*فادي السمردلي يكتب:رمضان شهر الخير فرصة لتعزيز قيم القيادة واصلاحها في منظومات العمل العام*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
ماذا يعني تجديد القيم وتعزيز القيادة في شهر رمضآن المبارك ☝️☝️☝️👇؟
يهل علينا غدا شهر رمضآن المبارك شهر الرحمة والمغفرة كل عام وانتم بخير ، ليعيد إلى النفوس صفاءها ويمنح القلوب طمأنينة ويحيي الروحانية في حياتنا اليومية إنه شهر تتجسد فيه معاني التضحية والصبر والاحتساب، وهو فرصة لا تعوض للتقرب إلى الله وزيادة الأعمال الصالحة.ولكن رمضان ليس مجرد فترة عبادة فردية، بل هو أيضًا فرصة عظيمة لتحسين المجتمعات وتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية، خاصة في مجال العمل العام.
إن القيادات في العمل العام تمثل حجر الزاوية في أي مؤسسة، فهي التي توجه المسار وتحدد أهداف العمل وتؤثر في ثقافة المنظمة فخلال شهر رمضان، يُتوقع من هذه القيادات أن تكون قدوة حية في تجسيد القيم التي يُحتفى بها في هذا الشهر الفضيل، مثل الإحسان، والصبر، والشفافية وعدم الانحياز والتفاني في العمل من أجل المصلحة العامة ومن المهم أن تتوافر هذه القيم في تعاملاتهم اليومية مع الموظفين والمواطنين على حد سواء.
بداية، يجب على القيادات في العمل العام أن تكون حساسة لاحتياجات الأعضاء خلال هذا الشهر المبارك. فمن المعروف أن العمل في رمضان يرافقه تحديات جسدية وعقلية بسبب الصيام، ولذلك فإن القيادة الرشيدة يجب أن تتبنى سياسات مرنة تراعي هذه الظروف وقد يشمل ذلك تعديل ساعات العمل أو توفير بيئة عمل مريحة وداعمة تشجع على الإبداع والابتكار، وتحافظ على مستوى الأداء المطلوب كما يجب أن تشجع القيادات على تبني روح التعاون والعمل الجماعي داخل المؤسسات، مما يعزز الشعور بالانتماء والولاء للمؤسسة والمجتمع وليس التفرد في القرار ودعم من لا يستحق ضد من يستحق.
وبما أن رمضان فرصة لتجديد القيم الإنسانية، إلا أن القيادات في العمل العام يجب أن تستثمر هذه الفرصة لضمان استدامة هذه القيم بعد انتهاء الشهر إن العمل على بناء بيئة مؤسسية تستند إلى قيم العدل والمساواة والإحسان لا يجب أن يكون مقتصرًا على فترة رمضان فقط بل ينبغي أن يُترجم إلى استراتيجيات عملية يتم تطبيقها طوال العام ويجب أن تكون القيادات على دراية بأن رمضان هو بداية جديدة للتغيير المستدام، وأنه يجب الحفاظ على هذه الروح بعد انقضاء الشهر الكريم، من خلال تعزيز البرامج التدريبية التي تركز على التنمية البشرية والتطوير المهني المستمر.
من الضروري أن لا تقتصر المبادرات التي تقوم بها القيادة في العمل العام خلال شهر رمضان على التخفيف من أعباء العمل أو تقديم الدعم المؤقت فقط، بل يجب أن تسعى هذه المبادرات إلى تحقيق تغييرات بنيوية من شأنها تحسين الأداء المؤسسي على المدى الطويل. يتطلب ذلك أن تكون القيادات قادرة على التفكير استراتيجيًا، وأن تعمل على بناء بيئة عمل تعزز من التعاون وتقلل من التوترات وتحفز على الابتكار وهذا يشمل أيضًا تقديم الدعم المستمر للاعضاء والموظفين، من خلال الاستماع إلى مشكلاتهم، والتعامل مع تحدياتهم التي تتسبب بها القيادة.
وفي الختام، يجب أن يكون لدى قيادات العمل العام ، وعي كامل بحقيقة أن رمضان ليس مجرد شهر للعبادات الفردية والتغيير المؤقت بل هو شهر للانطلاق نحو تغييرات عميقة ومستدامة في القيم والسلوكيات فالقيادات يجب أن تكون حريصة على تحويل الدروس التي نتعلمها من رمضان إلى أفعال حقيقية تثمر نتائج ملموسة على أرض الواقع فلا يجوز أن تكون هذه المبادرات محصورة في شهر رمضان فقط، بل يجب أن تظل جزءًا من ثقافة العمل طوال العام.
وعليه، فإن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، وخاصة القيادات، في أن يتحلوا بالنزاهة والمصداقية، وأن يقدموا مثلًا يحتذى به في الأخلاق والاحترام والعمل الجاد ويجب أن يكون العمل في منظومات العمل العام محفزًا للتطوير والتغيير المستدام، وأن تتوافر فيه بيئة تعكس القيم الإسلامية التي يركز عليها رمضان، بما يساهم في رفعة المجتمع وتقدمه فثوب الطهارة لن يغطي فشلكم المستدام.
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️