السفارة الإيرانية في عمان تحتفل بيوم ” القدس العالمي  “

شبكة الشرق الأوسط نيوز – محيي الدين غنيم : أقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عمان وبمقرها، الإحتفال السنوي ليوم القدس العالمي، واستقبل سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عمان الأستاذ / علي أصغر ناصري وأعضاء السفارة الحضور، حيث حضر الحفل  سعادة السفير الفلسطيني المفوض الدكتور فاروق العزة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى البلاط الهاشمي الأردني، وفعاليات المجتمع المدني والشعبية. 

وألقى سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عمان الأستاذ / علي أصغر ناصري كلمة بمناسبة ذكرى يوم القدس العالمي وتاليا نص الكلمة..

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أيها الحضور الكرام؛

اليوم، وبمناسبة يوم القدس العالمي، وفي آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، نجتمع مجددًا لنؤكد أن قضية فلسطين والقدس الشريف ستظلّ القضية الأهم والأكثر محورية في وجدان الأمة الإسلامية جمعاء.
إن مبادرة الإمام الخميني (رض) بتخصيص آخر جمعة من شهر رمضان المبارك بيوم القدس العالمي نقلت نضال دعاة الحرية في أنحاء العالم من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى مرحلة جديدة، واليوم، نرى أن أكثر من ثمانين دولة، إسلامية وغير إسلامية، تحيي هذا اليوم بكل احترام، وتعبّر عن دعمها الثابت للقضية الفلسطينية.
على مدى عقود، واصل الكيان الصهيوني قمع الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، لكن هذا الشعب، في مواجهة هذه الفظائع، لم يتراجع، بل صمد بإيمان راسخ وعزيمة لا تلين، متحدّيًا آلة البطش الإسرائيلية. ورغم محاولات إسرائيل المستمرة لكسر إرادته باستخدام أحدث الأسلحة والدعم الدولي، أثبت الشعب الفلسطيني أن لا قوة يمكن أن تنال من عزيمته أو تُوقف مسيرته نحو الحرية.
إن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حربه على غزة، من قصف عشوائي للمناطق السكنية والمستشفيات والمدارس والبُنى التحتية، بلغت حدًّا غير مسبوق. فقد أسفرت هذه الهجمات عن استشهاد الآلاف، بينهم نساء وأطفال أبرياء، باستخدام قصف عنيف وغارات متواصلة. وهذه ليست مجرد انتهاكات لحقوق الإنسان، بل تُعدّ جريمة إبادة جماعية واسعة النطاق.
ولا يمكن تجاهل الدور الخطير الذي يلعبه داعمي الرئيسيين لهذا الكيان، إذ تشارك فعليًّا في هذه الجرائم من خلال الدعم العسكري والغطاء الدبلوماسي، واستخدام آلية الفيتو في مجلس الأمن لإفشال أي قرار يُدين الاحتلال. وقد شجّع هذا التواطؤ إسرائيل على الاستمرار في اعتداءاتها الوحشية ضد المدنيين العزل.
للأسف، لم تقم المنظمات الدولية بأي إجراء فعّال لوقف الحرب أو معاقبة الكيان الصهيوني على جرائمه. فقد اصطدمت كل قرارات الإدانة في مجلس الأمن والجمعية العامة بحق النقض الأميركي، وظلّت المؤسسات الحقوقية عاجزة وسلبية أمام هذا الكم الهائل من الانتهاكات.
