*فادي السمردلي يكتب موقف الأردن الثابت في مواجهة محاولات التوطين وتهجير الفلسطينيين عزيمة لا تراجع عنها (تراجع ترامب)*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
في وقت حساس من تاريخ الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، لتكشف عن محاولاته الجديدة لفرض خطط تهجير وتوطين فلسطينيي قطاع غزة في دول أخرى، وهو ما أطلق عليه البعض خطة “التهجير القسري” التي كانت تستهدف تفريغ القطاع من سكانه الأصليين ولكن الرد الحازم والصريح من قبل الأردن ومصر، والذي جاء بموقف راسخ لا يقبل المساومة، كان بمثابة صفعة لتلك المخططات التي سعت لتغيير التركيبة الديمغرافية في المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية على حساب دور الجوار .

ترمب، الذي لطالما تميزت مواقفه في المنطقة بالتهور وعدم التقدير الكامل لحساسيات الصراع العربي الإسرائيلي، طرح خطة كانت تهدف إلى نقل سكان قطاع غزة إلى دول أخرى، في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وجعلها قضية لاجئين متنقلين بلا أرض ولكن ما لم يتوقعه ترمب والذي اعلن عنه هو الموقف الموحد والمبدئي الذي أظهرته الدول العربية، وبالأخص الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية، في رفض هذه الخطط المشبوهة وها هو ترمب يصرح قائلًا إن خطته لقطاع غزة كانت “جيدة”، لكنه لن يفرضها، وذلك بسبب ما وصفه بـ”المقاومة الشديدة من جانب الأردن ومصر”. وتابع متسائلًا عن سبب هذه المقاومة، معربًا عن استغرابه من أن الأردن ومصر لم يرحبا بالخطة رغم الأموال الضخمة التي تقدمها الولايات المتحدة لهما سنويًا.

إن ما أعلنه ترمب هو انعكاس واضح لفشل هذه المخططات في مواجهة إرادة الشعوب والدول التي تؤمن بقضية فلسطين العادلة فالأردن، الذي يقع في قلب المنطقة العربية وله تاريخ طويل من التضامن مع الشعب الفلسطيني، أثبت مجددًا أنه ليس مستعدًا للمساومة أو التنازل عن دعمه لحقوق الفلسطينيين ومن خلال هذا الموقف، يؤكد الأردن أنه لن يسمح بأي مسعى يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينة أو التفريط في حقوق اللاجئين.

الأردن، الذي كان وما يزال الملاذ الأول للعديد من الأشقاء الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة أرضهم وبانتظار عودتهم بسبب العدوان الإسرائيلي، يقدم نموذجًا حيًا في التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق فمواقف القيادة الأردنية قد توجت بتأكيداتها المستمرة على دعم الحقوق الفلسطينية الثابتة، وعلى رأسها حق العودة والذي يعتبر أحد الثوابت التي لا يمكن التفاوض عليها وقد جاء هذا الرفض القوي لخطة ترمب ليكون بمثابة رسالة واضحة لجميع الأطراف، مفادها أن أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو تمرير حلول اقتصادية وسياسية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ستواجه جدارًا صلبًا من المواقف الرافضة.

من جهة أخرى، يبرز هذا الموقف الثابت للاردن في سياق أوسع، حيث تنسجم السياسة الأردنية مع مواقف عربية وإسلامية قوية ترفض جميع المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية أو التفريط في حقوق الفلسطينيين كما أن هذا الموقف هو تأكيد على أن الأردن لن يسمح بتغيير الوضع القائم، ولن يرضخ لأي ضغوطات تحاول تحميله أعباء سياسات لا تتماشى مع مصالحه وهويته الوطنية أو مبادئه الثابتة فموقف الأردن هو موقف فخر واعتزاز، يدل على حنكة القيادة الأردنية وقدرتها على مواجهة التحديات والتمسك بالقيم والمبادئ التي طالما سعت إلى الحفاظ عليها.

وبينما كانت خطط ترمب تسعى لتقسيم المنطقة وفقًا لمصالح ضيقة، فإن الموقف الأردني، بصلابته، أظهر للعالم أن الأردن لن يكون أداة في تمرير أي حلول على حساب الأردن ولا تراعي مصلحة الشعب الفلسطيني وتحترم حقوقه المشروعة على ارضه وإن هذه المقاومة الأردنية ستظل حافزًا لبقية الدول العربية للحفاظ على موقفهم الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والعمل جنبًا إلى جنب من أجل تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة.

الأردن، الذي لطالما كان خط الدفاع الأول عن القضايا العربية العادلة، يثبت مجددًا أنه لا يمكن للمخططات الخارجية أن تنال من عزيمته أو تضعف موقفه في دعم الشعب الفلسطيني فهذا الموقف التاريخي يستحق الفخر والاعتزاز، لأنه ليس مجرد موقف سياسي، بل هو التزام عميق بالقيم الإنسانية التي تستند إليها الأمة العربية في جميع مواقفها.

قد يعجبك ايضا