محور إيران المقاوم لم ولن ولا يستسلم ينتصر أو يستشھد حتى لو توسعت الحرب لتصبح حربا إقليمية وعالمية….
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
قبل وبعد ان فرضت الحرب على أشقائنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدأ الخداع الإستراتيجي وتبادل الأدوار في الأقوال والأفعال والتصريحات بين الشركاء الدائمين والإستراتيجين أمريكا والكيان الصھيوني أي ترامب والنتن ياھو بوتيرة عالية للوصول إلى تحقيق أھدافھم المشتركة ظنا منھم أن قادة إيران الإسلامية وشعبھا وجيشھا سيخضعون ويستسلمون لھم ويرفعون الراية البيضاء كما جرى في دول عربية كثيرة، وھذا التنسيق الإستراتيجي بين أمريكا والكيان الصھيوني والتلاعب فيما بينھم بالأدوار ھو تضليل شيطاني ليظھروا أن ھناك خلاف بينھم تارة وقطيعة تارة ثم إتصالات وتفاھم تارة أخرى، وھو تنسيق ليس جديدا بل ھو عبر تاريخ العلاقة الشيطانية بينھم، ليبقى قادة الأمة وبالذات من يقال لھم بأنكم حلفاء لنا من بعض قادتنا وقادة العالم مصدقين ھذا التضليل المدروس والممنھج بينھم ويدورون في فلك الخلاف الصھيوأمريكي او التوافق الصھيوأمريكي، وأيضا الشعارات الكاذبة التي كان يصرح بھا ترامب بأنھ رجل سلام وسينھي الحروب في كل مكان، وأن أمريكا عندھ أولا وإدارتھ المتصھينة كذلك ھي شعارات فقط لتضليل الشعب الأمريكي والعالم أجمع، وھو كغيرھ من القادة الأمريكيين المتصھينين الذين إستخدموا أمريكا وقوتھا وجيشھا وشعبھا فقط لإحتلال الدول وتفتيتھا وقتل شعوبھا خدمة للصھيونية العالمية وحماية للكيان الصھيوني المختل والمحتل لفلسطين لتنفيذ مشاريع فكرھم التلمودي التوسعي في منطقتنا والعالم…
وإيران الإسلامية وكل محورنا المقاوم يعلمون أن ھذھ الحرب ستفرض عليھم يوما ما وقد أعدوا لتلك الحرب منذ سنوات طويلة وبكل أنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية، وبعد معركة طوفان الأقصى المباركة وما تلاھا من أحداث متسارعة وقتل وإغتيالات وإبادات جماعية وقصف عشوائي وجنون صھيوني داخل فلسطين وخارجھا تأكدت إيران ومحورنا المقاوم بأن المعركة الكبرى قادمة مع ذلك الكيان الصھيوني وكل داعميھ من الصھيوأمريكيين الغربيين، وقد حدث ما توقعوھ وھذا المحور المقاوم لم يعد يھتم بكل ما يصدر من تصريحات وتھديدات ووساطات وإتفاقيات لكسب الوقت من قبل الصھيوأمريكيين، لأنھم يعلمون جيدا بأن ھؤلاء الأعداء الصھيوغربيين لا عھد لھم ولا ميثاق ولا يراؤون في الأمة والإنسانية كافة إلا ولا ذمة….
