ثروات اليمن تحت المجهر صراع السيطرة ومخاطر التفتيت
✍🏻 #عفاف_ فيصل_ صالح ….
عضو الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي.
تواجه المناطق الغنية بالنفط والثروات المعدنية في اليمن تطورات خطيرة لا يمكن تجاهلها. إن ما يحدث في حضرموت، والمهرة، وشبوة ليس مجرد صراع محلي عابر؛ بل هو نتيجة لمخططات مدروسة من قِبل قوى إقليمية تسعى للهيمنة على النفط والموارد الطبيعية. هذه الصراعات رغم تعدد أطرافها تكشف عن عمق التدخلات الخارجية والتنافس الإقليمي.
تُظهر الدراسات الأكاديمية أن الثروات الطبيعية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مصير الدول، وخاصة تلك التي تعاني من نزاعات سياسية وفوضى. وفي الحالة اليمنية، تمتلك المناطق الشرقية موارد وفيرة من النفط والمعادن، مما يجعلها مركز اهتمام للعديد من الدول. تشير الأبحاث إلى أن هذه الموارد غالبًا ما تكون سببًا للنزاعات، حيث تتقاطع المصالح المحلية مع الأجندات الدولية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية.
الوضع الحالي في حضرموت تتصارع المليشيات المدعومة من السعودية والإمارات للسيطرة على الثروات. هذا الصراع لا يقتصر فقط على القوى المحلية بل يمتد إلى خلفيات دولية تورطت في صنع الفوضى. فمن الواضح أن المنطقة أصبحت ساحة لمحاور إقليمية تسعى لتحقيق مصالحها على حساب الأمن والاستقرار المحلي.
و في خضم هذه الفوضى تُشعر الأرض في حضرموت وما حولها بألم الفراق والحرمان. فالأشجار تذبل، وسواحل البحر تتوق للهدوء، بينما تتصاعد أصوات المعارك في خلفية المشهد. إن القصص التي تُروى من المنازل المُدمرة تعكس وجعًا إنسانيًا عميقًا. لقد أصبح أبناء هذه الأرض، الذين عاشوا قرونًا في وفرة، أسرى لخطط قوى لا تعترف بأحقية الشعوب في خيراتها.
فـ مسؤولية القوى الوطنية كافة من شمال اليمن إلى جنوبه وشرقه وغربه تزداد اليوم أكثر من أي وقت مضى. يجب أن يتحد اليمنيون جميعًا من أجل مواجهة هذه المخططات الحاقدة التي تهدف إلى تمزيق وحدة وطنهم. لقد دفع أبناء اليمن ثمنًا باهظًا من أجل حريتهم واستقلالهم، ويجب أن لا تكون هذه التضحيات عرضة للضياع. من الضروري أن تتضافر الجهود الوطنية الرامية لصون السيادة، قبل أن تُفقد والثروات في بوتقة الصراعات الإقليمية والدولية.
ينبغي على الجميع إدراك أن ما يحدث ليس مجرد نزاع محلي، بل هو حكاية سعي للهيمنة على الثروات، يجب مواجهتها بحكمة ووحدة. مستقبل اليمن يتطلب من الجميع التكاتف، لنبني معًا وطنا خالٍ من الفوضى، ونعيد له هويته الايمانية والحضارية الغنية والمزدهرة..
الكاتبة من اليمن