*فادي السمردلي يكتب: الغدر السياسي سمّ السلطة وخيانة الوطن*
*بقلم: فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_أفعال_لا_أقوال**
ما هو الغدر السياسي👉 😉😉؟
الغدر السياسي هو أحد أقبح أشكال الخيانة التي قد تواجهها أي دولة،أو منظومة فهو ليس مجرد تصرف فردي يعكس الفساد أو النفاق السياسي، بل هو فعل مدمّر يهدم كل القيم والمبادئ التي يُفترض أن تقوم عليها المؤسسات الديمقراطية والمنظومات السياسية السليمة إن الغدر السياسي يتجاوز خيانة الأفراد أو الأحزاب ليطال المجتمعات بأسرها، مخلفًا جروحًا عميقة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي، ومقوضًا أسس العدالة التي يجب أن تكون ركيزة لأي نظام او منظومة سياسية.
تظهر جذور الغدر السياسي عندما يقرر هذا السياسي أن مصلحته الشخصية تعلو على مصلحة الوطن والمنظومة وعندما يتحول السياسي إلى أداة تخدم مصالحه ومصالح المقربين منه على حساب المبادئ ، تتجلى صور الغدر في أبشع أشكالها فقد يبدأ الغدر بنقض وعود انتخابية أو التراجع عن اتفاقيات استراتيجية مع كيانات سياسية فيمتد ليهدد استقرار النظام السياسي نفسه، عبر التفريط في المسؤولية والمقامرة بالبمستقبل.
أحد أبرز مظاهر الغدر السياسي هو الانقلاب على الزملاء والحلفاء فكثيرًا ما نرى سياسيين يتنكرون لشركائهم الذين كانوا في الماضي أعوانًا لهم لتحقيق غاياتهم ومصالحهم، ليصبحوا أعداءً في سبيل تحقيق طموحات شخصية فهذه الخيانة تعد قنبلة موقوتة تهدد استقرار أي منظومة سياسية، إذ يتحول الأصدقاء إلى خصوم بفعل تغليب المصالح الضيقة على مصلحة العامة.
الغدر السياسي لا يقتصر على خيانة الحلفاء، بل يمتد إلى الشعب ذاته عندما يتم خداع المواطنين بوعود كاذبة وممارسات تهدف فقط للحفاظ على السلطة فتلك السياسة، التي تتلاعب بمشاعر الناس وتتنصل من وعودها بعد الفوز، تُضعف استقرار أي منظومة سياسية فالوعود الزائفة، حين تُكشف حقيقتها، تؤدي إلى فقدان الثقة بين القيادة والاعضاء، وتقضي على الأمل في التغيير المنشود.
الأخطر من ذلك هو الغدر الذي يحدث داخل المؤسسات،حيث تصاعد الأزمات الداخلية يهدد الاستقرار الاجتماعي بفعل سياسات مبنية على المكر والخداع فعندما يغدر السياسيون ببعضهم، تتحول الساحة إلى معركة شخصية تعطل المؤسسات ، وتُضيع فرص التنمية والإصلاح.
الغدر السياسي لا يقتصر على الأنظمة الاستبدادية فحسب، بل يظهر أيضًا في الأنظمة الديمقراطية ففي الديمقراطيات، يتخفى الغدر السياسي خلف شعارات مضللة تُستخدم لخداع الناخبين والنتائج تكون متشابهة يخسر المواطنون الثقة في العملية السياسية، ويتحول الأمل بالتغيير إلى إحباط، بينما تصبح السياسة لعبة مصالح شخصية ضيقة.
الغدر السياسي هو جريمة أخلاقية قبل أن يكون سياسية، ويجب أن يُقابل بالشفافية والمحاسبة والتصدي لهذه الظاهرة يبدأ بتعزيز النزاهة، وضع آليات رقابية صارمة، ومحاسبة المسؤولين عن تلك الأفعال عبر تفعيل مبادئ العدالة والمساءلة، يمكننا بناء نظام سياسي يحترم الثقة العامة ويحمي استقرار الوطن.
لا يمكن للوطن أن يكون قويًا دون مجتمع مؤمن بالعدالة والشفافية ولا يمكن أن يتحقق الاستقرار السياسي في غياب الثقة بين القيادة والمنظومة فحين تسمح أي منظومة بتفشي الغدر السياسي، فإنها تزرع بذور هلاكها بيدها.