اليوم بعض مضي سنة و نصف تقريبًا من العدوان على غزة، من الواجب التأكيد على أن تكون السيطرة على غزة بيد الشعب الفلسطيني، ويجب أن ينسحب الكيان الصهيوني انسحابًا كاملًا منها ليتمكن الفلسطينيون من تقرير مصيرهم بأنفسهم. كما لا بد من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، لوضع حد للقتل اليومي وتمكين فرق الإغاثة من الوصول الفوري إلى المصابين والنازحين، لا سيما النساء والأطفال والمرضى.
وبهذه المناسبة، نُعرب عن امتناننا للجهود الفاعلة والبنّاءة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله بن الحسين، ودور الهيئة الخيرية الهاشمية في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ورغم أن الغرب يرفع شعار حقوق الإنسان، فإنه يمارس ازدواجية فاضحة عندما يتعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين، فبينما ترتكب إسرائيل جرائم حرب في غزة، يلوذ بعض الدول الغربية بالصمت، بل ويمنحها الدعم المباشر.
وإلى جانب جرائم الاحتلال في فلسطين، فإن اعتداءاته المستمرة على لبنان وسوريا واليمن تشكّل بدورها انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وقد أدخلت المنطقة في حالة من عدم الاستقرار باستهدافه الأبرياء والتوسّع في العدوان.
إن الرئيس الأميركي، بدعمه المستمر للكيان الصهيوني، لا يُعدّ متواطئًا في هذه الجرائم فحسب، بل منح الاحتلال الضوء الأخضر لطرد الفلسطينيين من ديارهم وضمّ أراضيهم.
لقد كان شهداء المقاومة، ومنهم الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد الجنرال قاسم سليماني، رمزاً دائماً لمقاومة الظلم والفساد ولعبوا دورا بارزا في المقاومة ضد النظام الصهيوني، بتضحياتهم من أجل تحرير القدس.
السادة الأعزاء،
لقد وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم ودعمت الفلسطينيين في مختلف المجالات و عملت دائمًا على تحرير القدس الشريف وحقوق الشعب الفلسطيني من خلال تقديم المساعدات المادية والمعنوية. وتحظى القضية الفلسطينية في إيران بمتابعة في أعلى المستويات في السلطات في البلاد.
يوم القدس العالمي هو رمز لتضامن المسلمين والمقاتلين من أجل الحرية في جميع أنحاء العالم دعماً لفلسطين. ويعد هذا اليوم فرصة لزيادة الوعي العام بالقضية الفلسطينية وممارسة المزيد من الضغط على النظام الصهيوني وداعميه.
وفي الختام، لا بد من القول إن تحرير القدس، وإنهاء الجرائم والظلم بحق الفلسطينيين، لا يمكن أن يتحققا إلا بتكاتف الشعوب الحرة، ورفع الصوت عاليًا ضد هذا الكيان العنصري وكل من يسانده. فلا حرية ولا استقلال للفلسطينيين من دون مقاومة شاملة وتضامن عالمي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكما تحدث كل من الكاتب حمادة فراعنة والمحامي سميح خريس والأستاذ عمران الخطيب ، حيث تحدث كل منهم عن أهمية وماهية الإحتفال بيوم القدس العالمي، والذي يرسخ مفاهيم حق المقاومة الفلسطينية في النضال من أجل تحرير كافة الأراضي الفلسطينية.

وألقى سعادة سفير فلسطين المفوض، الدكتور فاروق العزة كلمة بهذه المناسبة

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادةَ الأخِ علي أصغر ناصري سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية حفظه الله ورعاه،
الإخوة منتسبي السفارة المحترمين ،
أصحابَ المعالي والسعادةِ والسماحةِ والنيافةِ والعطوفةِ المحترمين،
الإخوةُ، والضيوفُ الكرامُ مع حفظِ الألقابِ والمسميات
يقول سبحانه وتعالى في كتابهِ العزيز … بسم الله الرحمن الرحيم
سبحانَ  الذي أسرى بعبدِه ليلًا من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا حولَه لِنُرِيَهُ من آياتِنا إنه هو السميعُ البصير. صدق الله العظيم
واستنادًا للحديثِ الشريفِ،قال رسولُ اللهِ،صلّى الله عليه وسلّم: ما تزالُ  طائفةٌ من أمتي على الدينِ ظاهرين ،لعدوِّهم قاهرين، لا يضرُّهم مَن خالفهم إلا ما أصابهم من لولاء، حتى يأتيَهم  أمرُ الله. وهم كذلك ” ، قالوا: يا رسولَ الله :وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكنافِ بيتِ المقدس”.
نعم ،أيها السادةُ الأعزاءُ، نحن في حضرةِ القدسِ، والمسجدِ الأقصى المبارك الذي قال فيه رسولُنا الكريمُ: ” لا تُشَدُّ  الرحالُ إلّا  إلى ثلاثةِ مساجد : المسجدِ الحرامِ والمسجدِ الأقصى، ومسجدي هذا .”
فنحن وإياكم ،ويشاركنا العالمُ  الإسلاميُّ في الجمعةِ المباركةِ الأخيرةِ من شهرِ رمضانَ المبارك ” بيومِ القدسِ العالميِّ الذي نادى به
آيةُ اللهِ العظمى روحُ اللهِ الخميني ،طيّبَ اللهُ ثراه، إثرَ انتصارِ الثورةِ الإسلامية في إيرانَ عامَ ۱۹۷۹ … .
هذه الفكرةُ العظيمةُ التي عبّرت عن عمقِ وعيهِ حول أهميةِ القدس، والدلالةِ، والمكانةِ لها في ثورةٍ إسلاميةٍ أحدُ أركانِها أرقى وأقوى الجسورِ مع بوابةِ الأرضِ إلى السماء ” إنّها القدسُ ” مسرى سيّدِنا محمدٍ-صلّى الله عليه وسلّم” ،وقيامةُ السيدِ المسيحِ عليه السلام.
فقد كان زعيمُ الثورةِ الإسلاميةِ ذا حكمةٍ عاليةٍ وبليغةٍ وعظيمةٍ عندما اختار الجمعةَ الأخيرةَ من شهرِ رمضانَ ليكونَ يومًا  عالميًّا من أجلِ القدسِ.
فيومُ الجمعةِ، هو اليومُ الأفضلُ في الأسبوعِ عند اللهِ سبحانه وتعالى، وشهرُ رمضانَ هو الشهرُ الذي أُنزلَ  فيه القرآنُ ، والقدسُ لها مكانةٌ  روحيةٌ لدى الأمةِ العربيةِ
والإسلاميةِ، ومهوى أفئدةِ البشريةِ الأوفياء جمعاءَ للعقيدةِ والدين.
إنّ هذه المناسبةَ التي أطلقها المرشدُ الأعلى للثورةِ الإسلاميةِ في إيران آيةُ اللهِ الخميني منذ عقودٍ، هي فرصةٌ لتذكيرِ الأمتينِ العربيّةِ والإسلاميةِ بأنّ القدسَ كانت ،وما زالت   على رأسِ أولوياتِ الاحتلالِ الصهيوني لأرضِنا منذ النكبةِ السوداء عامَ ١٩٤٨ إلى أن اكتملَ احتلالُها عام ١٩٦٧ ، وهي تتعرضُ إلى تهويدٍ مستمرٍّ من قبلِ سلطاتِ الاحتلالِ لِطمسِ هويّتِها العربيةِ والإسلامية، بما في ذلك تشريدُ، وتشتيتُ، وترحيلُ سكانِها، والحفرُ تحت المسجدِ الأقصى المباركِ.
الأمرُ الذي يهدّدُ انهيارَ جدرانِ المسجدِ الأقصى المبارك… .
فعلى الرغمِ من المسيراتِ العظيمةِ التي تجوبُ شوارعَ العالمِ أجمع منددةً بجرائم الاحتلالِ الصهيونيِّ بحقِّ القدسِ وسكانِها إثرَ انتصارِ الثورةِ الإسلاميةِ في إيران بفضلِ الفكرةُ العظيمةِ للراحلِ الخميني، واستمرارِ المرشدِ القائدِ علي خامئني على نهجِه مهما كان حجمُ التهديداتِ والتضحياتِ بِعَدِّهِ واجبًا دينيًّا مقدسًا،
