطنية الأردنية غير قابل للمساومة فالوطن بحاجة إلى قادة حقيقيين يضعون مصالحه العليا فوق الحسابات الضيقة، ويتجنبون الخطابات الفارغة والسياسات التي تزيد من الانقسامات فهؤلاء القادة يجب أن يكونوا الدرع الواقي أمام أي تهديد داخلي أو خارجي، وأن يعملوا على تقوية الجبهة الداخلية بوصفها ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية.

وفي الختام، أوجه رسالة لكل أمين عام أو قائد حزبي لا يؤدي واجباته كما ينبغي إن مناصبكم ليست مكافآت شخصية أو ألقابًا للتفاخر، بل أمانة عظيمة أنتم مسؤولون عنها أمام الله والشعب والتاريخ فمن وضع ثقته فيكم لن يغفر لكم التفريط بها فالتخاذل عن العمل الجاد من أجل الوطن والمواطنين جريمة بحق الأمة، والتاريخ لا يرحم المتخاذلين فإذا كنتم غير قادرين على القيادة، انسحبوا فورًا وافسحوا المجال لمن يملك القدرة على تحمل المسؤولية فهذه المناصب ليست مكانًا للضعفاء، بل امتحان للقوة والشجاعة والتفاني في خدمة الوطن، بأن تكونوا مع الجميع وليس على الجميع.
الاردن يستحق الكثير الكثير من أبناءه الشرفاء.

قد يعجبك ايضا