*فادي السمردلي يكتب: الأمانة نهج لا شعار*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  ….

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

الأردن والأردنيون يريدون شخوصاً أمناء، يحفظون الأمانة ويصونونها، ويؤمنون أن الموقع العام مسؤولية لا مكافأة، وأن المنصب تكليف لا تشريف فالأمانة في نظر الأردنيين هي حجر الأساس في بناء دولة عادلة ومستقرة، وهي أولى المعايير التي يجب أن يحملها كل من يتولى مسؤولية، صغيرها قبل كبيرها فما يطلبه الأردنيون هو أن لا يكون الموقع وسيلةً للجاه أو المصالح، بل أداة لخدمة الوطن والمواطن، وأن يكون كل من يتبوأ منصباً على قدر الثقة الممنوحة له، يتحرك بروح الواجب ويعمل بإخلاص، لا رياءً ولا طمعاً.

وهذا بالضبط ما يؤكده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في كل خطاب وتوجيه، حيث يضع الأمانة والصدق مع الذات والوطن في مقدمة شروط العمل العام فالملك لا يكلّ ولا يملّ من التأكيد على أن من لا يصون الأمانة لا يستحق الموقع، ومن لا يتحمل المسؤولية بجدية والتزام لا مكان له في خدمة الدولة فالرسائل الملكية المتكررة، سواء في الأوراق النقاشية أو المناسبات الوطنية، تطالب بمسؤولين يتحلون بروح الشفافية والانتماء الحقيقي، رجال يؤمنون بالعمل لا بالكلام، وبالعطاء لا بالامتيازات، ويترجمون القسم الذي أدّوه إلى ممارسة يومية تحكمها المبادئ لا المصالح.

الأردنيون اليوم لا يريدون أكثر من أن تُدار دولتهم بمنطق الأمانة والكفاءة، وأن يكون من يتولى القرار على وعي تام بأن أي تقصير في المسؤولية هو تفريط في الوطن نفسه فالاردنيون شعب واعٍ، يريدون أن يروا في مواقع القرار من يحمل همّهم، يشعر بمعاناتهم، ويعمل بصمت وجدية لتغيير الواقع نحو الأفضل وهذا كله لا يتحقق إلا برجالٍ أمناء، لا يخونون الثقة ولا يبدّدون المقدّرات.

جلالة الملك، في كل مناسبة، يرفع سقف التوقعات نحو الأفضل، ويطالب بالجدية في الإصلاح، وبتقديم المصلحة العامة على أية حسابات أخرى وهذه الرؤية الملكية السامية تتناغم تماماً مع ما يريده الأردنيون، فهم لا يطلبون امتيازات ولا يسعون للرفاه على حساب الدولة، بل يريدون العدالة، والنزاهة، والفرص المتكافئة ولذلك، فإن ما يجمع تطلعات الشعب مع توجيهات القائد هو هذه الكلمة البسيطة والعميقة: “الأمانة”.

إن الأردن اليوم، في ظل هذه المرحلة الحساسة، بحاجة إلى أن تتجسد الأمانة في كل موقع ومسؤول، وإلى أن تترسخ ثقافة العمل الوطني النزيه في كل مفصل من مفاصل الدولة فكما يؤمن الملك، لا إصلاح بلا مسؤولين أمناء، ولا بناء بلا رجال مخلصين، ولا مستقبل دون أن تكون الأمانة هي البوصلة الأولى والأخيرة في الحكم والإدارة فهل نحن مستعدون اليوم لنترجم هذه القيم من الأقوال إلى الأفعال؟ وهل نملك الشجاعة لنضع الأمانة قبل كل شيء، تماماً كما يريدها الأردنيون ويجسدها جلالة الملك؟

قد يعجبك ايضا