*فادي السمردلي يكتب: من شرارة الفكرة للغنيمة ثم الفرار بمبدأ🫵 (أنا ومن بعدي الطوفان!)*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
في المشاريع الجماعية، وفي كل فكرة صادقة تنطلق من روح التعاون والمصلحة العامة، دائمًا من يتسلل إليها وهو لا يرى فيها سوى فريسة للاصطياد ووسيلة لبلوغ غايته الخاصة لذا فلا نبالغ إن قلنا إننا تعبنا من رؤية ذات السيناريو يتكرر بوجوه مختلفة، لكن بعقلية واحدة عقلية “أنا ومن بعدي الطوفان”.
هؤلاء يبداؤون معنا المسير وكأنهم يحملون الهمّ العام على أكتافهم، يتحدثون بلسان الجمع، ويُظهرون هدفهم الحرص على الصالح العام المشترك، بينما في داخلهم شيء آخر طموح شخصي ملفوف بورق السلوفان الاجتماعي فيظهرون كمبادرين، كقادة رأي، كصناع تغيير، لكنهم في الحقيقة مجرد مستثمرين في الفرص التي رأسمالها وجوه بشوشة وكلمات محسوبة ومواقف مُعلبة بخبث.
يقتربون من المشاريع النبيلة كما تقترب النار من الورق ببطىء، ولكن بنية الاشتعال الكامل فيزرعون أنفسهم في قلب الفكرة حتى تبدو وكأنها نشأت بجهودهم وبفضلهم وما إن تبدأ الفكرة تنضج وتلقى قبولًا ودعمًا، حتى تتبدل ملامحهم وتظهر وجوههم الحقيقية وبلا أقنعة، فيبدأ التغيير الخفي وتغلق الابواب في وجه الآخرين بالتدريج، وتبدأ القرارات تُصاغ بسرّية، وتُهيمن الأنانية على تفاصيل الفكرة او المشروع.
المشكلة ليست فقط في سلوكهم، بل في قدرتهم على المراوغة فهم يعرفون جيدًا كيف يُبقون على قناع المصلحة العامة وهم في عمق انشغالهم بالمكاسب الذاتية يعرفون متى يتحدثون عن الفريق، ومتى ينفردون بالقرارات، ومتى يُظهرون التعاون، ومتى يسحبون البساط بهدوء ليظلوا هم وحدهم على المسرح.
وإذا ما تحقق الهدف، وإذا ما اصطادوا الفرصة التي كانوا يترصدونها، يبدأ انسحابهم التكتيكي فلا يعترفون بتغير مواقفهم، ولا يشرحون ما حدث، بل يتبخرون ويذوبون بهدوء في خلفية المشهد، وكأن ما وُعد به الفريق مجرد أوهام غير قابلة للتحقيق فيفرغ المشروع، تتشظى الفكرة، يُصاب المخلصون بالإحباط، أما هم؟ فقد خرجوا بما أرادوا من مغانم ، سالمين، هادئين، بلا محاسبة ولا مواجهة.
ينجحون في كل مرة، لذا يكررون اللعبة فيعودون في وجوه ونسخ جديدة، تحت شعار مختلف، ومع حيلة أكثر نضجًا والمجتمع ينسى، أو يتسامح، أو يبرر، وهم لا يتوقفون.
وهنا سؤالنا الجوهري:
كيف نوقف هذا النمط من التسلل؟
كيف نحمي المشاريع والافكار الصادقة من أن تُختطف من الداخل؟
كيف نصنع بيئة لا تُغري هؤلاء، ولا تُكافئهم على سلوكهم؟
الحل يبدأ بالوعي، ولا ينتهي عنده.
نحتاج إلى آليات للشفافية، إلى وضوح في الأدوار ، إلى وضوح في النيات لا يُترك مكان فيه للمناورات نحتاج إلى مساءلة حقيقية، في كل مراحل المشروع وليس فقط في نهاية المشروع، والأهم، نحتاج إلى أن نتوقف عن تمجيد من “أنجز” دون أن نسأل: كيف؟ وعلى حساب من؟
لأن القادة الحقيقيين لا يُراوغون.
ولا يختبئون خلف الشعارات.
ولا يتنكرون للفريق إذا نجحوا.
ولا ينقلبون على الفكرة التي احتضنتهم عندما تغريهم المصالح الخاصة.
تطهير بيئتنا من هذا النمط من الأشخاص ليس خيارًا… بل ضرورة، إذا أردنا لمبادراتنا وافكارنا أن تبقى نقية، ولمشاريعنا أن تنمو، ولمجتمعنا أن يثق من جديد في فكرة العمل الجماعي.
ولعل أول خطوة في هذا الطريق هي أن نتوقف عن الصمت ، وألا نبرر الخداع المغلف بالنوايا الطيبة.
وبجب ان لا تكون “المصلحة العامة” مطية للمصالح الخاصة بعد اليوم.