نصيحة للمعارضة الخارجية
الدكتور هاني العدوان ….
في الآونة الأخيرة، ظهرت بعض الأصوات على قنوات اليوتيوب التي تدعي أنها معارضة خارجية، ولكنها في الواقع تفتقر إلى فهم حقيقي لمفهوم المعارضة البناءة
المعارضة البناءة هي التي تعمل داخل حدود وطنها وتملك أفكارا خلاقة وبرامج ذات قيمة تعالج قضايا الوطن وتسهم في حل أزماته
المعارضة هي التي تحترم الرأي والرأي الآخر، وليست التي تستخدم الإستعراض المفرط والشعبوية كبديل عن السياسة الحكيمة والبناءة
للأسف كنت أتمنى أن أشاهد لهم محتوى قيم وتحليل نقدي عميق وسليم وطرح بناء ، إلا أن الواقع بخلاف ذلك تماما ، أنهم يفتقرون إلى القدرة على التفكير النقدي والتحليل السياسي ، لا يتقنون إلا الردح والشتم والذم وتقديم محتوى ناقص ليس له قيمة
مؤخرا، حدث لقاء بين الملك والرئيس ترامب، وقد جيش بعضهم أبواقهم الإعلامية فقط للتشكيك بمواقف الملك ولم يسعفوا بثهم بتقصي حقيقة ما دار باللقاء قبيل المؤتمر الصحفي والذي أفصح عنه إعلاميون وسياسيون اميركان أشادوا بموقف الملك وشجاعته ورفضه تهجير الشعب الفلسطيني عن ارضه وتمسكه بحل الدولتين
أتمنى أن يعيد الخيرين من المعارضة الخارجية النظر في الدرب الذي يسلكونه ومآلاته ونهايته، فالوطن بأمس الحاجة إلى تعاضدنا جميعا وأن نكون بمستوى التحديات وهي جسيمة وخطيرة
يجب أن نتحذر من الانحراف عن الطريق الصحيح، وأن نعمل معا على تعزيز الثوابت الوطنية وتمتين الوحدة الوطنية وتحقيق الأهداف المشتركة، لا أن نختلق بيئة للانقسامات والخلافات التي لا تؤدي الا لتدمير الوطن
لماذا لا يكون هناك دعوة من المعارضة الخارجية إلى الحوار البناء، وتقديم الأفكار والرؤى التي يمكن أن تساهم في تحسين الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد بدلا من هذا الضجيج الذي لا يسمن ولا يغني من جوع
انها نصيحة ورجاء لأخوة نعزهم ونفتقد وجودهم بيننا لفتح صفحة جديدة من التعاون والتلاحم والتآخي ننفع الوطن ونساهم في إيجاد مخارج لازماته وتعزيز صموده في وجه التحديات وما أكثرها