*فادي السمردلي يكتب؛(جاي يبيع المي في حارة السقايين🫵) بين التذاكي الفارغ🤣 والقيادة الوهمية😉*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
في الحياة، كما في كل مجال، هناك أشخاص يحاولون أن يثبتوا أنفسهم بطرق غير صادقة، معتقدين أنهم قادرين على خداع من هم أكثر خبرة وذكاء منهم وهؤلاء يشبهون تمامًا من يحاول أن يبيع الماء في حي يعج بالسقاة، أي أنهم يأتون بأمور يظنونها جديدة أو عظيمة، لكنها في الواقع مجرد تكرار لما هو معروف عند أهل الخبرة ويبرز هذا السلوك بشكل خاص عند من يحاولون التذاكي بين الأذكياء، أو من يسعون جاهدين للظهور كقادة بين القادة الحقيقيين، فينتهون بأن يكونوا أضحوكة بدلاً من أن يكونوا مصدر إلهام.
يخطئ بعض الناس عندما يعتقدون أن التلاعب بالكلمات أو استخدام المصطلحات المعقدة يمكن أن يجعلهم يبدون أكثر ذكاءً فهؤلاء يحاولون إقناع الآخرين بأنهم يمتلكون معرفة واسعة وفهماً عميقاً، لكنهم يواجهون مشكلة كبيرة عندما يجدون أنفسهم وسط عقول حقيقية تفكر بطريقة نقدية وتحليلية فالأذكياء لا يحتاجون إلى إثبات ذكائهم، لأنهم ببساطة يظهرون ذلك من خلال أفكارهم، من خلال منطقهم السليم، ومن خلال قدرتهم على الإبداع والابتكار. أما المتذاكون، فسرعان ما ينكشف زيفهم عندما يطرحون أفكارًا سطحية لا تصمد أمام النقاش الحقيقي والمثير للسخرية أنهم لا يدركون أنهم ليسوا أذكياء كما يظنون، بل يفضحون جهلهم كلما حاولوا الظهور بمظهر العباقرة.
ومثلما يحاول البعض التذاكي دون امتلاك ذكاء حقيقي، هناك من يسعون إلى تزعّم المواقف وقيادة الناس دون امتلاك أي مقومات تؤهلهم لذلك يظنون أن القيادة تعني إصدار الأوامر، رفع الصوت، وإلقاء الخطابات الرنانة، لكن القائد الحقيقي ليس من يتحدث كثيرًا، بل من يُلهم من حوله، ويؤثر فيهم بأفعاله قبل أقواله. القيادة تتطلب رؤية، حكمة، شجاعة، وقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات الحرجة، وهي صفات لا يمتلكها كل من ادّعى القيادة لذلك، من يحاول أن يتزعم دون أن يكون أهلاً لذلك، سرعان ما يجد نفسه معزولًا أو مرفوضًا من قبل من حوله، تمامًا كمن يحاول بيع الماء لمن هم أكثر خبرة منه في بيعه.
الحياة كفيلة بكشف كل من يحاول أن يخدع الآخرين بذكاء مصطنع أو قيادة زائفة. قد ينجح البعض في خداع الناس لفترة قصيرة، لكن الحقيقة لا تبقى مخفية إلى الأبد، وسرعان ما ينكشف الأمر عندما يواجهون اختبارًا حقيقيًا فلا يمكن للجاهل أن يستمر في ادعاء المعرفة بين العلماء، ولا يمكن للمتذاكي أن يخدع الأذكياء إلى الأبد، كما لا يمكن للمدّعي أن يصبح قائدًا فقط لأنه قرر ذلك بنفسه. الأمور لا تقاس بالمظاهر، بل بالجوهر، ومن لا يمتلك جوهر الذكاء أو القيادة، فلن ينجح مهما حاول أن يتصنع أو يخدع الآخرين.
ختامًا لا تضع نفسك في موضع السخرية فإذا كنت لا تمتلك الخبرة أو المعرفة، فلا تحاول أن تقدم نفسك كخبير بين أهل الاختصاص، وإذا لم تكن لديك صفات القيادة، فلا تحاول أن تفرض نفسك كقائد لأنك في النهاية ستجد نفسك في موقف لا تحسد عليه، تمامًا مثل من جاء ليبيع الماء في حارة مليئة بالسقاة فبدلاً من محاولة الادعاء، من الأفضل أن تسعى لاكتساب المعرفة الحقيقية، وتطوير قدراتك، حتى تصبح جديرًا بالمكانة التي تطمح إليها.