*”فادي السمردلي يكتب:ضيعة تشرين.. فشل الإنجاز في مسرح التغيير
*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
في مسرحية ضيعة تشرين، يضع الكاتب الواقع السياسي والاجتماعي تحت المجهر عبر تصوير قرية صغيرة تعيش لحظة فرح بزفاف “زينة” و”نايف”، لكنها لا تلبث أن تصطدم بحقيقة قاسية عندما يعلن “الناطور” أن “الحرامي” احتل الأرض وهنا تبدأ الدراما الحقيقية، حيث يثور السكان مطالبين بحقوقهم، ولكن بدلًا من أن تؤدي هذه الثورة إلى استعادة الأرض، تتحول إلى مشهدٍ عبثي يتكرر عبر التاريخ. تتغير الشخصيات التي تمسك بزمام الأمور، إلا أن التغيير يبقى سطحيًا، ويصبح كل من يتولى منصب “المختار” مجرد نسخة جديدة بنفس الخطاب القديم. هذا التصوير الساخر يعكس كيف يمكن للحركات الشعبية أن تبدأ بنوايا صادقة، لكن سرعان ما يتم احتواؤها، وتفريغها من معناها، لتتحول إلى مجرد تبديل للأدوار دون أي تغيير حقيقي.
هذا المشهد المسرحي يمكن إسقاطه بسهولة على واقعنا، حيث قد نجد بعض قادة الأحزاب يكررون المشهد نفسه ففي البداية، يظهرون كرموز للتغيير، يحملون شعارات الإصلاح والعدالة، لكن مع مرور الوقت، نجد أن وجوه القادة هي التي تبدلت فقط وفقد يكون هؤلاء القادة جزءًا من حركات إصلاحية جاءت لتصحيح الأوضاع، لكنهم سرعان ما ينخرطون في نفس آليات السلطة التي كانوا يعارضونها، ويتحولون إلى نسخ أخرى من القيادات السابقة التي انتقدوها. قد تكون النوايا صادقة عند بعضهم، لكنهم يواجهون شبكة معقدة من المصالح السياسية والاقتصادية التي تجعلهم عاجزين عن تحقيق أي تغيير حقيقي، فيكتفون بتقديم خطاباتٍ حماسية، أو بإجراءات تجميلية لا تمس جوهر المشكلة.
وكما في المسرحية، قد تتكرر هذه الظاهرة في كل مرة يشعر فيها الشعب بالأمل في التغيير، لكنه يُفاجأ بأن اللعبة ذاتها لا تزال مستمرة، وأن الوعود التي أُطلقت لم تكن سوى أداة لاستمالة الجماهير وليس لتحسين واقعهم وهكذا، تتحول الهزائم الكبرى إلى مجرد “نكسة” قابلة للتبرير، ويتم تحميل الأخطاء للظروف الخارجية أو “المؤامرات”، بينما يبقى الوضع على ما هو عليه، أو يزداد سوءًا وقد يثور الناس، يطالبون بالتغيير، يرفضون القيادات الفاشلة، لكن في النهاية، يجدون أنفسهم أمام قيادات جديدة لا تختلف كثيرًا عن سابقتها، وتعود الدائرة المغلقة لتدور من جديد.
إن عبثية المشهد في ضيعة تشرين ليست مجرد تهكم على الماضي، بل هي استشراف لمستقبل يمكن أن يتكرر طالما لم يتم كسر هذه الحلقة المفرغة فالتغيير الحقيقي لا يأتي فقط بتغيير الأسماء، بل بتغيير العقلية والنظام الذي يسمح لهذه التبدلات الشكلية بالاستمرار ولكن السؤال الكبير الذي تطرحه المسرحية ويبقى مطروحًا حتى اليوم هو: هل يدرك الناس في النهاية أن المشكلة الكبرى في “المختار” الذي بقول ولا يفعل ؟
ويحاول أيهام ألناس بما ليس فيه وكانه (SUPER ) مختار امين وهو ليس بأمين.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.