خطورة المرحلة تُحتّم على الأمّة امتلاك السلاح لا تسليمه

طوفان الجنيد  ….

مقدّمة:
نظرًا لما تتعرّض له الأمّة العربية والإسلامية من استهداف مباشر وغير مباشر، وما يُحاك لها من مؤامرات ومخططات احتلالية وأطماع استعمارية من قِبل أعدائها، وما حدث لها سابقًا عبر التاريخ من حروب واعتداءات صليبية، لاسيّما في منطقتنا العربية، وما تعرّضت له من نكسات وفقدان لأجزاء واسعة من أراضيها، تحرّر بعضها، ولا يزال البعض الآخر مغتصبًا ومصادَرًا من قبل العدوّ الصهيوني المجرم، والقوى الإرهابية الغربية بقيادة الشيطان الأكبر “أمريكا”، فإنّ ما نشهده اليوم من حربٍ إجرامية غاشمة شاملة على منطقتنا العربية، من اليمن إلى لبنان، والعراق وسوريا وإيران، وما يجري أمام أعيننا من حرب إبادة بحقّ إخوتنا الفلسطينيين، يجعل المرحلة مفصلية وخطيرة، تستدعي أن تُبنى السياسات والمواقف على قاعدة: امتلاك السلاح فريضة، لا خيار.

أولًا: حتمية امتلاك السلاح من الجانب الديني:
لقد بيّن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، في آياتٍ بيّناتٍ محكمات، العدوّ الأوّل للأمّة الإسلامية بقوله:
﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾المائدة: 82)

وأمرنا بالحذر منهم، والاستعداد الدائم لمواجهتهم، بقوله:
﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾(الأنفال: 60)

ففي هذا السياق، يتحوّل امتلاك السلاح من مجرّد حقّ فردي إلى واجب جماعي تحتمه ضرورات حماية الكيان والهوية، وتفرضه الأدلة الشرعية والسنن الكونية، بل ويغدو فرضَ عينٍ على الأمّة، كما هو الصيام والصلاة، ما دامت التهديدات محدقة والمقدّسات مُدنّسة والعدو متربّص.

ثانيًا: حقائق الواقع المعاصر:

1- التحديات المعاصرة… بين الغزو الصريح والاختراق الخفي:

العدوان العسكري المباشر:
ما تشهده فلسطين، والعراق، وسوريا، من احتلالٍ وتدميرٍ ممنهج، يثبت أنّ منطق القوة هو السائد في العلاقات الدولية. فالعدو لا يحترمك إلا إذا كنت قويًّا، عزيزًا، متمسكًا بدينك وقيمك وهويتك.
2- الآثار المترتّبة على التخلّي عن السلاح:
التنازل عن السلاح يعني تسليم الأرض والعِرض للعدو، والعيش بلا حرية ولا كرامة.
سيطرة العدوّ على القرار، ونهب الثروات كما حصل في العراق وليبيا.
فرض الحصار الاقتصادي وتدمير العملات، كما في لبنان وفنزويلا.
تفكيك الهوية ونشر الانحلال والبغضاء والتبعية الثقافية، وتحطيم الروح المعنوية للأمة.

ثالثًا: السلاح وقوّة توازن الردع
من خلال الوقائع التاريخية والمعاصرة، يتبيّن أنّ عنصر السلاح والمقاومة هو الرادع الأهم والأنفع للأمة:
لولا السلاح الإيماني والتصنيعي، لما تحرّر جنوب لبنان عام 2000 و2006.
لولا امتلاك اليمنيين للسلاح، لما صمدوا منذ عدوان 2015، بل وفرضوا حصارًا على الكيان الغاصب في معركة الإسناد لغزة، وغيّروا موازين القوى في المنطقة.
لولا القوة الصاروخية والدفاعية، لما استطاعت الجمهورية الإسلامية في إيران الصمود والتصدي لأعتى الهجمات الصهيوأمريكية.
ولولا امتلاك المقاومة في غزة للسلاح، لما صمدت أمام أعتى آلة حرب صهيونية في طوفان الأقصى لعامين ونصف، وما زالت صامدة إلى اليوم.

خاتمة:
إنّ الأمة الإسلامية اليوم، مدعوةٌ إلى التماسك، والوحدة، والتيقّظ، والاستعداد الجادّ لمواجهة العدو ومخططاته الإجرامية، والوقوف في وجه كل الدعوات المشبوهة التي تسعى إلى نزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
على الأمة ألا تكتفي بامتلاك السلاح، بل عليها أن تبني منظومة متكاملة من: الدفاع، والصناعة، والتكنولوجيا، والتأهيل البشري، وتطوير الكفاءات العسكرية والعلمية؛ لتكون بحقّ أمةً قادرة على المواجهة، لا أمةً تُستباح.
فلتعلموا -يا أبناء القرآن– أنّكم أمة مستهدفة في وجودها، ودينها، ومقدّساتها، وأنّكم مسؤولون أمام الله:
ماذا عملتم؟ ماذا قدمتم لأنفسكم ولأمتكم من المستضعفين؟ وماذا فعلتم لحماية رموزكم ومقدساتكم؟
اللهَ اللهَ يا أمة القرآن!
استفيقوا… انتبهوا… واحذروا… واتقوا الله لعلكم تفلحون.

الكاتب من اليمن

قد يعجبك ايضا