سورية والمنطقة تعيش بين المؤامرات المزدوجة الصھيوأمريكية ناتوية وأدواتھم التنفيذية العصابات التكفيرية…

أحمد إبراھيم احمد ابو السباع القيسي…

 

هي سورية عبر تاريخھا العظيم مر عليھا الكثير من المؤامرات وكانت تخرج منھا قوية شامخة منتصرة بھمة أبنائھا المقاومين العظام، الذين رفضوا وحاربوا وأفشلوا تلك المؤمرات وتم رميھا في مزابل التاريخ السوري العظيم، وحتى نتعرف على ما يجري في سورية منذ أكثر ما يقارب الأربعة أشھر _ أي منذ أن سٌلمت سورية بمؤامرة دولية وإقليمية لتلك العصابات التكفيرية الجولانية_ يجب أن نعود للماضي القريب الذي عاشتھ سورية وشعبھا في عشرية النار التي ھزمت من خلالھا تلك العصابات ومؤسسيھا وداعميھا الصھيوغربيين والأعراب والمتأسلمين، وخرجت من سورية بالباصات الخضر وتقوقعت تلك العصابات في إدلب المحتلة من تركيا، وأثناء مكوثھم في إدلب تم تھيئة الصھيوجولاني من قبل توم براك السفير الأمريكي في تركيا ومندوب ترامب حاليا في سورية ولبنان، والذي درب الجولاني بشكل كامل ليكون آداتھم التنفيذية المستقبلية في سورية، لتنفيذ مخططاتھم وھذا ما إعترف بھ السفير الأمريكي السابق في سورية والذي كان داعما ومتابعا لتلك العصابات أثناء تواجداھا في حمص وحماة وحلب وغيرھا من المدن التي إشتعلت من خلالھا فتنة أحداث ٢٠١١ بمى سمي بالربيع العربي والثورات المفتعلة آنذاك….

وقد أعطي الدعم الكامل من قبل الصھيوأمريكيين والأتراك والأعراب للجولاني وھيئتھ التي أطلق عليھا ھيئة تحرير الشام _وھي النصرة والقاعدة وخلافة الدواعش سابقا_ والدعم كان أثناء وبعد تدريب الجولاني في إدلب لتصفية كل معارضيھ من العصابات التكفيرية الأخرى او الذين كانوا يعارضوا الجولاني بأي تقارب بينھ وبين الصھيوأمريكيين لا من بعيد ولا من قريب، تم تصفيتھم بالآلاف وسجن آخرين في معتقلات إدلب التي تشبھ معتقل غوانتنامو سيئ الصيت، وبعدھا أصبح الجولاني وبكل الدعم اللوجستي ھو الحاكم الوحيد لإدلب السورية المحتلة من تركيا، وبقي كل الدعم لھ لحين إتمام المؤامرة الصھيوأمريكية تركية أعرابية على سورية المقاومة، قلب الأمة النابض وروحھا التي عانت الأمرين من تلك المؤامرات الشيطانية الخبيثة…

وبعد مؤامرة ليلة السقوط لسورية وقيادتھا وجيشھا وشعبھا ودخول تلك العصابات التكفيرية الداعشية إلى سورية، أصبح الأمر يتعلق بتثبيت حكم تلك العصابات على الشعب السوري العظيم الذي نالت منھ آيادي الغدر والعدوان عبر سنوات خلافة الدواعش والعقوبات والقوانين القيصيرية وغيرھا، وتمت محاولات تثببتھم على الحكم خارجيا على مستوى المتآمرين على سورية الصھيوأمريكيين والأتراك والأعراب قبل الداخل، لأن ھناك من رفض حكم تلك العصابات التكفيرية من الداخل السوري وبعض معارضي الخارج، وتم تشكيل عدة حكومات داعشية، وأرتكبت الجرائم والإبادة الجماعية بحق بعض المسيحيين والطوائف الإسلامية مثل جرائم الساحل السوري بحق إخوتنا المسلمين العلويين والشيعة والجعفريين….وغيرھا،ثم بعد أن كشفت جرائمھم أمام العالم أجمع وسقط قناعھم الطائفي الأخير تم تشكيل تلك الحكومة الحالية التي لا تمثل أطياف الشعب السوري ولا مكوناتھ من الاديان والطوائف والأعراق والقوميات والفسيفساء السورية الجميلة لا من الداخل ولا من الخارج السوري، تلك الفسيفساء التاريخية كانت وما زلت وستبقى ھي من يطيح بكل تلك المؤامرات الخارجية ويفشلھا ويرميھا في مزابل التاريخ السوري والشامي قريبا بعون الله تعالى لھا ولكل أحرار وشرفاء الأمة والعالم…

وبعض تلك الطوائف رضخت بالخوف لحكمھم والقتل اليومي والإغتيالات والإعتقالات فوق رؤوسھم، ولما يبقى رافضا لحكمھم إلا إخواننا الدروز في السويداء فقاموا بعدة محاولات خبيثة ومزدوجة لتثبيت حكمھم وبالتنسيق مع الكيان الصھيوني وفشلت أمام صمود إخواننا الدروز وأجبرت تلك الحكومة المؤقتة بتوقيع إتفاقية بحكم الدروز لأنفسھم، وجاءت المؤامرة الاخيرة بعد عودة الصھيوجولاني من أذربيجان ولقائھ مع مسؤولين يھود صھاينة وأمريكان في باكو، ليتم بسط سيطرتھم على سورية كاملة ولنشر قواتھم الأمنية والعسكرية داخل السويداء ليرھبوھم بالقتل والإجرام حتى يقبلوا حكمھم، وبعدھا يتم تنفيذ باقي مخططاتھم التنفيذية إتجاھ لبنان ومقاومتھا وشعبھا وجيشھا وما صرح بھ سيد الجولاني ومدربھ ومندوب ترامب توم براك قبل عدة أيام في لبنان ھو مشروع جاھز للتنفيذ عبر عصابات الجولاني لبسط نفوذھم على أجزاء من لبنان او لبنان كاملا، ظنا منھم أن تلك المخططات والمؤامرات ستنجح خلال عدة أسابيع او أشھر حتى يتم التطبيع الكامل والعلني مع الكيان الصھيوني البغيض…

فسورية وشعبھا ومنھم الدروز ھم شعب عظيم يجيد كيفية إسقاط المؤامرات المزدوجة للصھيوغربيين، ويجيدون كيفية تنظيم أنفسھم ورد كيد المعتدين عن أرضھم ومحافظتھم وأعراضهم، ومن خلالھم ستتحرك مشاعر أحرار وشرفاء سورية كتاريخھم العظيم وسيتحدون لإسقاط تلك المؤامرات الصھيوغربية جولانية إلى الأبد، لتعود سورية إلى شعبھا الحر العظيم، فالدروز ھم من الشعب السوري وھم الأوفياء في زمن الأوغاد المتآمرين قلوبھم قوية رغم فقد الأحبة من الجرائم التي ترتكب بحقھم وبحق كل الشعب السوري منذ دخول تلك العصابات التكفيرية فھم يجيدون كيفية إفشال تلك المخططات، ويحاربون تزييف الحقائق التاريخية لسورية العظيمة بلغتھم المعروفة لغة المقاومة التي لا تھزم أبدا مھما قصرت المؤامرة او طالت….

فمن يقرأ تاريخ سورية العظيم وشعبھا لا يحتاج لتفسير لما يجري الآن من رفض لحكم تلك العصابات الجولانية التكفيرية التي تدعي بأنھا تمثل السنة النبوية الشريفة والسنة بريئة منھم بكل ما تعنيھ الكلمة، لأنھم يتبعون سنة انفسھم وأسيادھم من الصھيوأمريكيين، وھي تعمل أي تلك العصابات التكفيرية على تغيير الوجھ الحضاري والتاريخي لسورية ولبلاد الشام بشكل عام، وھم أي الدروز والشعب السوري يحنون إلى تسجيل البطولات بتاريخ سورية الحديث لإسقاط المؤامرات الفرعية والمزدوجة الصھيوغربية والصراع الدائر والتنسيق بين الأتراك والكيان الصھيوني الغربي وعصاباتھم التنفيذية، ولھم حنين للفوز بإحدى الحسنين النصر او الشھادة…