ولم ولن يھتموا إذا فرض عليھم دخول أمريكا والغرب كلھ مباشرة بتلك الحرب بعد إصراراھم على دعم كيانھم المصطنع بدل ردعھ ولجمھ ليتوقف عن جرائمھ اللإنسانية التي يرتكبھا داخل غزة وفلسطين وخارجھا، وحلفاء إيران الأقوياء روسيا والصين وباكستان وغيرھا يعلمون بأن ھذا العدوان المجرم على إيران متفق عليھ بين الكيان الصھيوني والغرب لتكون إيران الكبرى والقوية إختبار جديد لھم حول كيفية إحتلال الدول الكبرى القوية وتفتيتھا كما جرى مع الدول الصغرى في منطقتنا والعالم، وھم حذروا أمريكا والغرب من الإشتراك مباشرة بھذھ الحرب ولو حتى مجرد التفكير بذلك الأمر، وبأن توسيع تلك الحرب سيؤدي إلى حربا إقليمية ودولية ولم لن تكون في مصلحة أحد لحجم الدمار الكبير والقتل الذي سيكون من نتائجھا،…
وبالرغم من مرور خمسة أيام على العدوان الصھيوني على إيران الإسلامية وشعبھا وقتل المدنيين والعسكريين والقادة والعلماء والقصف للبشر والشجر والحجر بأحدث الطائرات الأمريكية والغربية، إستخدمت إيران ضبط النفس وكانت الردود الإيرانية بالصواريخ البالستية والمسيرات ضربات ردع لذلك العدو الصھيوني والذي لم يرتدع للدعم الصھيو امريكي المستمر لھ، وفي اليوم السادس وعلى لسان قائد الأركان للجيش الإيراني السيد الموسوي قال إن الأيام الخمسة الماضية كانت لردع الكيان عن عدوانھ لكن لم يردعھ أحد وجاء وقت العقاب والإنتقام الفعلي لدماء كل الشھداء الأبرار من عسكريين ومدنيين، وفي الوقت الذي لم تستخدم فيھ إيران إلا جزء بسيط من ترسانة أسلحتھا الجوية الصاروخية في الوقت الذي يطلب منھم المختل المتصھين ترامب بالإستسلام دون شروط، ويھدد ويتوعد ويتبادل الأدوار مع تصريحات النتن ياھو ظنا منھم أن إيران ستخضع أو تخاف من تھديداتھم، وھذا يدل على عدم فھمھ لإيران وعقيدتھا وتاريخھا المشرف وبطولات وقوة قيادتھا وجيشھا وشعبھا، وما زالت إيران الإسلامية تستخدم قاعدة الصبر الإستراتيجي رغم كل الخروقات والتجاوزات والإبادة والتدمير الممنھج التي يرتكبها الكيان الصھيوني من خلال قصفھ بحق المدنيين والإعلاميين والمراكز العلمية والمفاعلات النووية السلمية وآبار الغاز والمستشفيات والأسواق…وغيرھا ويدعي الكيان الصھيوني الكاذب بأنھ يقصف مواقع عسكرية للجيش الإيراني، وھي جرائم يندى لھا جبين الإنسانية وتنتھك كل القوانين الدولية وتتم مشاھدتھا عبر العالم وبث مباشرة لحظة بلحظة، وھنا ترد إيران بقصف القواعد العسكرية والمطارات العسكرية والوزارات الصھيونية ومراكز الأبحاث العسكرية ومراكز الموساد والشاباك وغيرھا من المواقع العسكرية والحكومية الصھيونية لكنھا لا تقصف المستشفيات بالرغم من انھا تعلم بأن الكيان الصھيوني يستخدم مستشفياتھ كقواعد عسكرية لعصابات جيشھ النازي…
وإيران أكدت مرات عدة أمام قادة المنطقة بأنھا مستعدة وبالشراكة معھم لحفظ الأمن والأمان والإستقرار والإزدھار لشعوبنا وفي منطقتنا كاملة للحفاظ على وحدة الأمة دون أي تواجد صھيوأمريكي غربي في منطقتنا، وقد بلغ السيل الزبى من الصمت العربي والإسلامي المخزي على جرائم الكيان الصھيوغربي بحق شعب غزة وفلسطين والمنطقة برمتھا دون رادع لذلك العدو المجرم والمتوحش، وفي الوعد الصادق ١+٢ وجھة إيران رسائل للعدو الصھيوني وداعميھ يحذرھم من نفاذ صبر إيران وطلب منھم أن لا يختبروا صبرھا أكثر من ذلك، ونادوا مرات عدة أمريكا وترامب والدول الغربية بلجم ذلك الكيان الصھيوني ليتوقف عن جرائمھ ومجازرھ اليومية بحق شعب غزة وإستفزازاتھ وتوسعھ في لبنان وسورية وقصفھ لليمن، وبوجوب إيقاف ھذھ الحرب الظالمة والمتوحشة النازية على غزة وفلسطين، وأن ينسحب من جنوب لبنان ومن سورية ويوقف قصفھ لدولنا العربية لكن دون وجود آذان صاغية وأستمر الدعم العلني للكيان الصھيوني، ولم يكن ھناك أي ردة فعل من قبل قادة الغرب المتصھين على جرائم كيانھم وأستمر الدعم الأمريكي بالفيتو في مجلس الأمن حتى لا تقف تلك الحرب الظالمة وتستمر الإبادة والتوسع…
حتى أصاب ذلك الكيان الصھيوني اللقيط الغرور وقصف إيران الإسلامية بحجة الإتفاق النووي وھنا جاء الردع بعد أن أصبحت أماكن تواجد سلاح الكيان الصھيوني النووي وحجم السلاح وكمياتھ وعلاقاتھ مع كل الدول والمنظمات الدولية بأيدي إيران وغيرھا من المعلومات السرية التي حصلت عليھا الإستخبارات الإيرانية قبل عدة أيام من العدوان الصھيوني، ولو كانت إيران ضعيفة كما يحاول البعض الترويج لما أعلنت عن إستيلائھا على تلك الوثائق السرية والمھمة، فإيران قوية وستبقى كذلك لأن اللھ سبحانھ وتعالى آراد لھا ذلك ومنحھا تلك القوة لتعيد كرامة ووحدة الأمة من جديد ولھا محور وحلفاء أقوياء في منطقتنا والعالم، وھو محور وحلفاء متماسكين وما زال التنسيق بينھم وفي كل المجالات، فنفذ صبر إيران الإستراتيجي على مغامرات ذلك المختل الأھوج النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة النازية وعلى سياسات أمريكا الداعمة لھ والمخادعة لفريق التفاوض والمفاوضات النووية التي جرت بجولات عدة، والتي لم تجعل إيران تخضع لھم كما آرادوا منھا لتحقيق أھدافھم التوسعية، وإيران كانت تعلم بأن تلك المفاوضات لإخضاعھا لمطالب الكيان الصھيوني التي رفضتھا حملة وتفصيلا ورغم ذلك إستمرت بالتفاوض والدبلوماسية لعل أمريكا تتخلى عن تبعيتھا للصھيونية العالمية وتفكر بمصالحھا في المنطقة والعالم لكن للأسف الشديد خضع ترامب وإدارتھ لإستفزازات اللوبي الصھيوني وللنتن ياھو…
وھنا إيران الإسلامية قدمت شكوى لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وأكدت على حقھا بالرد، بالرغم من أنھا تعلم أن الدعم الأمريكي بالفيتو لم ولن يسمح بلجم ذلك العدوان قبل أن يتوسع، والآن إيران الإسلامية وكل محورھا المقاوم ليس لديھم متسع من الوقت ليشكوا لمجلس الأمن والأمم المتحدة مرة أخرى للعدوان المتكرر على إيران والدول العربية، ولم ولن يلجأ لأروقتھا السياسية وقراراتھا الورقية إلا لحفظ الحق القانوني بأحقية ردھ على ذلك العدوان الغاشم، والقوة ھي التي تردع وردعت ذلك الكيان الصھيوني مرات عدة مع حروب دول وفصائل مقاومة عبر عقود مضت وحررت الأرض والإنسان في الماضي البعيد والقريب من الإستعمار والمختلين والمحتلين البربريين والنازيين وھي من سيحرر فلسطين والمقدسات وكل لبنان وسورية من دنس ذلك الكيان الصھيوني وداعميھ الصھيوامريكيين غربيين ومھما كانت التضحيات على قاعدة علينا وعلى أعدائنا…
وإيران الإسلامية وكل فصائل المقاومة داخل فلسطين وخارجھا ما زالت بقوتھا ولم ولن يھزموا وكمائنھم العسكرية لعصابات جيش الإحتلال الصھيوني توقعھم قتلا وصرعا وبالعشرات يوميا فالأرض تدافع مع أبنائھا، واليمن ما زالت صواريخھ ومسيراتھ وبشكل يومي تصل الكيان الصھيوني والمدن والمطارات والساحات المحتلة، وحزب الله إستفاق من الصدمة ونھض من كبوتھ المؤقتة التي أصابتھ ولملم جراحھ وصفوفھ من ناحية القادة والكوادر وسلاحھ الصاروخي لم يزل موجودا وبكل قوتھ وكوادرھ وآياديھم على الزناد، وينتظرون الأمر لتنفيذ الضربة القاضية وسورية ستنھض من كبواتھا وتتخلص من تلك العصابات الصھيوغربية الداعشية الجولانية التي حكمتھا وتقتل بشعبھا وطوائفھا وقومياتھا تارة وعلماء الدين السنة الحقيقيون كالشيخ أحمد حسون والبوطي وغيرھم من الطوائف الإسلامية الأخرى رحمھم اللھ تعالى تارة أخرى، ويسرقون البيوت والأرزاق من اصحابها، وتقتل علماء العلم والآكاديميين والأدباء والمثقفين والعسكريين والسياسيين الذين يحاربون الكيان الصھيوني ويرفضون حكمھم التكفيري المجرم تارة أخرى، وكلما أعطاھم سيدھم النتن ياھو فتح جبھة مع حدود لبنان كلما أشعلوا حربا حتى يتوسع داخل الأراضي اللبنانية والسورية أكثر وأكثر، وستعود سورية روح الأمة في جسدھا وقلبھا النابض إلى بوصلتھا عبر التاريخ بإتجاھ فلسطين ومع محور إيران المقاوم قريبا بعون الله تعالى…
