*فادي السمردلي يكتب :من وحي الخيال مسرحية فاسدون خلف الستار🫵*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
(مسرحية من وحي الخيال، وأي تشابه مع الواقع ليس إلا من قبيل المصادفة ومن شعر بأنها تمسّه، فذاك شأن فالمشاهد الخيالية تسقط الضوء على فئة من الفاسدين، تصدروا المشهد وهم يُغرقونه من الداخل في بلد من وهم)
ترفع ستارة المسرح لتبدا المسرحية
الشخصيات الرئيسة :
صاحب النفوذ: رجل يتصدر المشهد الوطني بوجه ناعم وكلام معسول، لكنه في الظل يدير شبكة فساد ضخمة.
الوسيط: يداه لا تتسخان مباشرة، بل يُسهّل الصفقات ويبرر الانحرافات.
صاحبة المبدأ: شخصية مؤمنة بالوطن، تعمل، يكتشف حجم الخديعة.
الشريك الخفي: يعيش خارج البلاد، يرتدي عباءة الاقتصاد والاستثمار، بينما يدفع عجلة الخراب من الخلف.
الرأي العام (صوت جماعي): يظهر على هيئة أصوات متقطعة، مترددة، تراقب، تتساءل، ثم تصمت أحيانًا.
المشهد الأول: “واجهة لا تشبه الحقيقة”
ديكور فاخر ، قاعة اجتماعات فخمة، شاشات تعرض إنجازات وطنية، أوراق وعقود على الطاولة.
صاحب النفوذ (يتحدث أمام جمع):
“نحن هنا لأجل الوطن… نبنيه لبنة لبنة، نمنع الفساد ونحارب التلاعب. هذا وعد.”
(بينما تنخفض الأضواء تدريجيًا ويظهر نفس الرجل في غرفة مظلمة، يوقع على اتفاقية تبييض أموال باسم “شراكة خارجية”)
المشهد الثاني: “المال لا رائحة له”
لقاء سري في قاعة خلفية لمبنى رسمي… ملفات تمر من يد ليد، حواسيب محمولة تُغلق بسرعة عند أي صوت.
الوسيط:
“التحويل آمن… الشركة تم تسجيلها باسم غير مرتبط بك فلا يمكن تتبع شيء المصلحة تمّت، والورق نظيف.”
صاحب النفوذ:
“طالما أن الصورة أمام الناس ناصعة البياض، لن يهمّ ما نخفيه تحتها… دعهم يحتفلون، ونحن نحصد.”
المشهد الثالث: “الوطن على الهامش”
مكتب بسيط، صاحبة المبدأ أمام كمبيوتر، تقرأ تقارير مالية تحمل تناقضات لا تُبرر.
صاحبة المبدأ (تحدث نفسها):
“كيف يتحول المال إلى عقارات في الداخل والخارج؟ كيف تتكرر أسماء وهمية ورموز ؟ ولماذا الصمت عما يدور؟”
(صمت ثقيل، قبل أن تظهر رسالة تحذير على الشاشة “أغلقي الملف… أو يُغلق عليك كل شيء.”)
المشهد الرابع: “انتماء مزيف”
مناسبة وطنية، أناشيد، أعلام، كلمات براقة.
صاحب النفوذ (يلقي خطابًا):
“نحن خط الدفاع الأول عن هذا الوطن! كل ما نقوم به هو لأجل الشعب!”
(التصفيق يعم القاعة، بينما في الزاوية الخلفية، تظهر لقطات من أرشيف العمليات المالية المشبوهة.)
الرأي العام (بهمس):
“صوته جميل، كلماته مدهشة… لكن لماذا نشعر أن أيدينا فارغة وجيوبهم ممتلئة؟”
المشهد الخامس: “التضحية”
مواجهة بين صاحبة المبدأ والمجموعة الفاسدة في قاعة صغيرة بلا كاميرات.
صاحبة المبدأ:
“أنتم تحمون مصالحكم، لا الوطن وتختبئون خلف القوانين التي تلاعبتم بها!”
صاحب النفوذ (ساخرًا):
“نحن القانون… ومن لا يعرف طريق النجاة، يغرق وحده الوطن؟ اسألي من يصدّق الشعار.”
(تخرج وهي ممزقة بين الخوف والإصرار، وتُسدل الستارة على عينيها المليئتين بالحيرة)
المشهد الأخير: ” لا محاسبة”
قاعة عدالة مهجورة، طاولة فارغة، أوراق تتناثر، بينما صوت جماعي يردد:
الرأي العام:
“كل شيء قانوني… على الورق فقط والفساد؟ ملفّ لا يُفتح… إلا إذا أذِن به أصحاب الفساد أنفسهم.”
(صوت الوطن يأتي من بعيد، ضعيفًا، مختنقًا:)
“ألا من فاضح وكاشف… ألا من مُخلِص…؟”
(لكن لا أحد يجيب.)
الستار يُسدل ببطىء… على وطن طُعن ممن قالوا إنهم حماته.