“التكفيريون ليسوا من الإسلام في شيء”
محي الدين غنيم ….
التكفيريون ومنهم الدواعش والنصرة ومن قبلهم تنظيم القاعدة يقتلون باسم الدين والدين منهم براء ، وفي هذا الزمان زمن الفتن والانقسامات، طفت على السطح جماعات متطرفة تدّعي أنها حامية للدين، بينما هي في الحقيقة أبعد ما تكون عن تعاليم الإسلام السمحة. أبرز هذه الجماعات هي ما يُعرف بـ”داعش” (تنظيم الدولة الإسلامية) و”جبهة النصرة” وغيرها من التنظيمات التكفيرية التي رفعت راية “الإسلام”، بينما هي تمعن في سفك دماء الأبرياء، وتدمير المجتمعات، وتشويه صورة الإسلام في العالم ، كما حدث في العراق وليبيا وسوريا في عهد نظام الأسد ووصولهم لسدة الحكم اليوم .
والتكفيريون هم جماعات أو أفراد يتبنون فكرًا متطرفًا يقوم على مبدأ تكفير المخالفين لهم، سواء كانوا من غير المسلمين أو من المسلمين أنفسهم. يرون أنهم وحدهم على الحق، وأن كل من يخالفهم العقيدة أو الفكر فهو كافر يجب قتله أو محاربته. هذا الفكر الضال لا يمت للإسلام بصلة، بل هو انحراف فكري وعقائدي يستغل الجهل الديني، ويُغذّى بأيديولوجيات سياسية مدمرة ، وبكل آسف بدعم مادي من الغرب وبعض الدول العربية.
وتنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات المسلحة التكفيرية لا تمثل الإسلام، بل شوهته أمام العالم. فهؤلاء يستخدمون آيات القرآن وأحاديث الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم، بطريقة ملتوية لخدمة أهوائهم، متجاهلين السياقات الحقيقية للنصوص، ومخالفين إجماع علماء الأمة على حرمة الدماء، خاصة دماء المسلمين والمستأمنين ، فكم من مسجد فجّروه؟ وكم من عالم قتلوه؟ وكم من طفل وامرأة وشاب زُهقت أرواحهم ظلمًا على أيديهم القذرة ؟
لقد خاضوا معارك عبثية تحت راية “الجهاد”، بينما الجهاد الحقيقي هو دفع الظلم، ونشر الرحمة، والدفاع عن المظلوم، وليس قتل الأبرياء واستباحة الأعراض ، متجاهلين بأن الإسلام دين رحمة لا تطرف ومتجاهلين الإسلام المحمدي … فكيف يُقال عن من يفجر ويذبح ويُهجر ويكفّر المسلمين أنه “مجاهد”؟
إن مواجهة هذا الفكر المنحرف لا تكون بالسلاح فقط، بل بتصحيح المفاهيم، وبنشر الوعي، وبالرجوع إلى العلماء المعتبرين، وبفتح باب الحوار والفهم الصحيح للدين. يجب أن تُحاصر منابع الفكر المتطرف في المدارس والمنابر والإعلام، ويُعزز خطاب الاعتدال والتسامح.
إن ما يقوم به التكفيريون من قتل وتفجير وتشويه لا علاقة له بالإسلام، بل هو عدوان على الإسلام نفسه. هم ليسوا مسلمين مهما ادّعوا ذلك، فالمسلم الحقيقي يحرص على حياة الإنسان وكرامته، لا يزهقها باسم الله. وعلينا جميعًا أن نقف صفًا واحدًا في وجه هذا الفكر المنحرف، حفاظًا على ديننا، وأوطاننا، ومستقبل أجيالنا.
الكاتب من الأردن