فادي السمردلي يكتب: القرعة تصنع الحدث الأردن في مجموعة قوية وطموح لا يعرف المستحيل
بقلم فادي زواد السمردلي. ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
لقد أُجريت بالأمس قرعة المونديال كأس العالم، وقد أوقعت القرعة الأردن في المجموعة العاشرة التي تضم بالإضافة للأردن كلًّا من الأرجنتين والجزائر والنمسا، لتنفجر مشاعر الحماس في الشارع الأردني، ويشعر الجميع بأن لحظة طال انتظارها أصبحت واقعًا ملموسًا يُكتب بحروف العزة في سجل الرياضة الأردنية ومع أن المجموعة قوية وتُعد من المجموعات النارية في البطولة، فإن وجود الأردن فيها ليس مجرد حضور رمزي، بل هو محطة تاريخية تحمل معها تحديًا كبيرًا، ومسؤولية ضخمة على اللاعبين والاتحاد الأردني لكرة القدم، لتحضير المنتخب بالشكل المثالي وتوفير كل ما يلزم لضمان ظهور مشرّف يليق باسم الأردن.
إن قوة هذه المجموعة تفرض على المنتخب الأردني أن يقدم كل ما يستطيع، وأن يظهر بشخصية قتالية عالية، وأن يخوض كل مباراة بروح النشامى وإصرارهم المعروف فالمونديال فرصة لا تتكرر بسهولة، ومواجهة منتخبات مثل الأرجنتين والجزائر والنمسا تعني أن على لاعبي الأردن أن يقدموا أقصى طاقاتهم في الملعب، وأن يثبتوا للعالم أن النشامى قادرون على المنافسة وتقديم أداء يليق بعزيمة الأردنيين ومن أجل ذلك، يصبح دور الاتحاد الأردني أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ يجب أن يعمل على وضع برنامج إعداد متكامل، وتأمين معسكرات تدريبية قوية، وتنظيم مباريات ودية مع منتخبات مرموقة تمنح اللاعبين الخبرة اللازمة قبل الدخول إلى أجواء المونديال.
ولا يقتصر الدور المطلوب على الجانب الفني فقط، بل يمتد إلى الجوانب التحليلية والتكنولوجية الحديثة التي باتت جزءًا أساسياً من كرة القدم العالمية فمن الضروري أن يوفر الاتحاد فرق تحليل متقدمة لرصد نقاط القوة والضعف للمنتخبات المنافسة، إضافة إلى تحسين الجانب البدني عبر متخصصين عالميين، وتطوير القوة الذهنية للاعبين ليستطيعوا التعامل مع ضغط البطولة الأكبر في العالم كما يجب على الاتحاد تقديم وسائل دعم لوجستي وطبي متكامل، وضمان الاستقرار الإداري ليكون اللاعبون في قمة تركيزهم.
أما على الصعيد الاقتصادي، فإن تأهل الأردن لكأس العالم يحمل أثرًا واسعًا لا يقتصر على الرياضة، بل يمتد ليعزز الحركة التجارية والسياحية، ويرفع من جاذبية الأردن كمقصد عالمي فالتغطية الإعلامية العالمية للمنتخبات المشاركة تفتح بابًا كبيرًا للتعريف بالأردن وثقافته ومدنه، مما يمكن أن ينعكس على زيادة أعداد الزوار وازدهار قطاعي الطيران والفنادق كما أن الشركات المحلية والدولية سترى في المنتخب الأردني منصة مثالية للرعاية والاستثمار، مما يعزز الحركة الاقتصادية ويمنح الرياضة الأردنية مصادر تمويل مهمة.
وعلى المستوى الاجتماعي والثقافي، فإن التأهل للمونديال يمثل لحظة توحيد وطني ، حيث تلتف الأسرة الأردنية كلها حول حلم واحد فهذا الحضور العالمي يعمّق الهوية الوطنية ويمنح الشباب قدوات إيجابية تُحفزهم على الاهتمام بالرياضة والسعي نحو نمط حياة صحي ونشيط كما أنه يفتح المجال أمام إبراز الثقافة الأردنية والتراث الأردني في شاشات العالم، ويمنح الجمهور فرصة للاحتفال ببلده والتعبير عن فخره أمام ملايين المشاهدين.
ولا يمكن إغفال تأثير هذه المشاركة على مستقبل الرياضة الأردنية، إذ من المفترض انها ستُحفّز الأندية والأكاديميات على تطوير برامج الفئات العمرية، وستنعكس بشكل مباشر على تأسيس جيل جديد قادر على المنافسة عالميًا كما ستدفع هذه المشاركة نحو مزيد من الاستثمارات في الملاعب والمرافق الرياضية، وتطوير منظومات الاحتراف المحلية، الأمر الذي يضمن استمرارية الإنجازات وعدم توقفها عند هذه المحطة فقط وحتى كرة القدم النسوية ستتأثر إيجابيًا، حيث سيزداد الاهتمام بتطويرها وإتاحة الفرص أمام اللاعبات والمدربات للمشاركة في الحركة الرياضية بشكل أكبر وأكثر فاعلية.
إضافة إلى ذلك، فإن التغطية الإعلامية الواسعة التي ترافق كأس العالم تمنح الإعلام الأردني فرصة ذهبية للتطور، سواء من خلال المحتوى التحليلي أو التقارير الميدانية، مما يعزز مكانته ويجعله جزءًا من المشهد الرياضي العالمي كما أن التكنولوجيا ستأخذ حيزًا أكبر في التحضير والمتابعة، سواء عبر التحليل الرقمي أو التطوير الذهني والبدني باستخدام أحدث الأدوات الرياضية الحديثة.
إن وصول الأردن إلى كأس العالم هو إنجاز لا يُقاس فقط بنتيجته الرياضية، بل بتأثيره الشامل على الاقتصاد والمجتمع والثقافة والشباب والرياضة والإعلام إنها لحظة وطنية تعكس صورة الأردن القادر، وتفتح أفقًا جديدًا أمام النشامى ليؤكدوا حضورهم بين كبار اللعبة ومع قوة المجموعة وصعوبة المنافسة، فإن المطلوب اليوم من المنتخب الأردني أن يقدم كل ما يستطيع، وأن يلعب بروح الفخر، بينما يعمل الاتحاد الأردني لكرة القدم على توفير كل وسائل الدعم ليظهر المنتخب بما يليق بالأردن… بلد الطموح والإصرار والفخر الذي لا ينتهي.
الكاتب من الأردن