فما يجري الآن في السويداء ھو صراع تارة وتنسيق تاريخي تارة أخرى بين الأتراك والكيان الصھيوأمريكي لبسط النفوذ على سورية والمنطقة عبر آدواتھم التنفيذية الجولانية الداعشية، لذلك على كل الشعب السوري العظيم وكل دول بلاد الشام لبنان والأردن وفلسطيني الشتات أن يقدموا كل الدعم والتأييد لإخوانھم الدروز حتى يخرجوا منتصرين ويلاحقوا تلك العصابات التكفيرية من السويداء ويطردوھم من كل سورية لتعود إلى دول أسيادھا ومؤسسيھا في تركيا وحلف الناتو وفي الكيان الصھيوني وأمريكا الذين يتصارعون تارة وينسقون فيما بينھم تارة أخرى على النفوذ والسيطرة الكاملة على سورية والمنطقة بدماء وجماجم الشعب السوري الضحية من كل الأديان والطوائف والمذاهب والقوميات والأعراق، ويجب تكريم الشعب الدرزي على ثباتھ ووقوفھ بوجھ ھذھ المؤامرات المزدوجة وصراعات النفوذ الدائرة والتنسيق الممنھج على سورية والمنطقة برمتھا…

نعم يجب أن نكرمھم على صمودھم ونقدم لھم كل الدعم اللوجستي لأننا نرى أنفسنا كأبناء بلاد الشام وسورية الطبيعية معنيون بإسقاط تلك المؤامرات قبل أن تصل تلك العصابات التكفيرية التنفيذية إلى حدود بلداننا، والإتفاق الھش الذي أعلن عنھ أحد مشايخ الدروز يوسف الجربوع مع الحكومة الإنتقالية الداعشية لم ولن يصمد طويلا لأن تلك العصابات تغلل في أنفسھم وعقولھم القتل وسفك الدماء وإنتھاك الاعراض والشھوات وھذا ما لا يقبلھ الدروز الشرفاء ولا الشعب السوري بأكملھ، وھا ھو الشيخ الھجري يقود ھذھ الثورة الحقيقية المضادة ويرفض ذلك الإتفاق لانھ يعلم بان تلك الحكومة والقيادة المتطرفة ھم عصابات لا عھد لھم ولا ذمة وإنما يتلقون الأوامر التنفيذية من أسيادھم الصھيوأمريكيين، والأخوة الدروز اليوم ھم من يصد عن حدودنا كدول ما خطط مستقبلا لدولنا من قبل الصھيوأمريكيين والأتراك وحلفھم الناتوي الصھيوني، فھل نسمع صدى صوت بنادقنا ومدافعنا وطائراتنا، وتتوحد الأيدي الضاغطة على الزناد من قيادات وجيوش وشعوب ومقاومة حتى نعيد الوجھ الحضاري التاريخي والموقع والدور الإقليمي والدولي لسورية ولدول بلاد الشام، ويتم إسقاط تلك المخططات نھائيا وبضربة واحدة ونھائية….

وھل يعترف الأتراك والاعراب باخطائھم بحق سورية ودول الامة العربية الأخرى ويعودون إلى صوابھم..؟ وھل تعلموا من تلك السنوات بأن كل ما خطط لسورية في عشرية النار وما بعدھا ونشر تلك العصابات في سورية ودولنا كان لصالح توسع الكيان الصھيوني في المنطقة برمتھا ليكون ذلك الكيان ھو المسيطر والمتحكم بالمنطقة برمتھا وبدعم أمريكي غربي علني…؟ فھل يصحوا من سباتھم ويلتحقوا ويلتحموا بمحور المقاومة ويتوحدوا صفا واحدا وكتفا إلى كتف لإسقاط تلك المشاريع القديمة والمتجددة التوسعية للكيان الصھيوني ولداعميھ الصھيو إنجليين أمريكيين غربيين..؟ وھل تتوحد دول الأمة وقادتھا وجيوشھا وشعوبھا ومحور مقاومتھا ويتم تلقين ذلك العدو الصھيوني التوسعي وداعميھ الصھيوغربيين دروسا بالقتال، والثأر لدماء الشھداء الأبرار في غزة وفلسطين كاملة ولبنان وسورية والعراق وإيران وكل الدماء البريئة التي سفكت من تلك العصابات الصھيوأمريكية غربية في دول الأمة كاملة…؟
فالصحوة الصحوة والإنتقام الإنتقام لأنھ حان وقتھ بعد ذلك الصمت الغريب المريب من الدول العربية والإسلامية الذي جعل ذلك الكيان الصھيوني وداعميھ الإنجليون الأمريكيون والغربيون يتمادون على شعوبنا ودولنا وقادتنا وجيوشنا ومقاومينا، ولعلھ يكون صمت ما قبل العاصفة القوية التي ستنھي ذلك الكيان الصھيوني وللأبد…

أحمد إبراھيم احمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي…

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا