إحياء يوم القدس العالمي في كل عام ھو أكبر صفعة تاريخية للكيان الصھيونية من إيران الإسلامية تذكرھم بأنھم غرباء ويجب أن يرحلوا عن فلسطين…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩ بقيادة الإمام الخميني رحمه تعالى وأدخله فسيح جناته على نظام الشاه الظالم والعميل لأمريكا والغرب والصهاينة، والشرطي الذي كانت أمريكا تعتبره عميلها وحليفھا في المنطقة، أمر الإمام الخميني بطرد السفير الصهيوني وإنزال العلم الصهيوني ورفع العلم الفلسطيني، وتم إستدعاء المرحوم الشهيد ياسر عرفات لإفتتاح أول سفارة فلسطينية في العالم العربي والإسلامي والعالم ورفع علم فلسطين عليها، وكان رحمه الله عينه على القدس وتحرير فلسطين ودعم شعبها بكل أنواع الدعم حتى يتم التحرير الكامل لفلسطين…
ولأنه كان ذا علم وبصيرة ونظرة مستقبلية كان يعلم بأن هذه القرارات التي إتخذها منذ اللحظات الأولى لنجاح الثورة ستغضب الصهيوأمريكيين خاصة والصهيوغربيين عامة، وأنهم سيعملون كل ما بوسعهم لإفشال الثورة الإسلامية أو القضاء عليها، ورغم كل المؤامرات على الثورة والإمام الخميني ورفاقه في الدرب والكفاح والمقاومة إلا أن الله حقق النصر لإيران الإسلامية وثورتها المجيدة وهزم كل أعدائها في المنطقة والخارج، وأعد رحمه الله تعالى كل ما يستطيع من قوة ليرهب أعداء الله والرسل والأمة وأعد جيلا ثوريا في إيران ذو عقيدة راسخة لا تهاب أحدا ولا تخاف أو تركع إلا لله الواحد الأحد،وأصبح إنموذجا للأجيال في دول أمتنا والعالم، جيلا لا يسالم ولا يطبع ولا يتنازل عن أي حق من حقوقه أو أي شبر من تراب فلسطين وأراضينا العربية والإسلامية الأخرى….
وأمرهم بأن تكون أعينهم على قضية الأمة الإسلامية الأولى فلسطين والعمل على تحريرها ودعم مقاوميها بكل السبل التي تؤدي إلى ذلك الھدف، وحتى لا تنسى الأمة فلسطين والقدس وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية هناك وتبقى في قلوبهم وعقولهم وأرواحھم وكل خطواتهم أعلن آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام لتكون يوما عالميا للقدس، دعما للشعب الفلسطيني ولقادته وتذكيرا للأمة كاملة وقادتها وجيوشها وشعوبها بأن لكم وطن محتل ويجب العمل ليلا ونهارا لتحريره من كيان الصهيوغربيبن المجرم والقاتل للبشرية جمعاء، ومنذ الثورة الإسلامية الخمينية والشعب الفلسطيني وشعوب الأمة والإنسانية كاملة تحتفل بذكرى يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام، فجزاه الله خير الجزاء عن الأمة كاملة وأدخله جنات النعيم…
وقد تابع قادة الثورة العظام مسيرة الإمام الخميني في إيران الإسلامية وقدموا كل الدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية حتى أصبح لديھم قوة أرهبت أعداء الله والرسل والأمة وجعلتهم في حالة تخبط دائم وإنهيار وفشل وهزائم متلاحقة في حروبهم سنة بعد سنة إلى أن أصبح والحمد لله تعالى محورا مقاوما موحدا في الداخل والخارج وبدعم كامل من جمهورية إيران الإسلامية ومرشدها السيد علي خامنئي ورئيسھا مسعود بزيكشيان وجيشھا البطل، وقد ادى ذلك المحور عبر سنوات مضت ما عليھ إتجاھ الأمة وقضاياھا وھزم الكيان الصهيوني مرات عدة، وقد قدم الغالي والنفيس في معركة طوفان الأقصى الأخيرة وما زال يقدم لغاية كتابة ھذھ السطور، الأمر الذي جعلھ يسلم أوراقھ إلى السياسيين والدبلوماسية العربية والتي لم ولن تمنع الكيان الصھيوني من التمدد والتوسع في غزة