وإيران الإسلامية قوية وتزداد قوتھا العسكرية والسياسية وعلاقاتھا العربية والإسلامية وبالذات علاقاتھا مع الدول المحيطة بفلسطين كمصر والأردن ولبنان وقريبا مع سورية، وعلاقاتھا الدولية مع روسيا والصين وباكستان وغيرھا تزداد قوة يوما بعد يوم، وقواتھا ردت ومرغت أنوف العدو الصھيوني وداعميھ في التراب وھي مستعدة دائما للرد الفوري والمدوي والمدمر على أية مغامرات أخرى غير محسوبة للكيان الصھيوني وللتدخل المباشر لأمريكا في ھذھ الحرب العدوانية، وقادة الخليج وشعوبھم إستفاقوا بعد أن علموا وتأكدوا بأن تريليونات شعوبھم وخيرات الأمة التي حباھا الله للأمة تعطى لترامب دون أن يلبي وينفذ لھم أي مطلب لصالح المنطقة وإنھاء حرب غزة والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق شعبھا وقضية فلسطين وحل الدولتين، والقوافل الشعبية لفك الحصار عن غزة البحرية والبرية تزداد يوما بعد يوم حتى لو تم محاصراتھا وإعادتھا إلى دولھا…
وأمريكا واوروبا تتفكك وتنھار من الداخل وإذا دخلوا بحرب مباشرة مع إيران دعما لكيانھم الصھيوني فإنھا ستكون الإنذار النھائي لھؤلاء من شعوبھم، وستقسم كل دولھم الغربية من شعوبھم الثائرة والتي كشفت الحقيقة التي غيبت عنھا منذ عقود وھي سيطرة الصھيونية اليھودية التلمودية العالمية على قادتھا ودولھا وقراراتھا المستقلة وثرواتھا وضرائبھا وخيراتھا لدعم ذلك الكيان الصھيوني وتوسعھ في المنطقة والعالم، وأصبحت تنادي ليلا ونھارا الحرية لغزة ولكل فلسطين، وكرھھم للكيان الصھيوني وللصھيونية العالمية في إزدياد وھي شعوب حرة بحق وإنقلبت على حكامھا ولم ولن تھدأ أبدا حتى يتم التغيير ويصلوا إلى سدة الحكم في دولھم يوما ما…
لقد استفاق الضمير الإنساني الواعي في كل العالم بفضل معركة طوفان الأقصى المباركة و شعب غزة العظيم الصامد وشعوب محور مقاومتھا ودمائھم الزكية البريئة المظلومة، وبفضل إيران الإسلامية وصبرھا الإستراتيجي وقوتھا وإنتقامھا من ذلك الكيان الصھيوني والذي أيدتھ شعوب الأمة والإنسانية جمعاء وأصبح العلم الأيراني يرفع في كل دول العالم مع العلم الفلسطيني لأن إيران الدولة الوحيدة التي وقفت مع الشعب الفلسطيني قولا وفعلا دون خوفا او جلل من أحد، ولم ولن يشعر ذلك الكيان الصھيوني وداعميھ ومطبعيھ وعملائھ بالأمن والآمان والإستقرار أبدا ما دام ذلك الكيان الصھيوني المختل والمحتل يتلاعب بأمن وآمان وإستقرار وإزدھار فلسطين وكل دولنا وشعوبنا ومنطقتنا والعالم ويرتكب تلك الجرائم التي يندى لھا جبين الإنسانية، وقد يكون الرد القادم على كل تلك الجرائم من إيران وفصائل محورنا المقاوم في الداخل والخارج ومن حلفاء إيران روسيا والصين وباكستان ومن يلحق بھم من الدول العربية والإسلامية والعالمية، فالجنون الصھيوني والأمريكي والغربي المتصھين سيأتيھ ردود قوية ومدوية فلسطينية وعربية وإيرانية وإسلامية وروسية وصينية وإنسانية عالمية، لأنھ لم يعد ھناك مكانا للعقل والعقلاء أو ضبط للنفس بعد كل تلك الجرائم والإبادات الجماعية والتطھير العرقي والحصار والتجويع والقوانين القيصيرية والعقوبات وفرض الرسوم الجمركية المرتفعة والتدخل بشؤون الدول وإيقاف عجلة تقدمھا وإزدھارھا وقصف شعوبھا وفرض الحروب على الدول المستقلة وذات السيادة ومحاولات تفتيتھا للتوسع والهيمنة والسيطرة دون أي ردع او رادع لذلك الجنون الصھيوأمريكي غربي…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي