تستغربون من الجرائم في البلد؟!
بقلم: العميد المتقاعد هاشم المجالي………….
تستغربون من كثرة الجرائم؟
وكأنكم لا ترون ما يحدث في هذا البلد كل يوم!
كيف لا تنتشر الجريمة، ونحن نعيش في مجتمع يزداد فيه الفقر، وتكثر فيه البطالة، ويعمّ فيه الفساد؟
كيف لا، والتعليم عندنا أصبح عبئًا على الطلاب بدل أن يكون طريقًا لمستقبلهم، والتوجيهي أصبح كابوسًا يخيف العائلات كلها!
كيف لا، والمستشفيات تزدحم بالمرضى، لكن لا علاج، ولا موعد قريب، والأخطاء الطبية صارت أمرًا عاديًا؟
والماء والغاز، الضروريات التي لا غنى عنها، أصبحت مربوطة بقرارات خارجية، حتى مطابخنا لم تسلم من التبعية!
ثم نأتي للحكومات، التي بدل أن تحمي المواطن، تصدر قوانين تحمي المحتالين، وتترك النصابين بلا عقاب. لا رقابة على الغذاء، ولا على الدواء، ولا حتى على من يبيع السموم باسم المخدرات!
أما المدمن، فهو ضحية أخرى. لا يُحاسب حتى ينهار تمامًا، وربما لا يُحاسب أبدًا، لأنه أصلاً فقد الأمل، ولا فرق عنده إن كانت المخدرات قاتلة، أو إن كانت الخمر مسمومة.
والشباب؟
خريجو الجامعات بلا عمل، بلا أمل، بلا مستقبل. لا يجد وظيفة، ولا يستطيع الزواج، ولا يملك حق العلاج. مطارد بالديون، محطم داخليًا، تائه في بلده، لا أحد يسمعه ولا أحد يهتم!
فلا تسألوا بعد اليوم: “ليش الجرائم زادت؟”
اسألوا: “ليش ما زالت الناس صابرة؟”
الكاتب من الأردن