قضيتنا في القلب وأمننا في الحدق رسالة إلى أهل الحمى

د. هاني محمود العدوان …. 

 

يا أهلنا في هذا الحمى الأشم، يا سادة النخوة، يا نبض الأردن الأصيل، يا سلالة العروبة الشماء
في هذه اللحظات الفارقة التي تجتاح أمتنا، حيث تتصاعد آلام قضيتنا الأم فلسطين وتتكثف وطأة العدوان على أهلنا الصامدين في غزة، يرتفع صوت الحق مدويا من حناجركم الأبية، مطالبا بالعدل ونصرة المظلوم، هذا هو عهدنا بكم، يا أهل النخوة، وهذا هو جوهر انتمائكم الأصيل
لكن، وألف لكن، عندما ينحرف هذا الصوت الصادق ليتحول إلى نبرةٕ نشاز تخترق حصن الوطن، هنا يكمن الخطر الداهم، هنا يجب أن يعلو هدير العقل والحكمة ليغلب كل صوت عابر
جيشنا العربي الباسل، سور الوطن المنيع ودرعه الواقي، يقف شامخاً على ثغورنا، يحرس حدودنا بعيون ساهرة لا تنام، ويذود عن أمننا ليل نهار، هو السند الذي لا يلين، إليه نلتجئ في وجه كل التحديات العاصفة
تاريخ هذا الجيش العظيم، المجبول بالتضحيات الجسام، يشهد على بطولاته الخالدة دفاعا عن ثرى الأردن الطهور وعروبة فلسطين الأبية
كيف لنا أن نمحو من ذاكرتنا سطور العزة في القدس واللطرون وباب الواد، كيف لنا أن نتجاهل جهوده المضنية، بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، في إيصال شريان الحياة والدعم الإنساني لأهلنا المحاصرين في غزة، جوا وبرا، هذه التضحيات محفورة في وجدان الأمة، لا يمحوها تقادم الأيام
أما جهاز المخابرات العامة، العين الفاحصة واليد الأمينة على استقرار هذا الحمى وأمنه، فيعمل بصمت وإخلاص، جنديا مجهولا يسهر على حماية الأردن من كل متربص وعدو، ويقف سدا منيعا في وجه كل التحديات المحدقة
هؤلاء الأبطال، الذين يعملون خلف الستار دون كلل أو ملل، لا ينتظرون جزاءً ولا شكورا، لكنهم يستحقون منا جميعا أسمى آيات الاحترام والتقدير، فهم صمام الأمان لوطننا الغالي
علينا أن ندرك جميعا، وبكل وعي ومسؤولية، أن أمن الأردن واستقراره هما خط أحمر قاني، لا يمكن لأي كائن من كان أن يدنسه أو يتجاوزه يجب أن نكون صفاً واحدا متراصاً في وجه كل المحن، وأن نعمل بقلب واحد لتعزيز وحدتنا الوطنية والوقوف خلف قيادتنا الحكيمة التي تقود سفينة الوطن بحكمة واقتدار
هذا ليس مجرد واجب وطني فحسب، بل هو ما يمليه علينا ضميرنا الحي ووفاؤنا لهذه الأرض الطيبة
ليعلم القاصي والداني أن الأردن سيبقى شامخا كشموخ جباله، قويا كصلابة أرضه، وسيواجه كل التحديات بعزيمة لا تلين وإصرار لا يعرف المستحيل
يجب أن نعي تماماً أن “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها”، إن محاولات بث الفرقة وزعزعة الصف الوطني هي أشد خطراً من أي عدو خارجي، فهي تستغل الظروف الصعبة وتلعب على المشاعر النبيلة لتحقيق مآرب خبيثة، علينا أن نكون يقظين لكل محاولات التشكيك والتحريض، وأن نميز بين الصوت الصادق النابع من حرقة القضية وبين النفخ في نار الفتنة الذي يهدف إلى إضعافنا من الداخل
حماية وحدتنا الداخلية وتماسكنا الوطني هو السد المنيع الذي يحمي أردننا من كل الشرور، ويحصننا في وجه التحديات، ويمكننا من دعم قضيتنا بكل قوة وثبات
سنبقى أوفياء لعروبتنا الأصيلة وقضيتنا المركزية، فلسطين، التي تسري في عروقنا مجرى الدم، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة لتعزيز أمننا واستقرارنا، وحماية مكتسباتنا، والمضي قدما نحو مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة هذا هو عهدنا، وهذا هو قسمنا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.