الخطوات والآليات التي يستطيع العرب والمسلمون إنقاذ ما تبقى من غزة وإغاثة أطفالها
طوفان الجنيد ….
مقدمة:
يا أمةَ الملياري مسلم، لقد أطلقت غزة نداء استغاثة عاجلًا، تُناشد فيكم الأخوّة الدينية والقيم الإنسانية، فماذا أنتم فاعلون؟
لقد تحوّلت غزة إلى أرضٍ محروقة، وجحيمٍ على الأرض، وغدا أكثر من مئة ألف طفل محاصرون شمال القطاع دون غذاء أو دواء، ومجاعة تهدد حياة مليوني إنسان، والأطفال يموتون يوميًّا تحت القصف. وأمام هذه الكارثة الإنسانية، يبرز سؤالٌ ملحّ:
ما دور العرب والمسلمين في إنقاذ ما تبقى من غزة؟
أولًا: الوضع الكارثي والمجاعة المتعمّدة:
لقد وصل الوضع الكارثي في غزة إلى المرحلة الخامسة، مرحلة “الكارثة” حسب تصنيف الأونروا، حيث مات واحد وسبعون طفلًا بسبب سوء التغذية، وأصبح واحد من كل عشرة أطفال يعاني من الهزال الشديد.
تجاوز سعر كيلو الدقيق 100 دولار، وغدت معظم العائلات تبحث في القمامة عن طعام.
أما مراكز المساعدات الغربية، فقد أصبحت مصايدَ موت من قبل العدو النازي الصهيوني.
وبحسب تقارير “اليونيسف”، فإن 420 طفلًا يُقتلون أو يُصابون يوميًّا بسبب القصف الصهيوني، وأكثر من 1000 طفل لا يزالون تحت الأنقاض، وأكثر من 130 ألف طفل تحت سن العاشرة محاصرون شمال غزة دون أدوية أو لقاحات، بينما ترفض إسرائيل دخول المساعدات.
ثانيًا: انهيار النظام الصحي:
فقد أخرج العدو الصهيوني أكثر من 16 مستشفى عن الخدمة بقصفه المباشر عليها، وأصبح المرضى يُجرون عمليات جراحية بلا تخدير، وبلا كهرباء، كما أن نقص الإمدادات الطبية تسبّب في موت آلاف الجرحى والمصابين وأصحاب الأمراض المزمنة.
آليات الإنقاذ العاجل:
1- كسر الحصار الغذائي والدوائي:
الضغط الجماعي على المعابر.
مطالبة الحكومات العربية والإسلامية بفتح معابر إغاثة دائمة.
الضغط على حكومة مصر لتفعيل معبر رفح بشكلٍ كامل لإدخال القوافل الإغاثية إلى وسط القطاع.
تسيير قوافل إغاثة بحرية تحت حماية دولية، كما فعلت تركيا عام 2010.
توفير ممرات إنسانية عاجلة بتدخل من منظمة التعاون الإسلامي لدى الأمم المتحدة لإجبار العدو الإسرائيلي على السماح بدخول المساعدات المُخزّنة والمكدّسة في رفح إلى داخل القطاع.
2- دعم المستشفيات بالمواد الطبية:
تأمين العلاجات عبر المؤسسات الموثوقة، مثل منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أو الهلال الأحمر.
تزويد المستشفيات بأجهزة التنفس الصناعي والوقود لتشغيل المولدات.
إطلاق حملات طبية لتأمين العلاج خارج القطاع للمصابين بالأمراض الخطيرة والمستعصية.
ثالثًا: الضغط السياسي والدبلوماسي:
مطالبة المجتمع الدولي بكافة هيئاته بوقف العدوان ورفع الحصار.
رفع دعاوى قضائية على الصهاينة في المحاكم الدولية.
تقديم ملفات توثيقية عن جرائم القتل والتجويع والاستهداف المباشر للأطفال، بالتعاون مع منظمات حقوق الإنسان.
فرض عقوبات اقتصادية وسحب الاستثمارات من الشركات الداعمة للاحتلال، كما فعلت جنوب إفريقيا.
رابعًا: إعادة الإعمار وتعزيز الصمود الاقتصادي:
العمل على إعادة إعمار المدارس والمستشفيات، باستخدام تقنيات مقاومة للقصف.
تمويل المشاريع الصغيرة مثل معاصر الزيتون المتوقفة بسبب نقص الوقود.
إنشاء صندوق وقفي لإعادة إعمار غزة برأس مال عربي وإسلامي.
خامسًا: دور الشعوب والمجتمعات الإنسانية:
إطلاق تحرّكات فعلية في كل المجالات والطرق الممكنة:
المسيرات الغاضبة والوقفات الاحتجاجية.
التوظيف الإعلامي للمنصات الرقمية لنقل معاناة الأطفال وكشف الجرائم التي يرتكبها العدو النازي في قطاع غزة.
المقاطعة الاقتصادية الشاملة للبضائع والشركات الداعمة للاحتلال.
التضامن المالي والتوعوي من خلال التبرع للصناديق الخيرية تحت عنوان “أنقذوا الأطفال في غزة”.
تنظيم مسيرات ضغط في العواصم الغربية لدفع حكوماتها لوقف الدعم العسكري لإسرائيل.
الدعاء في الأسحار، كما حثّت الأحاديث النبوية، خاصة في الثلث الأخير من الليل.
سادسًا: دور العلماء والدعاة:
على علماء أمة الملياري مسلم أن يؤدوا واجبهم الديني والتوعوي.
تفعيل وترسيخ ثقافة “نُصرة المظلوم” عبر المنابر والمنتديات والقنوات الإعلامية.
إحياء القيم التي تكاد أن تندثر، والضمائر الميتة.
نشر الهدى والدين الإسلامي القويم كما جاء به النبي ﷺ، القائل:
“مَنْ خَذَلَ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَته
الكاتب من اليمن