*فادي السمردلي يكتب : الأردن لا ينظر إلى الأسفل… والسيادة ليست موضوعًا للنقاش*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
الأردن ليس ملعبًا مفتوحًا للمتطفلين، ولا فناءً خلفيًا لمن اعتادوا التسلل والتطفل على سيادة الدول فمن يظن أن الأردن سيقبل يومًا التدخل في شؤونه، أو الإصغاء إلى أصوات نشاز تتطاول عليه من الخارج أو الداخل، فهو لم يفهم بعد أنه أمام دولة مكتملة الأركان، لها مؤسساتها الراسخة، وقضاؤها النزيه، وأجهزتها الأمنية القادرة على صون الأمن والاستقرار بميزان دقيق لا يعرف الهوى ولا يُدار بالتحريض فهذا البلد لا يُحكم بالمزاج، ولا يُسيَّر بردات فعل غوغائية، بل بمنظومة متكاملة تضرب حين يجب، وتحكم حين يلزم، وتحاسب حين تستوجب المسؤولية ذلك.
الأردن لم ينزلق يومًا إلى أن يُدار بردود الفعل أو بالضغوط الخارجية، ولم يسمح لأحد أن يفرض عليه خطابًا، أو يُملي عليه أجندة، أو يعلمه أبجديات الأمن والسيادة لأن في هذا البلد مؤسسات تعرف كيف تدير الأزمات، وتفكك المؤامرات، وتحبط محاولات الاختراق قبل أن تنمو فلدينا أجهزة أمنية تعرف أين تضع قدمها، وقضاء يعرف كيف يصون الحق ويحفظ التوازن، وقيادة لا تساوم على كرامة الدولة، ولا تهادن في ملفات السيادة مهما كانت الكلفة.
من يتحدث عن “دعوات” او “نصائح” للأردن، فليحتفظ بها لنفسه، لأننا لا نأخذ رأيًا من جهة ترى نفسها أكبر من الدولة الأردنية، ولا ننتظر دروسًا من تجار المواقف أو رموز الفوضى الناعمة فمن يظن أن الأردن سيقبل بإملاءات خارجية أو محاولات تسلل تحت شعارات حرية أو إصلاح، فليقرأ تاريخ هذه الدولة، وكيف أنها بقيت عصية على كل محاولات الاحتواء أو التطويع فالأردن ليس بحاجة لمن “يرشده”، بل العالم من حوله يحتاج إلى دروس من تجربته في التوازن، والكرامة، والثبات.
ونقولها بلا مواربة أمن الأردن يُدار من عمان، لا من نباح الخارج وقضاياه تُناقش في قاعات المحاكم، لا في منصات الفوضى وإن كنا لا نرد على كل تافه، فهذا ليس ضعفًا، بل لأننا دولة تعرف قيمة الرد ومتى يكون الرد ضرورة، لا تسلية. أما حين يتم تجاوز الخطوط الحمراء، فإن الرد الأردني لا يكون مجرد بيان أو تصريح، بل فعلًا يكتب على الأرض، لا على الورق.
الأردن لا يحتاج أن يثبت لأحد أنه دولة قانون، ولا أن يقدم تقارير تبريرية لمن لا شأن له بما يدور هنا فلدينا من العدالة ما يكفينا والتي يفتقدها أولئك المنظّرين، ولدينا من الشجاعة ما يجعلنا نواجه أي تجاوز، ولدينا من السيادة ما يمنع أي دخيل من أن يطأ حدود القرار الوطني.
فاحذروا أن تُخطئوا التقدير نحن لسنا دولة رخوة، ولسنا مضطرين لتبرير وجودنا، ولسنا ملزمين بإرضاء من لا يرقى حتى لأن يُخاطبنا فمن أراد أن يحترم الأردن، فليخاطبه كدولة لا ككائن هش، ومن أراد التطاول، فليتذكر أننا نملك أدوات الردع، ولدينا مؤسسة قضائية مستقلة لا تأخذها في الحق لومة لائم، وأجهزة سيادية تعرف كيف تحمي هذا البلد من العابثين والمتآمرين والمغفلين في آنٍ معًا.
والسيادة لا تُناقَش، ولا تُساوَم، ولا تُستجدى فالسيادة تُحمى… ونحن نحميها بكل ما أوتينا من قوة.