وتأكيدًا على عمقِ الإيمانِ بالفكرةِ وسلامةِ النهج.
إلّا  أنَّ القدسَ تضيعُ وتُهوَّدُ ،وهي في خطرٍ حقيقيٍّ .. والمسجدُ الأقصى على وشك الانهيار، والعدوُ الصهيونيُّ يضخ ُّ ملياراتِ الدولاراتِ من أجلِ عبرنة  القدسِ وتهويدِها، وآلافُ المستوطنين يقتحمون باحاتِ الأقصى بحراسة جيش الاحتلال الغاشم ،ويقيمون الصلواتِ التلموديةِ داخلَه في تحدٍّ  واضحٍ لمشاعرِ مليار ونصف من المسلمين دونَ عملٍ ملموسٍ على الأرض يعطي الأملَ بأن تنهضَ الأمةُ من أجل إنقاذِ القدسِ وتحريرِها من الاستعمارِ الصهيونيِّ المجرم…
لذلك نحن بحاجةٍ إلى ترجمةِ هذه الفكرةِ العظيمةِ التي أطلقها الخميني منذ أكثرَ من ستة وأربعين عامًا إلى فعلٍ حقيقيٍ على الأرض يبعثُ الأملَ في نفوسِ المسلمين ،ويعيدُ أمجادَ صلاحِ الدين الأيوبي من خلالِ وحدةِ الأمةِ نحو هدفِ تحريرِ القدس من أيدي العصاباتِ الصهيونية .. .
وردًّا  على الشعار الصهيوني الذي كان يردّدُه ابنُ غوريون ” مَنْ يحكمِ القدسَ يحكمِ العالم .
أصحابَ المعالي والسعادةِ والسماحةِ
تأتي هذه المناسبةُ اليومَ في ظل استمرارِ قواتِ الاحتلالِ الصهيوني بارتكابِ
الإبادةِ الجماعيةِ والتطهيرِ العرقيِّ ضد شعبِنا الفلسطيني في غزةَ لأكثرَ من سبعةَ عشرَ شهرًا، وما زال  الجيشُ الإسرائيليُ يواصلُ ارتكابَه الجرائمَ البشعةَ، ومئاتَ المجازرِ التي يشاهدها العالمُ عبرَ شاشاتِ التلفزةِ العالمية؛ مستهدفًا  المدنيين الفلسطينيين أطفالًا ونساءً وشيوخًا، وصحفيين ،وأطباءَ وممرضين، وتدميرَ المنازلِ والمدارسِ والمستشفيات ،ودورِ العبادةِ من مساجدَ وكنائسَ مستخدمًا المدافعَ والطائراتِ ،والمسيَّراتِ العسكرية ،والقنابلَ والصواريخَ  المحرمة دوليًّا بمشاركةٍ عسكريةٍ وتغطيةٍ سياسيةٍ من الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية، وهي الدولةُ الوحيدةُ في العالم التي تتجاهل تضحياتِ شعبِنا على مدى ٧٦ عاماً بفعلِ خضوعِها للوبي الصهيوني الذي يفقدها حقَّ زعامةِ العالم، بل ويقودها آجلًا أم عاجلاً نحو العزلة.
الإخوة الأعزاء،
إنّ استمرارَ معولِ التدميرِ والخرابِ لغزةَالعزة  منسجمٌ مع برامجِ حكومةِ التطرفِ السادسةِ بقيادةِ نتنياهو التي تنكر وجودَ الشعبِ الفلسطيني، كما أنّ الخرائطَ التي حملها سموتيريش إلى  باريس وقال: إن يهودا والسامرة هي دولتنا، وأرضُ الميعاد ،وحينما سُئل عن الشعبِ الفلسطيني، وهل سيُرحلون إلي الأردن ؟أجاب :أن الأردن جزء من دولتنا، ولا يوجد ما يسمّى( شعب فلسطيني)، وإن وجد، فهو شعب مخترع ،وكذلك الخارطة التي عرضها نتنياهو في الأمم المتحدة مدّعيًا أنّ الفلسطينيين لا يتجاوزون 2 % من العرب وأنا  ماض معهم للتطبيع متجاهلاً قواعدَ القانون الدولي ،وحقوقَ الشعب الفلسطيني، وقراراتِ الشرعية
الدولية بهذا الخصوص. معتمداً على قوانين الكنيست على مدار الحكوماتِ السابقةِ بيهوديةِ الدولة ،وعدمِ حقِّ تقريرِ المصير لغير اليهودِ بين قوسين ” على أرضنا فلسطين”.
إنّ  المعادلةَ الثمينةَ والضامنةَ لنا نحن الفلسطينيين بسالةُ شعبِنا وعدالةُ قضيتنا، والتناوبُ حتى في عزّ خلافاتنا في حمل الراية، فما إن سقطت في ساحة إلّا ارتفعت بأخرى ….. .
وإنّنا الشعبُ الذي صنع أطولَ إضرابٍ في تاريخ البشريةِ ضد بريطانيا العظمى ؛الدولة المستعمرة عام ۱۹۳٦ والذي استمرَّ  ستةَ شهورٍ (۱۸۰ (يومًا) وهذا ما يتجددُ اليوم قتالاً ضارياً وصموداً اسطورياً في وجه التحالف الصهيوأمريكي وأن حجمَ الكارثةِ الإنسانيةِ التي حلّت  بشعب غزة، والتي أسقطت القناعَ عن الوجه القبيحِ لأمريكا التي لم تعدْ قادرةً على قيادة العالم كما هي إسرائيل، التي لم تعدْ قادرةً على شنِّ حربٍ دون أمريكا، التي فقدت إنسانيتها أو الفوزَ  في مواجهةِ نظامٍ عالميٍ جديدٍ يتشكل تحت النار، يعطي لساكني الكوكب فرصَ الأمن والسلام بعيداً عن الكيل بمكيالين ،وازدواجيةِ المعايير التي تمارسها الإدارةُ المتصهينة في البيت الأبيض، كأن تفتح
جسرًا  جويًّا بنقل آلاف أطنان السلاح لإسرائيل ، وترسل طائراتٍ تلقي بموادَّ
غذائيةً لمنعِ المجاعةِ في غزة، أو تبني رصيفاً بحرياً بحق توفير الإغاثة والقصد
منه السيطرةُ على بئر الغاز في شمال غربِ غزة، والترحيلُ الطوعيُ والقسريُ لأهلِ غزة الذين ضاقت بهم السبلُ إذ لا قيمةَ لقرارات مجلسِ الأمنِ أو محكمةِ العدل الدوليةِ ومحكمةِ الجنايات في هذه الحقبةِ اللعينةِ الأمريكية،
وهي تمثّلُ شريانَ حياةِ دولةِ الاحتلال لأرضنا فلسطين،وتُسيمُ العذابَ لشعبنا على مدار خمسةٍ وسبعين عاماً متنكرة لقرار الرئيسِ ترومان الذي ربط قيادةَ دولةِ الكيان بقرار التقسيم ۱۸۱ وحقِّ اللاجئين بالعودة والتعويضِ وفق القرارِ .١٩٤
الإخوة الحضور،
و نحن في فلسطين عندنا توقعاتٌ ورهاناتٌ أكثر من غيرنا على هذا الدورِ الملحوظِ بقوةِ  الاتجاه نحو التحررِ من قوى الهيمنةِ والاحتلالِ في خضم ما يجري من إعداد صيغةٍ أخرى للمنطقة والعالم ،مما ينعكس إيجابًا  على قضيتنا العادلةِ، ويخفف آلامَ شعبِنا المظلوم …. بخاصةً وأن طوفانَ الأقصى قد أعاد القضيةَ بعشرات آلافِ الشهداءِ الصاعدين بإذن الله على مدرجِ النور إلى  السماء كأعدلِ الرسالات إلى  السماء، مع مئات الآلاف يعانون الجراحَ ،وفقد كلَّ مؤيداتِ الحياة… أصبحوا يحاصرون الصهاينةَ في حاضناتهم في أوروبا وأمريكا ،وتعود فلسطينُ الأصغرَ جغرافياً، تشغل دوائرَ العالم مجدداً … ،وتعود الرقمَ الصعبَ في معادلة الصراعِ في الشرق الأوسط.
فالتحيةُ إلى  شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات الذي يمثلُ ضميرَ أحرارِ الأمةِ، والتحيةُ إلى أنطونيو غوتيريش الأمينِ العامِ للأممِ المتحدةِ والأسرة العربية
في الأمم المتحدة، وبخاصةً جمهوريةَ جنوبِ افريقيا التي تحملت مسؤوليةَ محاكمةِ إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وكلُّ  الدول التي فرزت نفسَها بعيداً عن الإدارة الامريكية التي هدرت دمَ الشعبِ الفلسطيني بعمل الفيتو ثلاثَ مراتٍ على إجماع العالمِ على وقف إطلاق النار .
وفي الختام نكررُ التحيةَ والتقديرَ للجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةُ مرشداً ورئيساً وشعباً وحكومةً بالسير على نهجِ الزعيم الراحلِ آيةِ الله الخميني صاحبِ الحضور المشع
في هذه المناسبةِ، وكما ورد في الذكرِ الحكيمِ (( وقلِ اعملوا فسيرى اللهُ عملَكم ورسولُهُ  والمؤمنون، وسَتُردُّون إلى عالمِ الغيبِ والشهادةِ فينبئكم بما كنتم تعملون)) صدق الله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

smart
smart
smart
smart
smart

 

smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
smart
قد يعجبك ايضا