بالوفاء والمحبة نحيا

محي الدين غنيم   …..

 

في عالم يموج بالصراعات والتحديات، تبقى القيم الإنسانية النبيلة كالنور الذي يهدي القلوب إلى الطريق المستقيم، وعلى رأس هذه القيم: الوفاء والمحبة.

فالوفاء هو عنوان الصدق، ورمز الإخلاص، وهو ذلك الرابط الصامت الذي يربط بين القلوب الصافية والعقول النبيلة. لا يكون الوفاء بالكلام وحده، بل يُقاس بالمواقف، ويُثبت في لحظات الشدة، عندما يقف الإنسان إلى جانب من يحب، دون انتظار مقابل أو مصلحة.

أما المحبة، فهي لغة الأرواح، لا تحتاج إلى ترجمة، ولا تُقاس بميزان، هي شعور صادق يتغلغل في القلب فيجعله عامرًا بالسلام. بالمحبة تنكسر الحواجز، وتزول الفروق، ونتقاسم اللقمة والكلمة والدمعة.

بالوفاء نحفظ العِشرة، ونصون العلاقات من التصدع، وبالمحبة نحيا متحابين متعاونين، نغفر الزلات ونتجاوز الأخطاء، لأن قلوبنا أوسع من الضغينة، وأرحب من الخصومة.

مجتمعٌ تسوده المحبة ويظلله الوفاء، هو مجتمع يسير نحو النهضة والاستقرار. فحين يشعر الإنسان أن هناك من يخلص له ويقدّره، فإن العطاء يصبح عادة، والتسامح طبيعة، والتكاتف ضرورة.

فيا ليتنا نُحيي في أنفسنا هذه القيم، نغرسها في أبنائنا، ونجعلها سلوكًا يوميًا لا مجرد شعارات. فبها، فقط بها، نحيا حقًا.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا