حُكم المحكمة العسكرية للقوات المسلحة اليمنية أتى في وقته
طوفان الجنيد ….
المقدمة:
منذ انطلاقة ثورات التغيير في ما سُمّي بـ”الربيع العربي”، التي اجتاحت بعض الدول العربية مثل تونس، ومصر، وسوريا، والسودان، كانت الجمهورية اليمنية إحدى هذه الدول التي خرجت شعوبها للمطالبة بثورة تصحيحية ضد فساد الأنظمة الحاكمة، والمطالبة بتغييرها.
ثورة اليمن:
خرج الشعب اليمني في محافظات الجمهورية، ونُظّمت مسيرات جماهيرية واعتصامات شعبية، انتهت في الحادي عشر من فبراير 2011 بتنازل الهالك عفاش عن السلطة، وتسليمها إلى نائبه عبده ربه منصور هادي، بعد إقامة انتخابات شكلية للنائب عبده ربه منصور، وبدون منافس له، وقد قاطعتها بعض المكونات الثورية، كـ”أنصار الله”.
شُكِّلت حكومة وفاق وطني، كان لحزب الإصلاح نصيب الأسد فيها، لكن الأوضاع الداخلية لم تتحسن، بل ازدادت سوءًا. فخرج اليمنيون، بدعوة من القيادة الثورية لأنصار الله ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للناس، فكانت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014.
هنا بدأت المؤامرات الخارجية والداخلية ضد الثورة الشعبية، لكن الثوار صمدوا، واستمروا في كفاحهم، وتغلبوا على تلك المؤامرات، واستطاعوا السيطرة على العاصمة صنعاء.
تم تشكيل مؤتمر الحوار الوطني، الذي ضم جميع المكونات السياسية، برعاية الأمم المتحدة، لكن الأطماع الخارجية لم ترُق لها مخرجات الحوار، وأحسّت بخطورة خروج اليمن من تحت سيطرتها وتبعيته.
وعليه، أوعزت لقوى عميلة وأدواتها في الداخل، من مسؤولين ووزراء في الحكومة، لرفض مخرجات الحوار، وتقديم الاستقالة، وإحداث فراغ سياسي في البلاد.
فقامت القيادة الثورية لأنصار الله، واستشعرت مسؤوليتها الوطنية، وبسطت الأمن في البلاد، وحافظت على المؤسسات المدنية من الانهيار. فاغتاظ الأعداء في الخارج، وقاموا بتشكيل تحالف عربي لأكثر من عشرين دولة، بقيادة المملكة السعودية (الشيطانية)، وبمشاركة فعلية من أمريكا، ودعم عسكري ولوجستي، وشنّوا حربًا عدوانية على اليمن في 26 مارس 2015، أهلكت الحرث والنسل، وارتُكبت فيها أبشع الجرائم وأفظع المجازر، وأُطبق حصار اقتصادي خانق على اليمن.
فانبرى الأحرار من شعب اليمن للدفاع والتصدي لهذا العدوان، وقدّموا التضحيات الجسيمة لمدة تسعة أعوام، انتهت بإقامة هدنة إنسانية.
وخلال هذه الفترة من الحرب والمواجهة والتصدي، كان الخائن عفاش وأسرته قد أعلنوا وقوفهم مع الشعب وضد العدوان في الظاهر، مكرًا وخداعًا، بينما تآمروا مع القوى الخارجية في الباطن، بغية القضاء على أنصار الله، وعودتهم إلى السلطة، وإعادة الوصاية الخارجية للأمريكي والصهيوني وأدواتهم من العبيد العرب، أمثال السعودية.
فحدثت فتنة ديسمبر، وأعلن الخائن عفاش الانقلاب، وفك الشراكة مع أنصار الله، والدعوة إلى انتفاضة شاملة واقتتال داخلي بين أبناء الشعب الواحد، ومد يد العمالة لتحالف الشر والإجرام، والتصالح معهم. لكن الله خيّب آمالهم، وتحطم مشروعهم، وفشلت مكيدتهم ومكرهم، وتم القضاء على رأس الفتنة، عفاش، وفرّت أبناؤه وأبناء عمه إلى أحضان العمالة والارتزاق، وتخلّوا عن كل القيم والمبادئ الدينية والقبلية، مقابل الريال والدولار.
عادوا ليقودوا حملة عسكرية مدعومة من أعداء الوطن، وشكّلوا ألوية ومحاور ومعسكرات من مرتزقة اليمن، مستغلين حاجتهم وعوزهم وفقرهم وصعوبة معيشتهم، للانقضاض على اليمن، في وقتٍ كان فيه أحرار اليمن الشرفاء يقفون مع غزة وفلسطين في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
فقام القضاء اليمني برصد الجرائم الإنسانية، ورفع ضد العملاء والخونة قضايا جنائية، ومحاكمتهم غيابيًا، وإصدار العقوبات القانونية والدستورية التي يستحقونها.
الخاتمة:
كان من ضمن هؤلاء الخونة والعملاء القائد العسكري لما كان يُسمّى بـ”الحرس الجمهوري” سابقًا، أحمد علي عبد الله صالح، نجل الخائن عفاش، حيث أصدرت المحكمة العسكرية اليوم حكم الإعدام بحقه نتيجة الخيانة والعمالة التي ارتكبها بحق الشعب والوطن، حسب قانون العقوبات الجزائية والدستورية المعمول به في اليمن، وبحسب المادة (125) من قانون العقوبات، التي تقضي بالإعدام لكل من يرتكب جريمة الخيانة للشعب والوطن، أو يمد يد العمالة للخارج بهدف الاعتداء على الوطن، أو يشارك في الاعتداء لأغراض شخصية أو سياسية.
#يحيا_العدل
#تحيا_الجمهورية_اليمنية
الكاتب من اليمن