*فادي السمردلي يكتب:الصلاة بين المظهر والجوهر ميزان للصدق والأمانة*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
ماذا تعني الصلاة بين المظهر والجوهر…؟

الصلاه في جميع الأديان واجب يقدم لله تعالى لإن الصلاة هي التجلي الأسمى لعلاقة الإنسان بخالقه، وهي إعلان دائم للخضوع والطاعة، وتجديد مستمر للعهد بين العبد وربه لكنها ليست مجرد حركات وكلمات يؤديها الإنسان دون وعي، بل هي انعكاس حقيقي لما في القلب من صدق وإيمان فالصلاة ليست طقسًا ينتهي بانتهاء الوقت، بل هي رسالة تستمر في حياة الإنسان، تزرع في روحه معاني الصدق والطهارة وتعمق إحساسه بالمسؤولية أمام الله والناس فمن كانت صلاته خاشعة، انعكست في سلوكه، وجعلته أكثر التزامًا بقيم الأمانة والنزاهة، خصوصًا إذا تقلد موقعًا لخدمة الوطن والشعب فالقائد الحقيقي هو من يجعل صلاته مرآة لأفعاله، فكما يقف خاشعًا أمام الله، ينبغي أن يقف بنفس متواضعا ومحبا أمام حاجة الناس في أداء واجبه يجمع ولا يفرق، ويصون ولا يخون، ويمد يد الخير والتعاون للزملاء والاعضاء والموظفين.

إن العمل العام أمانة ثقيلة، لا يحتملها إلا من اتقى الله في أقواله وأفعاله فالإنسان الذي يؤدي الصلاة بصدق، يحمل في قلبه رقابة ذاتية تجعله بعيدًا عن الفساد، وترسخ في وجدانه إحساسًا عميقًا بأن كل قرار يتخذه، وكل تصرف يصدر عنه، هو مسؤولية بين يدي الله قبل أن يكون بين يدي البشر فالصدق في العمل هو الامتحان الحقيقي للعبادة، فليس هناك فرق بين من يقف في صفوف الصلاة ومن يجلس على كرسي المسؤولية، لأن كلا الموقفين يتطلبان نفس المحبة والخشوع والالتزام فمن يؤدي الصلاة ثم يخرج ليخدع الناس، لم يعرف جوهرها، لأن الصلاة الحقيقية تزرع في القلب يقظة دائمة، تجعل صاحبها يتقي الله في السر والعلن، في القول والفعل.

نتمنى🙏 ان لا نرى في الواقع بعض قادة العمل العام ممن يجعلوا من الصلاة وسيلة لتلميع صورتهم أمام الناس، فتصبح الصلاة عندهم عادة اجتماعية أكثر منها عبادة قلبية ونراهم يقفون في الصفوف الأولى، ويحرصون على أن تُلتقط لهم الصور في دور العبادة، بينما يتفننون في الخفاء في إخفاء الحقائق، فهؤلاء سيحولوا العبادة إلى قناع يخفي وجوهًا مزيفة، يمارسون النفاق في أبشع صوره إن من يخون الأمانة ويظلم الناس، مهما أكثر من الصلاة، لن تنفعه عبادته ما دامت أفعاله تناقض ما يظهره.

إن القائد النزيه هو من يجعل صلاته دافعًا للإصلاح، ومنطلقًا لخدمة الناس بإخلاص، وليس ستارًا يخفي وراءه مصالحه الشخصية فالصلاة الحقيقية هي التي تجعل صاحبها يترفع عن المحسوبية، ويحارب الفساد في نفسه قبل أن يحاربه في الآخرين فالقائد الذي يصلي بصدق هو من يجعل منصبه ساحة للعطاء لا للنهب، ويجعل سلطته وسيلة لإقامة العدل لا أداة لقمع الضعفاء فما أحوجنا اليوم إلى قادة يحملون في قلوبهم روح الصلاة، ويترجمونها في قراراتهم ومواقفهم، فيكونون قدوة حقيقية في النزاهة والصدق.

وفي الختام، لمن يبحث أن تكون صلاته قناعًا يتخفى خلفها، ليمارس في الخفاء كل ألوان الظلم والفساد اعلم أن الصلاة ليست أداة لتضليل الناس، بل هي ميزان يكشف الصادق من الكاذب فقد تخدع البشر لبعض الوقت، لكنك لن تخدع الله فالمنصب زائل، ويبقى في صحيفتك ما اقترفت من خيانة وظلم اجعل من صلاتك منبعًا للإصلاح لا غطاءً للفساد، وكن أمين على ما وُكِل إليك، فالدين ليس قناعًا ترتديه وقت الحاجة، بل هو سلوك دائم يُختبر في أدق تفاصيل الحياة فالمجتمعات لا تنهض بالشعارات، بل تنهض بقادة صادقين يجعلون من صلاتهم منارة تهديهم إلى طريق الحق والعدل.

قد يعجبك ايضا