*فادي السمردلي يكتب: الكذب ليس فهلوة ونكث الوعد ليس مروءة!*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  . …

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

*👈*المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉*

 

في هذا الزمن، باتت هناك مفاهيم مقلوبة تُروَّج وكأنها من علامات الذكاء الاجتماعي، حتى أصبح البعض يتفاخر بقدرته على الكذب وتزييف الحقائق، ويتباهى بنقض العهود وكأنه انتصار على سذاجة الآخرين ويظن البعض أن من يتقن التلاعب بالناس، ويخدعهم بابتسامة وعبارات منمقة، هو شخص “شاطر” ويمتلك من الذكاء ما يؤهله لتجاوز المواقف الصعبة دون خسائر ولكن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك فالكذب ليس فهلوة، بل انحدار أخلاقي، ونكث العهود ليس دليل دهاء، بل سقوط في امتحان المروءة والشرف.

المروءة ليست مجرد كلمة تُقال، بل سلوك يُمارس، وجوهرها الالتزام بالحق واحترام الكلمة فحين تعِد، فذلك التزام أخلاقي، والعهد دين، لا يُنكث عند أول منعطف أو أول مصلحة شخصية ومن يعطي وعدًا ثم يتراجع عنه دون مبرر حقيقي، لا يُوصف بالذكاء، بل بالخيانة فالكذب قد يمنحك مخرجًا مؤقتًا، لكنه في النهاية يبني جدارًا من الشك بينك وبين الآخرين، ويُفقدك أثمن ما يمكن أن تملكه الثقة ومن يكذب مرة، سيُشك في صدقه كل مرة. ومن يخذل من وثق به، سيجد نفسه وحيدًا عندما يحتاج إلى من يصدقه أو يسانده.

البعض يبرر كذبه بأنه اضطراري، ويُخادع نفسه قبل أن يخدع غيره، متناسيًا أن الكلمة مرآة لصاحبها، وأن الوفاء بالعهد لا يحتاج إلى ظروف مثالية بل إلى نُبل داخلي فالنُبل لا يُقاس بكم مرة خرجت من مأزق، بل بكم مرة واجهت الحقيقة وتحملت نتائجها وأنت حر في قراراتك، لكنك غير حر في خذلان الناس أو الكذب عليهم، أو التنصل من وعود قطعتها بكامل إرادتك.

في نهاية المطاف، الناس قد تنسى ما قلته، لكنها لن تنسى كيف جعلتهم يشعرون. لن ينسوا خذلانك، ولن يمحوا من ذاكرتهم أنك وعدت ثم تراجعت، أنك كنت حاضرًا في البداية، وغائبًا في وقت الحاجة فاختر أن تكون صادقًا، لا لمجرد أن الصدق فضيلة، بل لأنك إنسان ذو مروءة لا يخون العهد، ولا يتلون مع الظروف فالشجاعة ليست في الكذب والتهرّب، بل في الصدق والمواجهة والشطارة الحقيقية أن تكون واضحًا، ثابتًا، تحترم نفسك كما تحترم الآخرين فالكذب لا يرفع قدرًا، ونكث العهد لا يصنع مكانة. أما المروءة، فهي تاج لا يضعه إلا الأوفياء.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا