“الأرضُ لا تستطيعُ الانتظارَ فحافظوا عليها” مِن نِداءات قداسة البابا الراحل فرنسيس
بقلم حنا ميخائيل سلامة نعمان …..
لمَّا كان العَالَم بأسرهِ كما نحنُ، نفتقدُ بأسىً وحُزنٍ رحيلَ قداسة البابا فرنسيس عن عالَمِنا وانتقالهِ إلى الأخدار السَّماوية صباح يوم الاثنين الموافق 21/4/2025 فإنَّ مَسيرة حياته التي كانت مُزدهرةً بالإشعاعات الروحية، والعطاء الإنساني بأبْعادِهِ المختلفة المُتشعِّبة ستبقى خالدةً، بل بُوصلة وَضَّاءَةً تهدي لِما فيه خير الإنسان واستقراره وأمانه وكرامته مهما اختلفت عقيدته، ولونه، وثقافته وأصوله.
وَحَريٌ أن نُبقي في ذاكرتنا مَسَاراً أولاهُ قداسته رَحِمَه الله أهمية بالغة بتركيزهِ على ” ضرورة إنقاذ كوكب الأرض وحماية البيئة البشرية”. حيث كان يدعو وباستمرار لإزالة جميع التَّعدِّيات على الأرض دونما إبطاء ” فالأرض لا تستطيع الانتظار” كما كان يقول مُضيفاً أنها: ” بيتنا المشترك، فمن حقها الرعاية من خلال دعم وتوسيع الجهود وبشكلٍ ناجحٍ ولمنع تدهور النظام البيئي وَوَقفهِ”. ومعتبراً الحفاظ على البيئة وحمايتها من قِبل جميع مكونات المجتمع مسألة أخلاقية. وكان يَحُثُّ “على حماية الحياة الإنسانية بذاتها كونها عطيَّة من الله”. وكثيراً ما أكَّد “أنَّ تعزيز الخير العام على كوكب الأرض على المدى البعيد يُعد أمراً جوهرياً” وحول ظاهرة التغير المناخي هذه المشكلة العالمية بأبعادها المختلفة وتحدياتها نَبَّه قداسته لمراتٍ ” إلى أنَّ هناك اعداداً لا حصر لها تتأثر بالأزمة المناخية التي تُلقي بظلالها وخاصة على الأكثر ضعفاً”.
وفي السياق ، فقد كان لرئيس جمعية التغير المناخي وحماية البيئة الأردنية، رئيس مركز عمَّان للسَّلام والتنمية اللواء المتقاعد منصور أبو راشد شرف الالتقاء بقداسته في المقر البابوي بالفاتيكان في شهر حزيران 2019 حيث تطرَّق في اللقاء لظاهرة التغير المناخي وتأثيراتها على عَالَمِنا، وما يتعلق بالجهود المبذولة من قِبل الجمعية التي أُسِّسَت سنة 2014 مِن قِبَل نُخبةِ مُتطوِّعينَ واستقطبت مُهتمينَ ومُختصين في المجالات المختلفة يُساهمون حسب رسالة الجمعية -غير الرِّبْحِية- في مَشروعاتٍ تتعلق بالتغير المناخي وبرامجَ وأنشطة بيئية وفي مجال التوعية والإرشاد في المجتمعات المحلية ومع شريحة الشباب ومُنوِّهاً للتعاون القائم مع الجهات الرسمية وغيرها.
ومن جانبٍ آخر، ولحرص قداسته -رَحِمه الله – وَمَا عُرِفَ عن جهوده الدؤوبة لتحقيق السلام بين الدول لما فيه مصلحة الشعوب قاطِبةً ومستقبلِ أجيالها، فقد ثمَّن عالياً في ذلكَ اللقاء جهود العاملين بشأن السلام العالمي والتقارب بين الشعوب بما في ذلك عملهم الدؤوب لترسيخ قِيَم العدالة والحرية وكرامة الانسان. وتمت الإشادة في نهاية اللقاء بدعوة قداسته للتمسك بِقِيَم السلام وتعظيم الأخوَّة الإنسانية وتفعيل ثقافة الحوار والتفاهم لبناء مستقبل مزدهر آمِنٍ للأجيال.
بقيَ أن نترحمَ على روح قداسته وقد أجزلَ العطاء والتفاني والتضحية للبشرية بأجمعها وفي الأصعدةِ كلها، وليَكُن مُقامه مع القديسين في ملكوت السماوات.
بقلم حنا ميخائيل سلامة نعمان
عضو الهيئة الإدارية جمعية التغير المناخي وحماية البيئة الأردنية
[email protected]