وفلسطين ولبنان وسورية وحسب أحلامھ الحربية الفاشية سيصل إلى مكة والمدينة، ظنا منھ أن المحور قد إنتھى ولم ولن يعود لقوتھ الأولى وأيضا ظنا منھ أن الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة سيخضعون لھ من ھول القصف بالطائرات الحربية والمسيرات الصھيونية وھذا ما يعتبرھ النتن ياھو وحكومتھ الصھيونازية أنھ إنتصار بالقصف والتدمير الممنھج للمدن بكل ما فيھا والإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء، فھم لم يستطيعوا مواجھة المقاومين وجھا لوجھ وقد ھزمھم المقاوميين في معركة طوفان الأقصى وما زالت ھزائمھم متلاحقة عسكريا وأمنيا وسياسيا داخليا وخارجيا، وبينھم خلافات كبيرة ظھرت للعالم أجمع، وقد تصل إلى حرب أھلية بين قادتھ وأحزابھ للصراع المحتدم بينھم على السلطة والكراسي وكيفية خلاص دولتھم وشعبھم من ھذھ الحكومة التي أوقعتھم بتلك الحروب والمآزق…
واليوم مدينة القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية والأراضي الفلسطينية تتعرض لھجمة تھويدية شرسة لتكون فلسطين دولة يھودية خالصة حسب فك ھم التلمودي المزور لأنھم يعتبرون أنفسھم بأنھم منتصرون ويعيشون حاليا نشوة الإنتصار بالتوسع داخل فلسطين وخارجھا، لذلك على قادة السلطة الفلسطينية وقادة الأمة العرببة والإسلامية أن يقوموا بإلغاء كل إتفاقيات الإستسلام والتطبيع المشؤومة مع ذلك الكيان الصھيوني والتي أثبتت فشلها طيلت سنوات مضت، والنتن ياھو وتوسعھ في بعض المناطق في غزة وفلسطين وخارجھا ھو نسف وإلغاء لكل تلك الإتفاقيات، وأيضا تصديق وعود الصهيوأمريكيين الفارغة من أي مضمون بمى يسمى بحل الدولتين ھو خطأ إستراتيجي فادح تعلق بھ القادة والحكومات، والذي كان فقط إبر تخدير للأمة ومقويات لإطالة عمر كيانهم الصهيوني في فلسطين وأراضينا العربية الأخرى، فھذھ الإتفاقيات المشؤومة كانت وبالا على الشعب الفلسطيني وعلى شعوب الأمة العربية والإسلامية كافة ويجب الخلاص منھا رسميا…
وعلى كل دول الأمة وقادتها وشعوبها وجيوشها أن يلحقوا بمحور المقاومة العربي والإسلامي، لأن ما أخذ بالدهاليز الصهيوبريطانية في الماضي البعيد والصهيوأمريكية الغربية حاليا لا يعود إلا بالمقاومة وسلاحھا ودعمھا دعما لوجستيا كاملا، وهذا هو تاريخ أمتنا العربية والإسلامية المجيدة لمن قرأ أو يقرأ التاريخ جيدا، ونرجوا من الله سبحانه وتعالى أن تتوحد الدول العربية والإسلامية وتنھض من كبواتھا لتعيد ھيبتھا بين الأمم الأخرى والتي أصبحت تصريحاتها واضحة أمام قادة المنطقة وشعوبھا كتصريحات بايدن وإدارتھ السابقة بأنھ لا يوجد لھم حليف في المنطقة إلا الكيان الصھيوني وانھم جميعا صھاينة، وتصريحات ترامب بأن (إسرائيل) ھي حليفتنا الديمقراطية الوحيدة وقادتھا ھم الأقرب وأقوى الحلفاء في المنطقة ويجب أن تتوسع إسرائيل لأني أرى أن مساحتھا صغيرة مقارنة مع مساحات الدول العربية….
لذلك عليھم وفي ھذھ الأوقات الصعبة التي تمر بھا قضيتنا الفلسطينية وأمتنا ومنطقتنا أن يفشلوا كل الرهانات على أمريكا والغرب الأعمى، والذي ينفذ أجندات الصهيونية اليهودية العالمية وفكرها التلمودي التوسعي لحكم المنطقة والأرض وما عليها لا سمح الله ولا قدر، وأن لا يسمحوا لهم بالبقاء في دولنا حتى تتوحد الأمة وتنهض ويكون لھا دور حقيقي وفعلي وقوي في المتغيرات الدولية القادمة لا محالة قريبا بإذن الله تعالى…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي…