حقن الدماء في سورية.. دعوة للوحدة بين الطوائف والمذاهب
محي الدين غنيم ….
في ظل ما تشهده سورية من صراعات دامية وتمزقات مذهبية وطائفية، باتت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لوقفة ضمير جماعي، يتجاوز فيها السوريون خلافاتهم العقائدية والسياسية، ويعلون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. فدماء السوريين التي تُهدر يوميًا لا تفرق بين مذهب أو طائفة أو منطقة، بل تسيل على تراب الوطن الواحد، وتزيد من جراحه وتعمق آلامه.
الوحدة الوطنية ليست ترفًا، بل ضرورة مصيرية أمام مشاريع التقسيم والهيمنة. يجب على جميع المكونات — من سنّة وعلويين، دروز ومسيحيين، أكراد وآشوريين، شيعة وإسماعيليين — أن يدركوا أن خلاص سورية لن يكون إلا بوحدتهم، وأن من يراهن على الخارج أو على الحل العسكري، إنما يساهم في تعميق المأساة.
إن الدعوة إلى الوحدة ليست دعوة لطمس الهوية، بل نداء للعيش المشترك، والاحترام المتبادل، ووقف نزيف الدم، والعودة إلى صوت العقل والحوار. فمهما اختلفت الرؤى والانتماءات، لا يجوز أن يكون الدم هو لغة التخاطب.
إن حقن الدماء واجب شرعي وأخلاقي ووطني. ولن يتحقق إلا إذا توحدت القلوب قبل السواعد، وتكاتفت الطوائف والمذاهب لرفض العنف، وكسر حلقة الثأر، وبناء وطن يسوده العدل والكرامة لجميع أبنائه.
الكاتب من الأردن