*فادي السمردلي يكتب: الشللية والتحزب الداخلي الاعمى.. سرطان يهدم الحزب بصمت!*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

ماذا تعني الشللية والتحزب الاعمى داخل الحزب ؟

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

تعد الشللية والتحزب الداخلي المفرط والاعمى داخل الحزب ظاهرة مدمرة تتجاوز الخلافات الطبيعية في الرؤى السياسية، لتتحول إلى إقصاء ومعارك داخلية شرسة تقوّض استقراره وتضعفه من الداخل فعندما تتشكل مجموعات متناحرة داخل الحزب، لا يكون الهدف هو تطوير الأفكار أو تحسين الأداء، بل يصبح الصراع على النفوذ والسلطة هو المحرك الأساسي، مما يؤدي إلى شلل في اتخاذ القرارات وانحراف عن المبادئ الحقيقية التي قام عليها الحزب إن هذه الظاهرة لا تؤدي فقط إلى تفتيت وحدة الحزب، بل تجعل منه ساحة مفتوحة لصراعات شخصية ومصالح ضيقة، حيث يتم تقديم الولاءات للتيارات الداخلية على حساب الولاء للحزب ككيان جامع ومع تصاعد هذه النزعات، يصبح الحزب عرضة للاستقطاب الحاد، فتظهر التكتلات التي تتناحر على القيادة، وتُستخدم فيها كل الوسائل، لتصفية الخصوم داخل التنظيم نفسه.

التحزب الداخلي المفرط لا يشل الحزب فقط، بل يعرضه للتآكل التدريجي حتى يصبح مجرد كيان فارغ من الفاعلية، يتآكله الشقاق الداخلي بدلاً من أن يكون قوة مؤثرة في الساحة السياسية والأخطر من ذلك، أن هذه الصراعات تستنزف طاقات الأعضاء، وتبعد الكفاءات، حيث يجد الكثير من المؤسسين الحقيقيين أنفسهم في مواجهة جدار من الحروب الداخلية التي تجعل العمل الحزبي بيئة طاردة، فتتراجع روح المبادرة ويهيمن الجمود كما أن فقدان الانضباط الداخلي يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية، حيث تستغل القوى المنافسة هذا الضعف لتوجيه الصراعات الداخلية وفق أجنداتها، مما يجعل الحزب مجرد أداة في يد الآخرين، فاقداً لاستقلاليته وتأثيره.

لمواجهة هذا الخطر الداهم، لا بد من فرض آليات صارمة للحفاظ على وحدة الحزب، تبدأ بإرساء ثقافة الولاء للمشروع السياسي المشترك بدلاً من الانتماء للشلل والتيارات الداخلية وعلى القيادة أن تكون حازمة في التعامل مع كل من يحاول استغلال الحزب لتحقيق مكاسب شخصية أو إضعافه عبر إثارة النزاعات، فلا مجال للتساهل مع من يجعل من الحزب أداة صراع بدلاً من وسيلة للبناء والتغيير كما أن تبني نهج ديمقراطي واضح، يضمن التعبير عن الاختلافات ضمن أطر تنظيمية سليمة، يسهم في الحد من الانقسامات، إذ يشعر الجميع بأن لديهم مساحة لطرح أفكارهم دون الحاجة إلى اللجوء إلى المؤامرات والانشقاقات. إن الحزب القادر على ضبط خلافاته الداخلية وإدارتها بحكمة، هو الحزب الذي يستطيع الصمود في وجه العواصف السياسية، بينما ذاك الذي يتآكله التحزب الداخلي، فلن يكون سوى كيان هش يتداعى عند أول اختبار حقيقي، لينتهي إلى التفكك والانهيار حتى لو كان يظهر بانه براق وبالعامية ( من برا رخام ومن جوا سخام 😄😄).

قد يعجبك ايضا