*فادي السمردلي يكتب :غياب القيادة الفعّالة والاستغلال المفرط للسلطة طريق الانهيار للأحزاب*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

ماذا يعني غياب القيادة الفعّالة أو الاستغلال المفرط للسلطة داخل الأحزاب 👉👉😡😎؟
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

إن غياب القيادة الفعّالة داخل أي حزب يُعد من أكبر التهديدات التي قد يواجهها فالقيادة هي القوة المحركة، وهي التي تحدد الاتجاه والرؤية المستقبلية، وبغيابها تتحول الحزب إلى كيان ضائع يسير في ظلامٍ دامس فالقيادات الضعيفة والفاقدة للكفاءة تؤدي إلى اتخاذ قرارات ارتجالية وعشوائية، وهذا يعمق حالة الارتباك داخل الحزب ويؤدي إلى تراجع أدائه بشكل كارثي وحينما يتم اختيار القادة بناءً على الولاءات الشخصية أو العلاقات المصلحية بدلاً من الكفاءة والخبرة، يُعطى الضوء الأخضر لانتشار الفوضى فالمؤسسات التي تُقيد برؤوس ضعيفة لا يمكنها أن تحقق النجاح، بل ستظل تتخبط في دائرة من القرارات غير المدروسة التي تُدمر الثقة بين الأعضاء وتضعف الروح الجماعية داخل الحزب.

الاختيار الخاطئ للقادة، الذي يقوم على معايير لا تمت للكفاءة بصلة، لا يؤدي فقط إلى ضعف القرار بل يخلق بيئة من الصراع الداخلي والفوضى فالقادة الذين يفتقرون للرؤية الاستراتيجية ويكتفون بالحفاظ على مناصبهم بأي ثمن، هم من يدمرون أي فرصة للإصلاح أو التقدم ولكي نحد من هذه الظاهرة المدمرة، يجب أن يكون اختيار القيادات بناءً على معايير حاسمة تُقيم الكفاءة والخبرة والتفكير الاستراتيجي بعيدًا عن الحسابات الشخصية أو الولاءات الضيقة فالقائد الجيد هو الذي يُظهر القدرة على اتخاذ قرارات صائبة في اللحظات الحاسمة، والذي يوجه المنظمة نحو المستقبل، ولا ينشغل بتصفية الحسابات الشخصية على حساب المصلحة العامة.

أما الاستغلال المفرط للسلطة، فهو أكبر فخ قد يقع فيه أي الحزب لإن تفشي الاستبداد واستخدام السلطة لتحقيق مكاسب شخصية يدمر أي منظومة من الداخل فحين يُستغل المنصب لتحقيق مصالح ضيقة، ويُنظر إلى السلطة على أنها امتياز وليس مسؤولية، فإن الحزب يبدأ في التفكك فالقادة الذين يتخذون من سلطاتهم أداة للهيمنة والتسلط، ويُقصون كل من يعارضهم، يجعلون المؤسسة مكانًا بائسًا مليئًا بالعداوات الداخلية والمصالح المتضاربة فهذا الاستبداد يفقد الحزب مصداقيته أمام أعضائه والجمهور، ويجعله كيانًا فاقدًا للروح والمبادئ فلا يمكن لأي حزب أن يستمر في العيش على هذه الشاكلة، حيث يتحول إلى مسرح للتلاعب.

للتصدي لهذا الاستغلال المفرط للسلطة، يجب أن يتم تطبيق رقابة صارمة على القادة وتفعيل الأنظمة الداخلية التي تضمن محاسبتهم على كل تصرف غير مشروع إن المحاسبة ليست ترفًا تنظيميًا بل ضرورة، فبدونها يتحول الحزب إلى أداة للتحكم الشخصي وتُمحى أهدافه الحقيقية ويجب أن يكون القائد على دراية تامة بأن السلطة ليست ملكًا له، بل هي مسؤولية تجاه الأعضاء والمجتمع ويجب أن تكون هناك آليات شفافة لمحاسبة القادة على إساءة استخدام السلطة، بحيث لا يستطيع أحد أن يتجاوز الحدود المقررة دون عقاب فالسلطة يجب أن تكون دائمًا تحت رقابة، وأن تكون جزءًا من ثقافة الحزب التي تضمن عدم التفريط فيها لصالح الأهداف الشخصية.

إن غياب القيادة الفعّالة والاستغلال المفرط للسلطة هما وجهان لعملة واحدة، وكل منهما يقود الحزب إلى حافة الانهيار ولا يمكن لأي حزب أو مؤسسة أن تزدهر في ظل هذه الأزمات ويجب أن يكون هناك تصحيح جذري في هيكل القيادة، بحيث يتم اختيار قادة ذوي كفاءة عالية، ويخضعون للمسائلة الصارمة على كل تصرف يقومون به. ليس فقط من خلال قوانين مكتوبة، بل من خلال ثقافة شاملة تضمن الشفافية والمحاسبة فإذا لم تُحل هذه القضايا العميقة، سيظل الحزب عاجزًا عن الوفاء بمسؤولياته، وسيبقى فريسة سهلة للفشل والانهيار.

قد يعجبك ايضا