*فادي السمردلي يكتب:جيش إعلامي أردني ضرورة وطنية لمواجهة الحرب الدعائية الممنهجة*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
إن الأردن اليوم أمام معركة إعلامية شرسة، حيث تتكالب عليه الأجندات المغرضة والأنظمة التي لا ترى في استقراره وقوة موقفه إلا تهديدًا لمصالحها الضيقة فهذه الحرب ليست عابرة ولا يمكن التعامل معها بالأساليب التقليدية أو بالمراوغات الإعلامية السطحية إنها حرب وجود تتطلب وقفة وطنية صلبة، وعلى الحكومة الأردنية أن تتحرك فورًا ودون تأخير لتشكيل “جيش إعلامي” يضع الأردن ومصالحه فوق كل اعتبار، ويقف سدًا منيعًا أمام حملات التشويه الممنهجة التي تسعى للنيل من استقراره ومواقفه الوطنية والإقليمية.
إن تشكيل جيش إعلامي ليس ترفًا أو خيارًا إضافيًا، بل هو ضرورة حتمية تتطلب عملًا ممنهجًا واستراتيجية واضحة، تعكس حزم الدولة في الدفاع عن هويتها ومواقفها فهذه الاستراتيجية يجب أن ترتكز على أهداف واضحة، أولها التصدي للهجمات الإعلامية التي تستهدف زعزعة الثقة بالدولة وقيادتها، ونشر الشائعات المغرضة التي تهدف لإثارة البلبلة والفتن والهدف الثاني هو تعزيز الصورة الإيجابية للأردن، من خلال إبراز إنجازاته الوطنية والدولية في شتى المجالات، بما يعكس دوره الحضاري والإنساني في المنطقة أما الهدف الثالث فهو بناء رواية إعلامية قوية تكون مرجعًا حقيقيًا للحقائق، وتغلق الطريق أمام أي محاولات لفرض روايات كاذبة أو مضللة.
هذا الجيش الإعلامي يجب أن يتأسس على اختيار نخبة من المتخصصين والخبراء في مجالات الإعلام، من صحفيين ومحللين وصناع محتوى، يعملون على مدار الساعة في رصد التهديدات الإعلامية ووضع استراتيجيات للرد الفوري والمدروس كما يجب أن يمتلك هذا الفريق مهارات متقدمة في استخدام وسائل الإعلام الحديثة والتكنولوجيا الرقمية، من تحليل البيانات، وإعداد المحتوى الفعّال، إلى إدارة الحملات الإعلامية الواسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
لا مكان في هذه المعركة للتهاون أو الردود الباهتة فالرد يجب أن يكون حاسمًا وسريعًا، مستندًا إلى الحقائق الواضحة والوثائق الدامغة ففي عصر السرعة الإعلامية، لا يمكن السماح للشائعات أن تنتشر قبل أن تُقابل برواية حقيقية تُفندها وتكشف من يقف خلفها فالردود يجب أن تكون محترفة، دون انفعال أو تصعيد غير مبرر، بحيث تُظهر قوة الدولة وحكمتها، وتجعل من يهاجم الأردن عاجزًا عن الاستمرار في حربه القذرة.
إضافة إلى الدفاع، يجب أن يركز هذا الجيش على الهجوم الإعلامي المدروس، من خلال الترويج لإنجازات الأردن في مجالات الأمن، الاقتصاد، التعليم، ومواقفه الحاسمة في دعم القضايا الإنسانية والإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية فالأردن ليس دولة عادية، بل هو محور استقرار في منطقة مضطربة، وهذا الدور يجب أن يظهر للعالم بكل وضوح، ليكون مصدر فخر لكل أردني وردعًا لكل من يحاول التقليل من شأنه.
ولا يكتمل دور الجيش الإعلامي إلا من خلال بناء شراكات قوية مع الإعلام المحلي والدولي الموثوق، وتفعيل التعاون مع المؤسسات الإخبارية والمنصات الرقمية الكبرى، لضمان إيصال الرسائل الأردنية إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور كذلك، يجب إشراك المؤثرين وليس( التافهين) وصناع المحتوى في الداخل والخارج، ليكونوا صوتًا قويًا يعبر عن حقيقة الأردن، بعيدًا عن التحريف والتضليل.
وأهم ما في الأمر هو تفعيل دور الشعب الأردني في هذه المعركة فالدفاع عن الوطن ليس حكرًا على الحكومة أو المؤسسات، بل هو مسؤولية وطنية مشتركة فحملات للتوعية الوطنية يجب أن تُطلق على نطاق واسع لتشجيع المواطنين على التصدي للشائعات والمشاركة في نشر الحقائق فهذه الحملات يجب أن تُشعل الروح الوطنية، وتُعزز شعور كل أردني بأنه جزء من جبهة الدفاع عن بلده في مواجهة الأعداء.
على الحكومة الأردنية أن تدرك أن هذه الحرب الإعلامية ليست حالة مؤقتة يمكن تجاهلها، بل هي حرب ممتدة تستهدف الأردن ككيان ودولة ونظام والرد على هذه الحرب يجب أن يكون بحجم التحدي، بإرادة حديدية واستراتيجية شاملة، تبدأ اليوم وليس غدًا فالأردن دولة مستقرة ذات سيادة، ومواقفه تعكس الحكمة والاعتدال في عالم مليء بالفوضى، وهذا الدور يجب أن يُصان ويحميه جيش إعلامي قوي لا يترك مجالًا للمتربصين لتحقيق مآربهم.
أي تهاون أو تأخير في تشكيل هذا الجيش الإعلامي سيكون ثمنه غاليًا، ليس فقط على صورة الأردن، بل على استقراره وأمنه ومكانته لذا، فإن التحرك السريع والحازم لمواجهة هذه التحديات الإعلامية هو واجب وطني لا يقبل التأجيل فالأردن يستحق أن يكون له درع إعلامي يحميه، وسيف إعلامي يدافع عنه، ويؤكد للعالم أجمع أنه دولة قوية لا تهتز أمام الهجمات مهما اشتدت.