*فادي السمردلي: يكتب شي غاد 🫵*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

في مجتمعاتنا، نلتقي أحيانًا بأشخاص يظهرون بمظهر القادة المثاليين، قادرين على رسم صورة براقة لأنفسهم ولطريقهم نحو النجاح فهؤلاء الأفراد يتقنون فن الكلام، والتدليس يجيدون صياغة الوعود وتصوير أنفسهم على أنهم مفتاح الحلول، ويقنعون من حولهم بأنهم القادة المغاوير الذين سيصلون بمنظوماتهم إلى القمم ويروجون لأفكارهم على أنها خارطة طريق للمجد، ويستخدمون كاريزما قوية لجذب الآخرين وإيهامهم بأنهم وحدهم القادرين على قيادة السفينة في بحر التحديات فتبدأ رحلتهم بدعوات للتحرك نحو مستقبل أفضل، ويعدون بتحقيق أهداف كبرى ولكن عند اقتراب لحظة الحقيقة والعمل الفعلي، يتضح أن هؤلاء القادة لم يملكوا يومًا خطة حقيقية تتجاوز مصالحهم الشخصية وكل ما وعدوا به يتبخر، وتظهر النتائج الواقعية التي تكون في أغلب الأحيان مخيبة للآمال فالفشل يتكرر مرة تلو الأخرى، حتى يصاب الجميع بصدمة كبرى، حيث يكتشفون إن هؤلاء القادة الذي وضعوا فيهم ثقتهم لم يكونوا سوى بائعي وهم، ولم يسعوا سوى لتحقيق مكاسب ضيقة تعود بالفائدة عليهم ، تاركًين وراءهم منظومة مشلولة ومنهكة.

هذا النوعية من “القادة” لا يسهم سوى في تعطيل مسيرة النجاح، لأنهم لا يملكون الرؤية الصحيحة أو الكفاءة اللازمة للقيادة الحقيقية فبدلاً من قيادة الناس نحو الإنجاز، يجرونهم إلى دائرة مغلقة من الفشل والإحباط وفي هذه اللحظات، يصبح من الواضح أن الحل الأمثل هو إبعاد هؤلاء الأشخاص من القيادة، لأن وجودهم بات عائقًا أمام أي تقدم.

حينها نستذكر الموقف الشهير للفنان الأردني نبيل المشيني في دور “أبو عواد”، تلك الشخصية التي اختزلت حكمة الموقف في عبارة بسيطة لكن عميقة: “شي غاد”. إنها ليست مجرد عبارة عابرة، بل رسالة واضحة لكل من يدعي القيادة دون جدارة فالرسالة تقول لهم بصراحة إن وقتهم قد انتهى، وإن عليهم أن يرحلوا ليتركوا المجال لمن يستطيع فعلاً تحقيق التغيير الإيجابي.

القيادة ليست منصبًا أو لقبًا يُحمل، بل هي مسؤولية عميقة تتطلب الشفافية، النزاهة، والرؤية البعيدة ومن يفتقد هذه الصفات عليه ببساطة أن “يغادر”، لأن الأدوار الحقيقية تستدعي قادة حقيقيين قادرين على تحويل الأقوال إلى أفعال، والأحلام إلى إنجازات، بعيدًا عن المصالح الشخصية الضيقة ولمثل هؤلاء نقول
شي غاد