مصالحة وطنية ضرورة حتمية
الدكتور هاني محمود العدوان …..
في خضم الظروف الدقيقة التي يمر بها وطننا والمنطقة بأسرها، والتي تتسم بتحدياتٍ جمة على كافة الأصعدة، تبرز الحاجة الماسة إلى مبادرة وطنية شجاعة ومتوازنة، تضع هموم الوطن ومصالح الشعب على طاولة الحوار، وتسعى جاهدة للوصول إلى تفاهمات ذات قيمة تحقق مكاسب وطنية
إن فكرة المصالحة الوطنية ليست مجرد شعار، بل هي ضرورة حتمية إذا ما أردنا أن نحمي بلدنا من أية مخاطر
إنها دعوة صادقة إلى كل مكونات مجتمعنا الأردني، حكومة ومعارضة، مؤسسات مجتمع مدني، نقابات وأحزاب، مفكرين وكتاب وسياسيين، شيوخ ووجهاء عشائر، إلى التلاقي لحوار هادئ بناء، تكون مصلحة الوطن نصب أعينهم أولاً وقبل كل شيء.
هذا التوافق الوطني يطوي ما سلف ونبدأ صفحة جديدة عنوانها “عفى الله عما مضى”، يعود جميع معتقلي الرأي إلى أسرهم، مع إعادة فلترة لقانون الجرائم الإلكترونية بحيث يكون هذا القانون متوازناً، يحمي المجتمع من الجرائم الإلكترونية، وفي الوقت نفسه لا يقيد حرية التعبير، التعبير الذي لا يخرج عن إطار قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا ومصالح الوطن العليا
إننا على ثقة بأننا، إذا ما تحلينا بروح المسؤولية الوطنية، وإذا ما تغلبنا على خلافاتنا، سنكون قادرين على تحقيق المصالحة المنشودة، وقادرون أن نجعل الوطن نموذجاً ومثار إعجاب العالم أجمع. وهذا عهدنا بوطن النشامى، الذي كان الأول في المنطقة في مجال الطب، والأول في التعليم، والأول في الإدارة، والأول عسكرياً في التدريب والمهارات القتالية، وما زال وسيبقى كذلك إن شاء الله
نريد مصالحة ملزمة، ومن يخرج عن تفاهماتها يُشمس شعبياً ويطبق عليه أقصى ما نص عليه القانون من عقوبات
ليكن شعارنا كلنا للوطن